أول مناضلَيْن رقميّيْن بالمغرب.. سابقة حزبية “تستهدف جيلاً عزف عن السياسة”
“أنا أمال، مُناضلة استقلالية رقمية”. بهذه العبارة قدّمت شابة انضمت حديثاً لحزب “الاستقلال” نفسها لزملائها داخل أعرق أحزاب البلاد، مع مناضل رقمي آخر اسمه حكيم، والذي أضاف: “تم تصميمنا باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الحزب لنكون أول مناضلَين رقميَّيْن بالمغرب”.
أمال وحكيم أعلن عنهما حزب “الاستقلال”، خلال مهرجانه الخطابي الوطني، السبت 11 يناير 2025، في الدار البيضاء، بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، وأشار إلى أنهما مناضلَين من الجيل الجديد، وأن الحزب “يتبنى من خلال هذه المبادرة أحدث التقنيات في مجال التواصل السياسي”، على أن “تشكل إضافة نوعية لحضور الحزب على الساحة الرقمية لتعزيز تواصله مع المواطنين وخاصة الشباب”.
الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، نور الدين البيار، علّق على هذا المُستجد، قائلا إن المبادرة تعد “سابقة حزبية ونقلة نوعية وذكية”، وأضاف، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن “استخدام الذكاء الاصطناعي تم للتواصل مع المتلقي على مستوى الشأن السياسي، خاصة من فئة الشباب التي تشكل النسبة الأكبر من مستخدمي الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وأشار البيار إلى أن أهمية هذه المبادرة تبرز في “كون فئة الشباب أو فئة ما يعرف بالجيل زي، الذين ولدوا بين نهاية التسعينات وبداية الألفية الثالثة، هم الذين يشكلون الكتلة الكبيرة في العزوف عن العمل السياسي، وهو ما يُلاحَظ عبر تحليل بيانات الشبكات الإجتماعية”.
ويرى الصحافي والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي أن حزب “الاستقلال” يكشف بهذه الخطوة عن جانب كبير من استراتيجية التواصل التي سوف يستخدمها أثناء الاستحقاقات المقبلة (انتخابات 2026)، موضحاً أن هذه الاستراتيجية “ستركز على الذكاء الاصطناعي مع استفادة الحزب من الثورة الرقمية”.
وتوقف البيار عند ما يعرف ب”اقتصاد المحتوى” وأيضا “اقتصاد إثارة الانتباه الذي تتنافس حوله الشركات العالمية”، بحيث أن كل هاتف يتوفر اليوم على 10 تطبيقات على الأقل “وتحظى تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشد انتباه المشاهد أو القارئ بالحيز الأكبر منها”، وبالتالي فـ”هذه الوسائل تتنافس حول من يشد انتباه المتلقي أكبر مدة ممكنة”.
ويُوضح أنه في حالة حزب “الاستقلال” أو الفاعل السياسي المغربي عموماً، فالأمر “يتعلق بمن يشد انتباه الناخب أكثر على هذه المنصات ومن ينجح في إقناعه”، محدداً مرحلتين في هذا الصدد “أولاهما مرحلة مهمة هي شد الانتباه، والتي ينبغي أن يركز عليها الفاعل السياسي، ثم تأتي مرحلة الإقناع التي تعود إلى التقنيات التي يستخدمها الفاعل في تواصله ومدى قدرته على تحويل هذا الشاب من مجرد مشاهد إلى منخرط”.
وأفاد بأنه من شأن هذه العملية تحسين آلية التواصل مع المواطنين سواء في الأزمات أو الانتخابات، لافتاً إلى أنه “يُلاحظ أن الحكومة لا تتواصل بشكل جيد في الأزمات، رغم خطوتها التي أطلقتها قبل أشهر بنشر كبسولات مخصصة للحديث عن الإنجازات، مع الإشارة إلى أن الكثير من الوزراء الذين انخرطوا فيها تم إبعادهم بعد التعديل الحكومي الأخير”.