أول اختبار لجذري القردة محلي الصنع.. المركز الإفريقي: نهنئ المغرب على هذا الإنجاز
أوصى المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، اليوم الأربعاء 13 نونبر 2024، باعتماد أول اختبار (PCR) محلي الصنع بالمغرب في مجال الكشف عن جذري القردة (mpox)، عاداً إياه هذا “إنجازاً كبيراً” في مواجهة تفشي الفيروس.
وقال المركز الإفريقي، الذي أوصى بهذا الاختبار المحلي من خلال لجنة استشارية خاصة بالتشخيصات، إن هذا القرار “يشير إلى موثوقية وفعالية هذا الاختبار، مما يعزز دور المغرب في المبادرات الصحية العالمية”.
وأشار إلى أنه يُعد النسخة الثالثة من القائمة الموصى بها في هذا الصدد بتاريخ الثلاثاء نونبر، والتي شملت مجموعة كشف PCR محلية الصنع (UM6P-MAScIR MPOX qPCR 1.0) من إنتاج “مولدياغ” الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية الطبية في المغرب.
وأضاف أن لجنة لضمان الجودة قامت بمراجعة الأدلة الخاصة بهذا الاختبار بناء على معايير محددة، بما في ذلك تقييم مستقل من المعهد الوطني للبحوث البيوميدانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لافتاً إلى أن اللجنة خلصت إلى أنه يلبي جميع المعايير الأساسية.
في هذا الصدد، قالت نوال الشرايبي المديرة العامة لشركة مولدياغ: “نحن ملتزمون بدعم تعزيز الصحة في إفريقيا من خلال تطوير أدوات تشخيص محلية الصنع”.
وأشارت إلى أن “تعزيز الإنتاج المحلي هو أمر حيوي لتعزيز الاستعداد والاستجابة للأوبئة في القارة، مما يتيح مواجهة التحديات الصحية العامة بسرعة وفعالية”، معبرة عن فخرها بأن تكون شركة مغربية “جزءاً من رؤية Africa CDC لتحقيق اكتفاء صحي وأمن صحي في إفريقيا”.
من جهته، هنأ جان كاسيا المدير العام للمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها المغرب على “هذا الإنجاز البارز”، حاثاً الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي على النظر في استخدام هذا الحل التشخيصي أثناء مواصلة الاستجابة لتفشي “إمبوكس”.
وقال كاسيا إن المركز يحمل أجندة قارية طموحة وضرورية لتعزيز التصنيع المحلي للوسائل الطبية، مشيراً إلى أن ذلك عنصر أساسي للأمن الصحي في القارة.
واعتبر أن اختبار الكشف عن جذري القردة “إمبوكس” المصنوع محلياً في المغرب، والذي اجتاز معايير صارمة، “يمثل دليلاً على أن الوسائل الطبية عالية الجودة، بما في ذلك التشخيصات، يمكن توفيرها محلياً في حالات تفشي الأوبئة”.
ولفت المسؤول الصحي الإفريقي إلى أن ما سمّاها “الخطوة الحاسمة” ستُلهِم المصنعين المحليين للتشخيصات وغيرها من المنتجات المتعلقة بالأوبئة، مشدداً على أن الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأمراض “ملتزم بالعمل مع هؤلاء المصنعين وأصحاب المصلحة الرئيسيين لضمان توفر المنتجات الطبية اللازمة لأمن القارة الصحي”.
ويرى المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن هذا “الإنجاز الكبير” يندرج في إطار الجهود القارية للاتحاد الإفريقي، والتي تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي لأنظمة الصحة العامة الإفريقية، بهدف تحسين قدرة القارة على الاستعداد والاستجابة للتهديدات الصحية”.
وتزامن الإعلان عن هذه توصيته بالاختبار المغربي مع مرور 93 يوماً على إعلان فيروس “إمبوكس” كحالة طوارئ صحية عامة في إفريقيا “حيث دعم المركز الدول الأعضاء بتوفير مجموعات اختبار، وأدوات تسلسل الجينوم، إضافة إلى تدريبهم على إجراءات السلامة البيولوجية وتقنيات التشخيص”، حسب بيان نشره على الموقع الرسمي.
وأشار المصدر ذاته في هذا الصدد، إلى أنه جرى تأسيس لجنة DAC كآلية لضمان الجودة، تهدف إلى توجيه عملية اختيار وتقييم والتحقق من واعتماد تكنولوجيا التشخيص المختبري، إلى جانب تسهيل تبادل البيانات.
وأصدر على إثر ذلك، خلال حالة الطوارئ المتعلقة بفيروس “إمبوكس”، عبر اللجنة المذكورة نسختين من قائمة الاختبارات الموصى بها لفيروس إمبوكس، مشيراً إلى أنها “خضعت لعملية تقييم دقيقة ومستقلة وفق معايير محددة من قبل اللجنة، متوافقة مع المعايير المطلوبة من OMS لتشخيص الفيروس”.
ولفت إلى أن الإنتاج المحلي للتشخيصات يعد أحد الركائز الخمس الاستراتيجية في إطار “نظام صحي جديد لإفريقيا”، الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي.
وتعتبر الشركة المغربية الناشئة “مولدياغ” المنتجة للاختبار المحلي لجذري القردة (إمبوكس) فرعاً لمؤسسة “مصير” التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية الطبية، متخصصة في إنتاج وتسويق الاختبارات التشخيصية الجزيئية ذات الاستخدام المهني، وشاركت بفعالية ونجاح في ضمان سيادة المملكة المغربية خلال الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
أما “مصير” فهي مؤسسة غير ربحية تابعة لجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات، أنشئت سنة 2007 بهدف تعزيز وتطوير مراكز البحث التكنولوجي في مجالات المواد والتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات الدقيقة وعلوم الحياة، من خلال توجيه مبادراتها نحو البحث التطبيقي والابتكار لتلبية احتياجات السوق.