أوريد ينتقد “تخلف” الغرب عن مواكبة ثورات الربيع العربي
انتقد الأستاذ الجامعي والأديب والمؤرخ حسن أوريد ما أسماه بتخلف الغرب عن مواكبة موجة ثورات الربيع العربي سنة 2011، التي كانت تمثل فرصة مهمة لإحداث تحول استراتيجي بالمنطقة العربية.
وقال أوريد خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” على صحيفة “صوت المغرب”، إنه “كانت هناك إشارات قوية من لدن الولايات المتحدة الأمريكية في البداية، وأيضا مع ساركوزي، بأن هناك تحول بنيوي في حوض البحر الأبيض المتوسط ونٌظمت لقاءات مع الاتحاد الأوروبي من أجل المواكبة وتم الحديث عما سمي حينها مارشال عربي”، إسوة بما جرى في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وأوروبا الوسطى والشرقية بعد سقوط جدار برلين.
وأشار المتحدث في ثنايا كلامه إلى مقال تحليلي نشر في صحيفة “لوموند”، الذي أفاد حينها بأنه إذا لم تتم مواكبة الربيع “العربي” من خلال “مارشال” فسيؤول إلى شعبوية وإلى عودة السلطوية، “وهناك عنصر مهم كذلك لابد أن نتحدث عنه وهو أن الولايات المتحدة رفعت يدها بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في 11 سبتمبر 2012، مع الولاية الثانية لأوباما”.
وقال الأستاذ الجامعي، إن هذا الأمر “أسفر في النهاية إلى القول إن هذه المنطقة ميؤوس منها”، مؤكدا بالقول “أنا لا أقسو على أي كان، وليس بنيتي بأن أقيّم ولكن أن أفهم، هناك جوانب موضوعية تفسر هذه الانتكاسة والتي ركبت عليها ما يسمى بقوى الثورة المضادة، هذا الذي حدث”، يقول أوريد.
وأضاف المؤرخ، أن لحظة التحول الذي حدث في يونيو 2013 انعكس على المنطقة، مبرزا أنه “في نهاية المطاف نحن نبني على ما هو متوفر، ليس هناك بناء من دون مواد البناء، أحيانا نضطر أن نصوغ اللبنات وأحيانا نستعمل لبنات موجودة، من اللبنات الأساسية للفهم هناك ملف مهم جدا كانت نشرته مجلة “دي إكونمست” في يونيو 2014، وهو قراءة أو إشهاد، كما يقول الحقوقيون، بأن الربيع العربي فشل”.
وفسر المصدر ذاته الأسباب، والعناصر التي وقفت عليها المجلة، لتوضيح معالم فشل الربيع العربي، حيث قال إن المجلة “اعتبرت بأن هناك ما يسمى متلازمة الجزائر، محيلة على سابقة تدخل الجيش في الجزائر من أجل إجهاض التحول الديمقراطي وهو الأمر الذي أفضى إلى حرب أهليه في البلاد”، تقول المجلة.
وخلص حسن أوريد في حديثه إلى أن مجلة إكونمست أجرت مطابقة بين ما حدث في الجزائر في 1992 ومصر في 2013، واستعملت هذا المصطلح “متلازمة الجزائر” بمعنى تدخل الجيش، مما يؤدي إلى نوع من تشظي المجتمع أو نوع من الثنائية القطبية، وهي معطلة. مضوحا بالقول، “أظن بأن هناك جانبا موضوعيا في هذا التحليل”.