story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

أوريد يفكك شعبوية العالم العربي وتجلياتها في ممارسة السلطة

ص ص

أوضح الأستاذ الجامعي والأديب والمؤرخ حسن أوريد، أن مفهوم الشعبوية، الذي تحدث عنه في إصداره الأخير الذي يحمل عنوان “إغراء الشعبوية في العالم العربي الاستعباد الطوعي الجديد” إنما هو دراسة تدخل في إطار العلوم السياسية حول العالم العربي مبرزا أنه كتاب يساعد على فهم “أدواء” هذه البقعة من الأرض.

وقال أوريد خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” على صحيفة “صوت المغرب”، إن الشعبوية هي عرض (symptome) ولحظة غربية برزت ولها تاريخ، ظهرت عبر محطات أساسية ضمنها ما سمي “بريكست” (انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي) وتأثير اتجاهات شعبوية في هذا التحول، ثم مع صعود ترامب.

هذه المحطات الأساسية أعطت قوة دفع لهذه الاتجاهات التي كانت جنينية وهامشية لفترة ثم أصبحت مؤثرة. “نحن لا نتحدث عن الشعبوية كاتجاهات فقط، بل أصبحت تمارس السلطة”.

ويرى الأستاذ الجامعي أن مصطلح الشعبوية “لا يعني العقل الشعبوي ولكن العلة الشعبوية”، حسب المفكر “لاكلو” الذي يعتبر من المراجع الكبرى في الموضوع، واستعمل مصطلح العقل الشعبوي. الكتاب الذي كتبه “لاكلو” باللغة الإنجليزية “دي بابيلست ريزن”، “وهو الذي صاغ هذا المصطلح”، يقول أوريد.

وأكد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، أن مسؤوليته العلمية هي التي دفعت به لكي يشتغل على موضوع الشعبوية، مبرزا أنه قام بتدقيق المصطلح في كتابه “الشعبوية أو الخطر الداهم”.

وقال حسن أوريد طبعا، “كان في هذه اللحظة حافزا لي (كتاب الشعبوية أو الخطر الداهم)، وقلت لا ينبغي أن أصمت وأصبح كشخص يرى أدوية غير ناجعة وغير مطابقة للمرض تباع في الصيدليات ولا يصدر عنه أي رد فعل، وأظن أن مسؤوليتي العلمية دفعت بي لأن أشتغل حول هذا الموضوع”.

وشدد الأكاديمي على أن هناك ما وصفه بـ “مد العودة إلى الشعب”، ونوع من استعداء النخب ولكنهما ينطبعان بمرجعية ثقافية، ولذلك “أنا انتهيت في نهاية المطاف إلى أن الشعبوية والسلطوية والاستبداد في العالم العربي تعبير لنفس الحقيقة، ولدينا حالة معلنة وهي الحالة التونسية وتسمى بمصطلح يستعمله التونسيون وعلماء الاجتماع هناك وهو “الشعبوية السلطوية”.. في نهاية المطاف الشعبوية تساوي السلطوية والاستبداد”.

وفي السياق، سجل المتحدث ذاته على أن السلطوية في نهاية المطاف “تجد تبريرها على أساس أنها تحفظ الأمن أو ما أسميه ب”العقد الاجتماعي الهوبسي” الأمن أولا والأمن أخيرا”.

وأضاف قائلا، “لسنا في العقد الاجتماعي ل”لوك” بل الأمن أولا وأخيرا، طبعا كل هذه الأنظمة السلطوية تقول بأننا هنا من أجل ألا تقع بلداننا وهو شيء مشروع في حالات معينة”.

وهناك كتابات مشهورة قبل التحول الذي عرفته مصر، تبرر التحول ب”حتى لا تقع مصر في حالة الصومال والدول الفاشلة”.

ويرى أوريد أن السلطوية لها دائما تبريراتها، “ومثلما قلت تعتمد خطابا ديماغوجيا أو شعبويا لكن أنا أعتبر أن الخيار الشعبوي هو خيار بالسلب par défaut وليس خيارا واعيا ولكن نتاج فشل. مثلما قلت هناك قضايا بنيوية ينبغي أن تطرح وهو ما قمت به في هذا الكتاب”.

وفي تمييزه بين الشعبوية والديماغوجية، قال أوريد “إن الديماغوجية أسلوب والشعبوية ظاهرة”، مبرزا أنه الآن “يقع خلط بين الديماغوجية كأسلوب، والشعوبية”.

“ما قلته هو أن العالم العربي بنسب متفاوتة ولا أستثني المغرب، يعيش شعبوية أولى، يعني بنية أو قابلية، لأنه في نهاية المطاف الجماهير يئست من الأدوات الحزبية وتبحث عن بديل”، يوضح الأستاذ الجامعي.

وأشار الأكاديمي بالمناسبة إلى أن الأحزاب السياسية “لم تعد هي الفاعل الأساسي في الفعل السياسي، وأصبحت هناك تعابير أخرى من خارج الأحزاب، وأحيانا هناك أساليب غير مهيكلة “الشارع، التيفو، الغرافيتي، الشبكات الاجتماعية…”، كل هذا يخلق ما يمكن أن نسميه “بمصطلح علمي شعبوية أولى”، ويمكن أن ينتقل إلى الشعبوية.

وخلص حسن أوريد إلى أن الشعبوية “هي بالأساس ليس فقط عرض سياسي ولكن طلب… حينما ندرس الحالة التونسية نكتشف أنه كان هناك طلب شعبوي”.

لقراءة الحوار كاملا، يمكنكم اقتناء مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط