story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

أوجار: الأحزاب عاجزة بسبب “الدولة العميقة” والمجالس المنتخبة يتحكم فيها الولاة والعمال

ص ص

اعتبر محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن لحظة تشكيل الحكومة تكشف “التحدي الحقيقي”، إذ تجد الأحزاب نفسها عاجزة عن تنفيذ الأولويات والبرامج، لأنها ترث بيروقراطية ثقيلة تتحكم فيها الدولة العميقة”.

وأوضح أوجار، في ندوة وطنية بعنوان“تحولات الحقل الحزبي المغربي”، أن الكتاب العامين والمديرين “لا يتبعون الوزير بشكل فعلي”، وهو وضع يرى أنه ليس جديداً، قائلاً: “هذا شيء ورثناه منذ كان وزير الداخلية الأسبق الراحل إدريس البصري يعرقل عمل حكومة التناوب”.

وأشار أوجار إلى أن الأمر يشمل أيضاً الجماعات ومجالس الجهات المنتخبة، حيث “تكون سلطاتها محدودة”، وتدار “فعلياً” من طرف العمال والولاة، رغم أن المنتخبين هم الذين يُفترض أن يتحملوا مسؤولية التدبير.

وأكد وزير العدل السابق أنه “لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بسرعتين”، موضحاً أن الأقاليم الجنوبية تتجه نحو حكم محلي وبرلمان جهوي وتدبير جديد، بينما “لا يستطيع رئيس الجهة في باقي الجهات حمل قلم إلا بعد استشارة ممثل السلطة”.

وانتقد أوجار طريقة تدبير عدد من المؤسسات العمومية والجماعات الترابية، متسائلاً: “حين نتحدث عن الفساد، وعن شخص سرق في جماعة فيجب أن يُحاسَب. حسناً، هل يمكن لرئيس جماعة أن يسرق وحده؟”. وأضاف أن الصفقات العمومية تُدبر عبر لجان متعددة، متسائلاً: “أين آليات المحاسبة؟ ومن يحاسب العمال والولاة؟ من يحاسب كبار الإدارات المدبرة للمال العام؟”.

وأشار القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار إلى أن تجارب الحكم المتعاقبة في المغرب “تحتاج وقفة تقييم”، مذكّراً بأن الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والعدالة والتنمية قادوا الحكومات سابقاً، بينما يقود التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال الحكومة الحالية.

وأشار إلى أنه بعد وضع الأحزاب “أولوية تشغيل الشباب، أو إصلاح التعليم، أو إصلاح الصحة في برانمجها تأتي لحظة الحقيقة”، متسائلاً: “ما هي قدرتها وقدرة رجالاتها ونسائها وشبابها وشبكاتها على ترجمة ذلك إلى واقع؟”. ويتابع قائلاً: “ثم حين يأتي الوزراء ويُشكّلون الحكومة بعد انتهاء المفاوضات، يجد الوزير نفسه عاجزاً لأنه يرث بيروقراطية ثقيلة تتحكم فيها الدولة العميقة”.

وقال أوجار إن المغرب، بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي “فرح له المغاربة”، مقبل على مرحلة جديدة تتطلب “تعديل الدستور، وحكامة جديدة، ونخباً جديدة قادرة على مواكبة هذا التحول”. وشبّه اللحظة الراهنة بلحظة “الخروج من حالة الاستثناء” التي أطلقت مرحلة الانتقال الديمقراطي، مضيفاً أن الوضع الجديد “يجب أن يسائل الجامعيين”، وأن التفكير يجب أن يتجه نحو كيفية تدبير المرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق، انتقد أوجار محدودية سلطات الجماعات الترابية والجهات، معتبراً أن تدبيرها يتم “فعلياً” من قبل العمال والولاة. وقال: “لا يمكن أن تكون لدينا ديمقراطية بسرعتين: سرعة في الأقاليم المسترجعة بحكم محلي وبرلمان جهوي وتدبير جديد. وفي الجهات الأخرى لا يستطيع رئيس الجهة حمل قلم إلا بعد استشارة ممثل السلطة”.

وأكد أوجار أن الجامعة مدعوة اليوم لمواكبة التحول الذي تعرفه البلاد، مشدداً على ضرورة الاتفاق على أولويات واضحة، في مقدمتها “محاربة الفساد بوسائل القانون، وفتح المجال للمشاركة السياسية”.

ورغم الانتقادات، عبّر أوجار عن تفاؤله بخصوص مشاركة الشباب في الحياة السياسية، قائلاً إن عدداً كبيراً منهم تمكنوا من “دخول التجربة السياسية”، وذكر أمثلة لمرشحين شباب فازوا رغم قلة الإمكانيات، معتبراً ذلك “دليلاً على ذكاء المغاربة”.

وأشار إلى أن البرلمان صادق على قوانين “بالغة الأهمية”، رغم أن العديد من الجامعيين والأطباء والمهندسين الذين خاضوا التجربة السياسية “يشعرون بالتهميش”. وتساءل: “كيف نجعل من الإنجاز التاريخي ـ مصادقة مجلس الأمن على الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية ـ مدخلاً لمغرب جديد؟”. وربط ذلك بضرورة التفكير في “تعديل جديد للدستور”، لأن “هناك فصولاً تحتاج فعلاً إلى التعديل”.

ودعا أوجار إلى طرح “الأسئلة المزعجة”، وإلى الاشتغال بأفق جماعي “يشرك كل المغاربة”. وانتقد ما سماه “المرور النُّخبي العابر”، موضحاً أن الشباب والنساء يُستثمر فيهم لولاية واحدة ثم يغادرون بسبب “الشكليات المسطرية”، لتعوضهم “النخب المالية التي لا تعبأ بالشأن البرلماني”. وأضاف: “وسنبقى نغيّر الدستور والقوانين، ولكن ماذا يتغير في الجوهر؟”.

وفي المقابل، اعتبر أوجار أن للمغرب “نجاحات مهمة في الحكومة وفي البرلمان، وإنجازات”، لافتاً إلى موقعه الدولي باعتباره “قوة متوسطية” ذات تأثير واحترام. وقال إن التأييد الدولي للمغرب في مجلس الأمن، بما في ذلك من الصين وروسيا، “دليل قوة”.

وختم أوجار مداخلته بالتشديد على أن هذه القوة تحتاج “نخباً جديدة، نخباً متعلمة ووطنية”، مؤكداً أن الاختلاف لا يزعجه ما دام “شرط النزاهة” قائماً، لأن ما يجمع الجميع هو “الانتماء لهذا الوطن”.

ولمشاهدة الكلمة كاملة المرجو الضغط على الرابط