أهمية الإعداد النفسي للاعبي كرة القدم
في الرياضة عموما، وفي كرة القدم على وجه التحديد، ترتكز اللعبة على ثلاث مجالات أساسية هي التقنيات والتكتيكات والقدرة على التحمل، لكن العامل النفسي لا يقل أهمية، فهو الذي يقرر فوق أرضية الملعب بشأن الفوز أو الهزيمة.
فكيف يستخدم المدربون التدريب الذهني لإعداد لاعبيهم للمباريات المهمة وفي أي فئة عمرية يتم اقحام التدريب الذهني مع التمارين؟
بسط موقع fussballtraining الألماني المتخصص، في مقال علمي، كل ما يمكن معرفته عن التدريب الذهني، والمجالات التي يمكن توظيفه فيها، واستعرض التدريبات الذهنية التي يمكن للفريق القيام بها من أجل الحفاظ على اللياقة النفسية وإزالة العوائق فوق أرضية الميدان.
الاستعداد الذهني
حدد المقال المذكور تعريفا دقيقا للتدريب الذهني الخاص بكرة القدم، وهو تمرين نفسي يتم استخدامه لكسر العوائق وتخفيف المخاوف وزيادة الشجاعة قبل المباريات المهمة. من خلال التصور والإيحاء الذاتي وبعض التقنيات الأخرى، يتم إنشاء اتصالات متشابكة جديدة في الدماغ، والتي تمكن الرياضي من الوصول إلى إمكانياته الكاملة في اللحظة المناسبة.
تم لسنوات عديدة البحث في التدريب الذهني ضمن علم النفس الرياضي. وقد أظهرت النتائج أن التمارين الذهنية تجعل الرياضي مستعدا، وتحسن موقفه تجاه الرياضة التي يمارسها. ومع التدريب المنتظم، يجد لاعبو كرة القدم أنه من السهل التزام الهدوء قبل المباراة، وعدم الاستسلام عندما يتأخرون في النتيجة، والتعلم من الهزائم.
لكن التدريب الذهني لكرة القدم يمكن أن يكون أكثر من ذلك بكثير. فهو يعني أيضا التفكير في نقاط قوتك ونقاط ضعفك، والعمل على تجاوز مواطن الضعف وتعزيز نقاط القوة.
التدريب الذهني يعني أيضًا تطوير مهارات المنافسة وتنفيذها باستمرار، من التداريب إلى المباريات الرسمية. على سبيل المثال: يجب أن يكون واضحًا كيف تبدو عملية التسخينات المثالية وماذا تفعل في مواقف معينة.
نتائج على المردود
غالبًا ما يشعر لاعبو كرة القدم الشباب بضغوطات كبيرة أثناء التداريب، أو لاحقًا في المباريات المهمة، وخلال الأداء في الملعب، وعبر المنافسة على مكانك في الفريق ومطالب الفريق على أدائك… كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى الضغط. والنتيجة توتر ومخاوف تؤدي بدورها إلى العصبية والأخطاء.
يساعد التدريب العقلي على تقليل هذه التوترات. ويتم تحقيق ذلك من خلال تقنيات مختلفة تنقل الثقة بالنفس وتوفر إستراتيجيات لتحويل ضغط الأداء على أرض الملعب إلى طاقة إيجابية.
تحدي الإصابات البدنية
يمكن أن يساعد التدريب الذهني لاعبي كرة القدم على تقبل الإصابة بشكل أسرع وبالتالي تسريع عملية الشفاء. أثناء إعادة التأهيل، يساعد التدريب الذهني في المقام الأول على التركيز على الهدف الجديد، والتغلب على الإصابة والعودة إلى الرياضة. كما يقوي التأمل والإيحاء الذاتي، قوى الشفاء الذاتي، ويعزز القوة العاطفية، وهو أمر ضروري لاستعادة لياقتك بسرعة بعد الإصابة الرياضية.
طرد التفكير السلبي
الكثير من لاعبي كرة القدم المحترفون تلتصق بذهنهم فكرة “ألعب دائمًا بشكل سيء”. وهذا من المعتقدات السلبية التي يمكن تحديدها والقضاء عليها في إطار التدريب العقلي. هذه واحدة من أهم خطوات التدريب.
ويمكن لهذه المعتقدات أن تقلل بشكل كبير من الأداء، بل وتضع هيكل الفريق في الصعوبات. ودائمًا ما تكون المعتقدات غير عقلانية وبالتالي لا يمكن أن تكون لها أي عواقب إيجابية على الإطلاق. كما تنشأ من خلال الكمالية المبالغ فيها أو من خلال التفكير الأبيض والأسود. ويمكن أن تثير تصريحات زملائك اللاعبين أيضًا مشاعر سلبية و لذلك من الضروري اتخاذ إجراء ضد هذا في مرحلة مبكرة بمساعدة التدريب العقلي الفعال.
تطوير اللعب الجماعي
تعدُّ اللياقة الذهنية من المتطلّبات المهمَّة للاعب كرة القدم من أجل الوصول به إلى مستوى الإبداع والابتكار فيما يقوم به من واجبات ومهام مكلف بها في أثناء المباريات كتنفيذ خطط اللعب وما يتبعه من تحركات ومناورات وتغيير مراكز وتحويل اللعب من جهة الى أخرى وأي وسائل أخرى يقوم بها الهجوم والدفاع طوال زمن المباراة.
“توجد اللياقة الذهنية طالما وُجِدَ هناك زميلان يعملان سوياً ليترابط لعبهما معاً أو منافس يكافح للاستحواذ على الكرة مما يستدعي استخدام اللاعب لمواطن قوته وذكائه ووعيه في اتخاذ القرار السليم وفي تصرفاته وتحركاته أو تفكيره مع وضع مواطن قوة وضعف المنافس موضع الاعتبار، واللياقة الذهنية عبارة عن حالة تُعبر عن صحة وجودة الحالة الذهنية العامة للاعب بما تشتمل عليه من قدرات بسيطة ومعقدة وقدرات التفكير والتحليل والتركيب”.