story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

أمنيستي: إسرائيل تمارس سياسة متعمدة لتجويع الفلسطينيين في غزة

ص ص

كشفت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” أن إسرائيل تمارس سياسة متعمدة للتجويع في قطاع غزة، مؤكدة أن “الجوع والمرض الذي يعاني منه الفلسطينيون ليس نتيجة عرضية للعمليات العسكرية، بل هو نتيجة مقصودة لخطط وسياسات نفذتها إسرائيل على مدار 22 شهرًا التي تهدف إلى تدمير الظروف المعيشية للفلسطينيين جسديًا كجزء من الإبادة الجماعية المستمرة”.

وأكدت مديرة البحوث والدعوة والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية، إريكا غيفارا روساس، أن “الشهادات التي جمعوها هي أكثر من مجرد روايات عن المعاناة، بل تمثل إدانة دامغة لنظام دولي منح إسرائيل رخصة لتعذيب الفلسطينيين بإفلات شبه كامل من العقاب لعقود”، مضيفة أن “تأثير هذه السياسات على المدنيين، ولا سيما الأطفال وكبار السن، كارثي ولا يمكن تجاوزه بمجرد إدخال مساعدات محدودة”.

وأشارت المنظمة في تقرير لها، يوم الإثنين 18 غشت 2025، إلى أن “الأطفال الفلسطينيين يُتركون ليذبلوا جوعًا، مما يفرض على العائلات خيارًا مستحيلًا، إما الاستماع بلا حول ولا قوة إلى صرخات أطفالهم الهزلى المتوسلين للطعام، أو المخاطرة بالموت أو الإصابة في سعي يائس وراء المساعدات”.

وبحسب ما ورد في التقرير، فقد أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 19 فلسطينيًا نازحًا واثنين من العاملين الطبيين، تبين من خلالها أن سوء التغذية أدى إلى وفاة 110 أطفال حتى 17غشت 2025، كما ذكرت تقارير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن أسوأ سيناريوهات المجاعة تحدث بالفعل، وأن عدد الضحايا سيستمر في الارتفاع.

وأضافت أن البيانات التي جمعها “التجمع التغذوي” أنه تم تسجيل نحو 13000 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال في يوليوز 2025، وهو أعلى رقم شهري منذ أكتوبر 2023، مع وجود 2800 حالة من سوء التغذية الحاد الشديد، مؤكدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على عمل المنظمات الإنسانية تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير.

وأوضحت إريكا غيفارا روساس أن “معظم العائلات في غزة استنفدت مواردها وأصبحت تعتمد بالكامل على المساعدات الإنسانية، بينما يقطع استمرار القيود الإسرائيلية على المنظمات الكبرى فعليًا شريان الحياة الوحيد لهذه العائلات”.

إضافة إلى ذلك، أكدت الوثيقة ذاتها، أن النساء الحوامل والمرضعات يعانين بشكل خاص من تأثير التجويع والنزوح القسري ونقص المساعدات المنقذة للحياة، بحيث أشارت إلى أن 43 % من النساء الحوامل والمرضعات اللواتي فحصتهن منظمة “أنقذوا الأطفال” في يوليوز الماضي يعانين من سوء التغذية، فيما كشفت شهادات النساء عن معاناة شديدة في توفير الغذاء وحليب الأطفال والماء النظيف، كما أكدت النساء شعورهن بالذنب وعدم القدرة على حماية أطفالهن من المخاطر التي تفرضها هذه الظروف.

كما نقلت المنظمة شهادات نازحين مثل ممرضة من جباليا، التي قالت إنها اضطرت لتخصيص حصص الطعام الضئيلة لأطفالها بينما تبقى هي جائعة، وأن حليبها بدأ يقل بشكل حاد مع غياب أجهزة شفط الحليب والمكملات الغذائية، مشيرة إلى أن وجبات العائلات اليومية اقتصرت على أطباق بسيطة جدًا، مع أولوية للأطفال الأكبر سنًا.

وأكد التقرير أن ندرة الغذاء في غزة تعود إلى الحصار الإسرائيلي وتدمير مصادر الإنتاج، بما في ذلك الأراضي الزراعية ومزارع الدواجن والماشية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات واللحوم بشكل كبير، كما تم منع الصيادين من العمل إلا في نطاق محدود وخطر قرب الميناء، معرضين فيه للقصف والاعتقال.

ولفت المصدر إلى أن كبار السن يعانون أيضًا بشكل كبير، إذ يشير أبو علاء ونساء مثل عزيزة، من سكان القطاع المحاصر، إلى أن وجباتهم محدودة للغاية، وأنهم يعتمدون على مطابخ مجتمعية أو مساعدات غير كافية، مع فقدان القدرة على الحصول على الأدوية الأساسية، بحيث قالوا إن البحث عن الطعام قرب ممرات المساعدات يفرض عليهم معاناة إضافية وسلبهم إنسانيتهم.

وذكر التقرير الطبي أن المزيج القاتل بين الجوع والمرض أثر بشكل كبير على الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، مع تفشي الأمراض المعدية ونقص الأدوية الأساسية مثل الغلوبولين المناعي الوريدي، حيث أشار الطبيب إلى أن المستشفى الأكبر في غزة يعمل بشكل شبه معطل نتيجة الجوع والقصف وانعدام النظافة.

وفي غضون ذلك، شددت إريكا غيفارا روساس على مسؤولية إسرائيل كمحتل قانونيًا في حماية المدنيين وتوفير مستلزمات بقائهم، مؤكدة أن التجويع لا يجب أن يُستخدم كسلاح حرب، داعية المجتمع الدولي إلى تعليق صفقات السلاح مع الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات محددة لضمان وقف سياساتها الهادفة لتدمير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 18 سنة.