ألباريس: جمارك سبتة ومليلية لم تغلق نهائياً وهناك من يسعى لإفساد علاقاتنا مع المغرب

نفى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إغلاق جمارك سبتة ومليلية المحتلتين بشكل نهائي من قبل المغرب، أو وجود أي خلاف سياسي مع الرباط.
وقال ألباريس رداً على سؤال وُجه له في جامعة مينينديز بيلايو الدولية بمدينة سانتاندير، يوم الإثنين 14 يوليوز 2025، إن الجمارك بين إسبانيا والمغرب عبر سبتة ومليلية “ليست مغلقة بأي حال من الأحوال بشكل نهائي”.
وأشار المسؤول الإسباني إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين تضمن تقليص، أو حتى تعليق مؤقت، لحركة البضائع عند الضرورة لتكريس كافة الجهود لعبور المسافرين بين الضفتين الإسبانية والمغربية، كما هو الحال في عبور المضيق.
وأضاف في تصريحه، الذي جاء بعد الجدل الذي أثاره تعليق حركة البضائع بسبب تزامنها مع فترة عملية مرحبا 2025: “اتفقنا على أن تكون الجمارك في كلا البلدين على تواصل لمحاولة التوفيق بين الأمرين، وسنعمل بالتأكيد في هذا الاتجاه”.
وتابع الوزير أنه على تواصل مع السلطات المغربية، مشيراً إلى أنه يتحدث مع وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت بشأن الأوضاع، مؤكداً في الوقت نفسه أن “الجمارك لن تُغلق نهائياً بأي حال من الأحوال”.
وأكد الوزير الإسباني أن “الجمارك ليست مغلقة نهائياً كما يتم تداوله”، لافتاً إلى أن الأخبار في هذا الشأن “كانت بنية سيئة من أولئك الذين لا يحبون العلاقة الجيدة بين إسبانيا والمغرب ويريدون إفشالها”.
ماذا حصل؟
تم تعليق عبور البضائع عبر معابر المدينتين المحتلتين من قبل المغرب، بعد نحو 6 أشهر من فتحها لأول مرة في سبتة وإعادة فتحها في مليلية عقب إغلاق استمر منذ غشت 2018، وهو ما خلف استياء في الأوساط الاقتصادية والسياسية الإسبانية، خاصة من قبل رئيس مليلية المحتلة.
وتوصلت الجمارك الإسبانية برسالة من الرباط تفيد بقرار تعليق إلى أجل غير مسمى لكل عمليات الاستيراد والتصدير، عبر الثغر المحتل، في الوقت الذي لم يتم فيه تسجيل أي وضع مشابه على مستوى مدينة سبتة المحتلة.
وبناء على هذا الإجراء، رفعت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية استفسارات إلى مدريد لفهم ما يحدث، مشيرة بحسب صحيفة “إل فارو” إلى أن سبتة ربما تكون قد فعلت الشيء نفسه، إلا أن السلطات هناك لم تقدم أي معلومات حتى الآن بهذا الخصوص.
أمبرودا يندد
وفي تعليقه على الإجراء المغربي، ندد رئيس مليلية المحتلة، خوان خوسيه أمبرودا، بإعادة إغلاق الجمارك التجارية للمدينة، معتبراً أن مثل هذه الإجراءات دليل على أن “المغرب هو من يسيطر على العلاقات مع إسبانيا على مستوى حدود سبتة ومليلية”.
وقال إمبرودا، في مؤتمر صحافي، يوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، في أعقاب منع عملية تصدير عبر الجمارك التجارية للمدينة، “لم تعد هناك جمارك تجارية حتى إشعار آخر”، مشيراً إلى أن مصلحة الجمارك توصلت برسالة من الجانب المغربي تفيد بأنه “لن يسمح بمرور البضائع في أي من الاتجاهين خلال عملية عبور المضيق (تنقل المسافرين)”.
وأضاف إمبرودا: “هذا كذب، يمكن لعملية العبور والجمارك أن تتزامنا بشكل تام”، مشيراً إلى أنه من الممكن تحديد وقت معين لمرور الشاحنات والحاويات والسيارات المحملة بالبضائع، لكن “لا تمر أي منها لأن المغرب ببساطة أغلق الجمارك”.
واعتبر المسؤول الإسباني أن هذا الأمر يُظهر “الضعف الذي تعاني منه حكومة سانتشيز، فيما يتعلق بمليلية والحدود مع المغرب”، كما حدث خلال الإغلاق الأول في غشت 2018، بعد فترة وجيزة من وصول الحزب الاشتراكي إلى الحكومة عقب سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي.
وقال رئيس المدينة المحتلة إنه لا يملك “ثقة كبيرة” في أن تحل الحكومة الإسبانية هذا الملف، متهماً إياها بـ”خداع” سكان مليلية منذ سنة 2018، من خلال الإعلان عن تشكيل لجنة فنية للحديث عن إعادة فتح الجمارك التجارية، ثم من خلال الشروط التي طُرحت لذلك.
وأشار إلى أنه “لا جدوى من رفع هذا الملف مجددا إلى البرلمان الإسباني”، داعيا الحكومة المركزية لدعم الإجراءات التي تُتخذ من طرف المدينة المحتلة من أجل تطويرها، مثل تطوير القطاع السياحي والجامعي والتكنولوجي، حتى لا تكون اقتصادياتها “رهينة لأي طرف خارج عن السيطرة”.
توضيح إسباني
أما على المستوى المركزي، فقد نقلت صحيفة “إل فارو” عن مندوبة الحكومة في سبتة المحتلة توضيحها: أن “الاتفاق مع المغرب، الذي لا يزال سارياً بشكل كامل، ينص على أنه في فترات الازدحام الشديد مثل عملية عبور المضيق (OPE)، يمكن للجمارك تنظيم أو حتى تعليق مرور البضائع مؤقتاً من أجل تسهيل حركة المسافرين”.
وأشارت المندوبة، في تصريحها، إلى أن “الجمارك في كلا الجانبين تعمل بشكل مشترك لتنسيق مرور البضائع بالتوازي مع عملية العبور مرحبا 2025″، في حين قللت وزارة الخارجية الإسبانية من أهمية الإجراء، معتبرة أنه ناتج عن عوامل ظرفية وليست سياسية.
يذكر أنه تم إبلاغ رجال الأعمال في سبتة المحتلة مسبقاً بهذا الإجراء، وهو ما يفسر توقف الواردات من المغرب، خاصة الرمال، منذ بضعة أسابيع، ليتم استئناف استيرادها من شبه الجزيرة الإيبيرية كما كان الحال قبل فتح الجمارك.
أما في مليلية المحتلة، فقد تم إيقاف محاولات تمرير البضائع “بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار”، وهو ما أثار استياء رجال الأعمال في المدينة، على عكس ما حدث في سبتة، حيث كان التجار على دراية بالقرار.