أكاديميون: الاتحاد المغاربي هامشي مقارنة مع ما يبنى في المنطقة
حذر باحثون من مختلف الدول المغاربية، من أن يتحول المشروع المغاربي إلى مشروع هامشي، مقارنة مع المشاريع الكبرى التي يجري بناؤها في المحيط المغاربي مثل مشروع الصين الكبير، والمشاريع الأورومتوسطية مع الاتحاد الأوربي، والمشروع الذي تدعمه الولايات المتحدة ويربط الهند بدول الخليج والعراق والأردن وإسرائيل، بعدما بقيت مكانة المغرب الكبير محدودة في محيطة الجيوسياسي.
واحتضنت قاعة محمد شكري، المركز الثقافي بوكماخ بطنجة خلال يومي 23 و24 من الشهر الجاري، أشغال جامعة التنمية الاجتماعية الشتوية التي ينظمها مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، تحت عنوان “المشروع المغاربي: الواقع والآفاق”، لتحليل واقع الفضاء المغاربي، والوقوف عل ىالتحديات التي يواجهها في سياق مطبوع بالتحولات.
وحضرت أشغال هذه اللقاء وجوه بارزة من الأساتذة والباحثين في مجال العلاقات الدولية من المغرب والبلدان المغاربية. وصبت مجمل مداخلات اللقاء في الحديث عن المغرب الكبير في ظل التحولات الجيواستراتيجية الكبرى، إضافة إلى التطرق لإشكالية الاندماج الإقليمي داخل المنطقة وكذا الآفاق المستقبلية لهذا الاتحاد المغاربي.
وتقول ورقة تقديمية للقاء إنه “قد حصل تراكم للعديد من الوقائع، والمبادرات، والمواقف، وتجييش للعواطف سار في الاتجاه المعاكس للروح الوحدوية للمشروع المغاربي. وهو ما أثر، بشكل عميق، على شعوب المنطقة على مدى أجيال عديدة، ومن خلال زوايا متنوعة”.
وأن “أن الفاعلين في دول المنطقة لديهم إيمان محدود بهذا المشروع، وبالرغبة في إعادة بنائه، بل حتى في إعادة تأهيل ما بقي منه، ليبقى على قيد الحياة في سياق يتميز بتراجع فكرة المغرب الكبير، وبإهمالها، وموتها البطيء”.
وتابعت الوثيقة ذاتها أن “كل ما كان يشكل قوة جاذبية هذه الفكرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أصبح اليوم يتم تخطيه، وتجاهله، بل والدوس عليه بصورة مقصودة”.