أكاديميون مغاربة وفلسطينيون: إسرائيل تستهدف الصحفيين لأهميتهم
قال أكاديميون مغاربة وفلسطينيون، إن إسرائيل تستهدف الصحفيين بالقتل والاعتقال في فلسطين، لإدراكها أهمية دورهم في نقل الحقيقة وبلاغ الصورة التي يقدمونها.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت في العاصمة المغربية الرباط، الثلاثاء، حول “واقع الصحافة والصحفيين في مناطق النزاعات.. القدس وفلسطين نموذجا”.
ونظمت الندوة وكالة “بيت مال القدس” التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال الأكاديمي الفلسطيني، سعيد محمد أبو معلا، المحاضر في الجامعة العربية الأمريكية (أول جامعة خاصة في فلسطين) إن الصحافة حاليا من “الركائز الهامة التي نحتاج أن تظل حية، مع الحفاظ على سلامة الصحفيين والمراسلين”.
وشدد علي الدور الهام الذي يقوم به الصحفيون بفلسطين وقطاع غزة رغم استهدافهم من قبل إسرائيل.
وأشار إلى “استشهاد نحو 135 صحفيا فلسطينيا خلال منذ اندلاع الحرب قبل 7 أشهر، إضافة إلى توقيف 40 آخرين خلال الفترة ذاتها”.
واعتبر أبو معلا أن إسرائيل بممارساتها ضد الصحفيين “تنتهك جميع القوانين، بما فيها قانون الاحتلال (في إشارة للقوانين الإسرائيلية)”.
ومن جهته، تحدث خالد سليم يوسف سلمى، الأستاذ بجامعة “بير زيت” الفلسطينية خلال الندوة عن حجم الاستهداف الذي يتعرض له الصحفيين، لمعرفتهم بـ”أهمية إيصال الصورة في ظل الاحتلال الإسرائيلي”.
ولفت إلى “العدد الكبير من الصحفيين الشهداء، فضلا عن إغلاق أكثر من 70 مؤسسة وإصابة 260 صحفيا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
ورأى أن حرب غزة “لففت الأنظار إلى واقع ما يحدث، بعدما كان الغرب يتعامل مع رؤية واحد للصراع”.
واعتبر أن تغير رؤية الغرب تجاه الصراع ظهرت في “تجلي المظاهرات التي امتدت لجامعات غربية”.
ولفت إلى أن “مفعول المظاهرات بهذه الجامعات لن يظهر آنيا، لكن ممكن أن يظهر خلال العقد أو العقدين المقبلين، باعتبار أن هؤلاء الطلبة سيكونون هم الكتاب والصحفيون والشعراء وأصحاب القرار”.
واستدرك: “سيتمتع هؤلاء الطلاب بالقدرة على إعادة استحضار الدم بغزة، لإعادة إنتاج رواية أخرى نحاول منذ عقود الانتصار لها”.
وفي 18 أبريلالماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأمريكية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين بالجامعات الأمريكية، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
(الأناضوال)