story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

أكاديمي يُنبه لخطورة العقلية التكفيرية واستغلالها للشباب لتحقيق أهداف إرهابية

ص ص

تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صباح الأربعاء 19 فبراير 2025، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة يستهدف المغرب، وذلك بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة قدمتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وفي السياق، أكد أحمد البوكيلي رئيس شعبة الدراسات الإسلامية وباحث في الفكر الإسلامي وحوار الحضارات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن تفكيك الشبكة الإرهابية، التي تضم عدداً من المتورطين في التخطيط لعمليات إرهابية، يعكس خطورة الفكر المتطرف في استغلال الشباب وتوجيههم نحو الإرهاب، سواء من خلال ثقافة الكراهية والحقد، أو عبر استقطاب ذوي النفوس الضعيفة لتنفيذ مخططات تنظيم داعش الإرهابي.

وأوضح البوكيلي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن حضور قيادي بارز في تنظيم داعش ضمن هذه العملية يؤكد ضرورة الانتباه لخطورة العقلية التكفيرية التي تستثمر في الشباب لتحقيق أهدافها الإرهابية، مبرزا أن “هذا يدل على أن الفكر الإرهابي لم يندثر بالكامل، بل لا يزال يسعى لإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي”.

وأشار إلى أن بعض المناطق في إفريقيا، التي تعاني من الأزمات، أصبحت هدفاً للتنظيمات الإرهابية التي تراهن على إمكانية التنسيق مع الحركات الانفصالية واستغلال بؤر التوتر العالمي، لافتا إلى أنه “ومع ذلك تبقى الأمة المغربية محصنة بفضل إمارة المؤمنين ومؤسسة العلماء، بحيث أن المجالس العلمية نجحت في مواجهة هذا الفكر المتطرف أكاديمياً وعلمياً”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن التحدي الكبير الذي يواجه العالم اليوم يتمثل في عولمة ثقافة العنف ونشر الكراهية باسم الدين، مشيرا إلى أنه “لم نعد نعيش في مجتمعات مغلقة، بل أصبح التطرف يستغل الثورة التكنولوجية الحديثة لنشر أفكاره المتطرفة والتأثير على الشباب”.

وأردف البوكيلي قائلا إن: “الأفراد المنتمون لهذه الجماعات يكفرون الدولة والمجتمع والعلماء، مما يجعل عملية تلقينهم الإيديولوجي تتم خارج مؤسسات الدولة والمجتمع، بحيث لا يؤمنون إلا بالعنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم”.

وأكد الباحث في الفكر الإسلامي وحوار الحضارات أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب المزيد من الجهود والتنسيق بين مختلف المؤسسات، مشيداً بالنموذج المغربي الذي استطاع، بفضل رؤيته الاستباقية ومؤسساته الأمنية والعلمية، تحصين المجتمع ضد هذه الأفكار المتطرفة.

وفي غضون ذلك، أبرز البوكيلي، أن نجاح الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك خلية إرهابية يعكس بشكل أساسي يقظة هذه المصالح وفاعلية مقاربتها الاستباقية، مشيرا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى إحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها على أرض الواقع.

وخلص إلى أن المؤسسة الأمنية المغربية أثبتت، بفضل خبرتها المتراكمة وكفاءتها العالية، “قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية بفعالية”، وهو ما حظي بإشادة دولية واسعة، مؤكدا أن التجربة المغربية في مكافحة الإرهاب أصبحت نموذجاً يُحتذى به على المستوى العالمي.

وذكر بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أنه تم تنفيذ هذه العملية الأمنية، بشكل متزامن، في مدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وولاد تايمة وتامسنة بضواحي الرباط، وأسفرت عن توقيف 12 متطرفا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة، بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي وانخرطوا في الإعداد والتنسيق لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة.

وأوضح أن تنفيذ عمليات التدخل والاقتحام أشرفت عليها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي قامت بتطبيق بروتوكول الأمن الخاص بالتهديدات الإرهابية الخطيرة، حيث نشرت فرق القناصة في مختلف أماكن التدخل لتحييد جميع المخاطر وأشكال المقاومة العنيفة المحتملة.

وسخرت فرق الاقتحام بواسطة التسلق، كما استعانت بتقنيي الكشف عن المتفجرات وفرق الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في مسح وتمشيط مسارح الجريمة، التي يشتبه في احتوائها على مواد ناسفة وأجسام متفجرة.