أشرف الإفريقي
حتى وأنَّ حفل الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية لم ينعقد بعد..
وبغض النظر عن أن أسماء المتوجين في القارة السمراء لن تُعرف إلا مساء هذا اليوم في مدينة مراكش..
ولو أن الكثير من العارفين ببواطن المؤسسات الكروية العالمية والقارية، يدركون أن هذه الجوائز أصبحت منذ مدة طويلة لا مصداقية لها، وتتدخل في حسم نتائجها معايير لا علاقة لها بالرياضة ولا بكرة القدم.
وبالرغم من أننا في المغرب لنا سوابق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في سرقة تتويجاتٍ كانَ العالم يرى أننا الأحق بها، مثل حرمان ياسين بونو من جائزة أفضل لاعب في إفريقيا السنة الماضية بطريقة تبعث على الإستغراب.
ولو قبْلَ انعقاد كل الرسميات المقررة هذا المساء في عاصمة النخيل، فالمغاربة اختاروا سَلفًا وعن قناعة وحب ويقين، ومنذ عدة أشهر، تتويج لاعبهم الدولي وعميد منتخبهم الوطني أشرف حكيمي كأفضل لاعب في القارة الإفريقية لسنة 2025، وبدون منازع.
قد يرى غير المغاربة أن اختيارنا هذا تتحكم فيه عاطفة الانتماء للوطن ومشترك الجنسية، وأن شهادتنا مشروخة في ابننا المتألق في ناديه الباريسي، لكن شهادات الكثير من المتتبعين والخبراء والناقدين الرياضيين في إفريقيا وفي العالم، تُجمِع على أن أشرف حكيمي يستحق جائزة افضل لاعب إفريقي لهذه السنة.
صحيح أن منافسيه في اللائحة المصغرة الإيفواري سيمون أدينغرا جناح برايتون الإنكليزي، والنيجيري أديمولا لوكمان مهاجم أتالانتا الإيطالي، والغيني سيرهو جيراسي مهاجم بوروسيا دورتموند والجنوب أفريقي رونوين ويليامز، لا يمكن لأحدٍ أن يشكك في قيمتهم الكروية العالية ولا في عطاءاتهم مع أنديتهم ومنتخباتهم، ولكن واضح أن أشرف حكيمي يتفوق عليهم بمسافة كبيرة.
طوال عام كامل حافظ أشرف على مستواه المبهر مع ناديه باري سان جيرمان، فأرقامه خلال المباريات كانت مبهرة، والإحصائيات الموثقة حوله في أبرز المواقع المتخصصة تثير الإعجاب، وشهادة مدربه لويس إنريكي فيه كونه أفضل مدافع أيمن في العالم على الإطلاق تعزز قيمته الرفيعة، وبقميص المغرب ناذرا ما كان آداؤه ينقص عن الجيد والجيد جدا، وبصمته كبيرة في كل الانتصارات التي تحققت والتي كان أبرزها الفوز بالميدالية البرونزية للألعاب الأولمبية بباريس كعميد لمنتخب أقل من 23 سنة.
في المغرب أجزم أنه طوال تاريخنا الكروي لم نمتلك لاعبا أكثر قيمة وكاريزما ومكانةً في العالم، أكثر من أشرف حكيمي.. والمغاربة لم يكونوا أبدا من قبل أكثر إجماعا على حب لاعب كرة قدم خلوق ومسؤول ومستميت من أجل القميص الوطني وذو وطنية صادقة، مثلما ما يفعلون اتجاه “ولد سعيدة” .
لكلِّ ذلك، فالأمر بات محسوما عند المغاربة، فهم لا ينتظرون من أحد أن يتوج ابنهم البار مَلِكا على عرش إفريقيا، فقد منحوا له الكرة الذهبية ومعها قلوبهم وعطفهم منذ زمن بعيد.