story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

أشبال الأطلس يصطدمون بالفراعنة في نصف نهائي “كان” الشبان

ص ص

يترقب عشاق كرة القدم الإفريقية والعربية، مساء الخميس 15 ماي 2025، قمة كروية تجمع المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة بنظيره المصري على أرضية ملعب “الدفاع الجوي” بالقاهرة، برسم نصف نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم.

وتُعد المباراة، التي تنطلق في تمام السابعة مساء بتوقيت المغرب، من بين أقوى محطات البطولة القارية، بالنظر إلى القيمة الفنية للفريقين وسجلهما المتميز في النسخة الحالية.

تاريخ المواجهات

وشهدت منافسات الفئات السنية بين المغرب ومصر على مستوى الشباب تسع مواجهات، فازت مصر في ثلاث منها مقابل فوز وحيد للمغرب، فيما حسم التعادل خمس مباريات. ورغم التفوق العددي للفراعنة، إلا أن المواجهات ظلت دائمًا متكافئة بين الطرفين ويطغى عليها الصراع والندية.

وتأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نصف النهائي بعد فوز قاتل وصعب على سيراليون بهدف دون رد في الدقيقة الأخيرة من الأشواط الإضافية للمباراة، محققًا بذلك فوزه الثالث في النسخة الحالية، وهو رقم لم يحققه منذ تتويجه باللقب في نسخة 1997.

ويأمل “أشبال الأطلس” في الوصول للنهائي الثاني في تاريخهم، بعد نهائي 1997، وهذه المرة خارج الديار، علمًا أن الأشبال بلغوا نصف النهائي أربع مرات في فترات سابقة، إذ فاز المنتخب الوطني في واحدة وخسر مرتين، بينما لم يسبق له أن خسر أي مباراة إقصائية في هذه البطولة في الوقت الأصلي.

وفي المقابل، قطع المنتخب المصري طريقًا شاقًا نحو المربع الذهبي، إذ بدأ بالفوز على جنوب إفريقيا، قبل سقوط ثقيل أمام سيراليون برباعية، ثم تعادل سلبي مع زامبيا.

وفي ربع النهائي، عبر مصر إلى النصف النهائي بعد تعادل مثير مع غانا 2-2، وحسم التأهل بركلات الترجيح.

وتحمل هذه المباراة أهمية خاصة للفراعنة الذين بلغوا نصف النهائي للمرة الثامنة، والثانية على أرضهم بعد نسخة 1991. وإذا بلغوا النهائي، سيكونون أول منتخب مضيف يفعل ذلك منذ زامبيا في 2017.

المغرب أكثر جاهزية

ويرى الإطار الوطني مجيد الخال أن مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره المصري تُعد من أبرز محطات المسار التنافسي للمنتخب الوطني في بطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة، واصفًا إياها بـ”الديربي المغاربي” الذي يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من الندية والصراع الكروي المحتدم.

وأوضح الخال خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب” أن مثل هذه المواجهات، خصوصًا حين تكون على مشارف نهائي قاري، لا تخضع كثيرًا للمنطق أو الفوارق التقنية، بل تُحسم غالبًا بالتفاصيل الصغيرة وشخصية اللاعبين فوق أرضية الملعب.

ويشدد الخال على أن الهدف الأول الذي راهن عليه الطاقم التقني – والمتمثل في ضمان بطاقة العبور إلى كأس العالم للشباب – قد تحقق بنجاح، وهو ما يرفع من سقف الطموحات، معتبرا أن الاكتفاء بالتأهل لم يعد كافيًا، والتركيز الآن ينبغي أن ينصب على الهدف الأهم، وهو بلوغ المباراة النهائية والفوز بلقب “الكان”.

واعتبر الخال أن المنتخب المصري فريق لا يمكن الاستهانة به، ويملك قدرة كبيرة على العودة في المباريات بفضل ردة فعله القوية، وذلك رغم بدايته المتعثرة في دور المجموعات.

وفي الجانب التقني، يُقر المتحدث بأفضلية المنتخب المغربي على نظيره المصري، سواء من حيث جودة الأداء أو التنوع التكتيك، معتبرا أن العمل الذي قام به الطاقم التقني كان واضحًا منذ بداية الدورة، خصوصًا في معالجة واحدة من أبرز نقاط الضعف التي كانت تؤرق الفريق، وهي المنظومة الدفاعية، “إذ لوحظ تحسن كبير في التمركز، والتغطية، والانضباط التكتيكي، وهو ما انعكس على صلابة الفريق في الأدوار الإقصائية.”

وفي غضون ذلك، أكد عبد المجيد الخال أن الجيل الحالي للمنتخب يعتبر مشروعًا واعدًا لكرة القدم الوطنية، ليس فقط لما أظهره من شجاعة وروح جماعية، بل أيضًا لأنه يُدار بفكر حديث يوازن بين الواقعية التكتيكية والجرأة الهجومية، وهو ما يجعل حلم التتويج بلقب كأس إفريقيا للشباب قريب المنال، شرط التعامل مع مباراة نصف النهائي بكامل الجدية والحذر والفعالية.

طموح التتويج

ومن جانبه شدد الناخب الوطني محمد وهبي على أن التأهل إلى كأس العالم بعد غياب دام 20 عامًا هو إنجاز كبير، لكن “الطموح لا يقف عند هذا الحد، بل يتجاوز ذلك نحو اللقب القاري”، مؤكدًا أن الاستعدادات تركز على الاسترجاع الذهني والبدني في هذه المرحلة الحاسمة.

وأضاف وهبي خلال المؤتمر الصحافي الذي يسبق اللقاء: “احترمنا دائمًا منتخب مصر، فقد أبان عن قدرة كبيرة على قلب المعطيات في ظروف صعبة. تابعنا أداءهم منذ دورة اتحاد شمال إفريقيا، وفوزهم أمام تونس بعشرة لاعبين دليل على صلابتهم الذهنية. كذلك تجاوزهم لمنتخب غانا يؤكد أنهم لا يستسلمون”.

وأوضح وهبي أن الجهاز التقني يراجع كل لقاء لتصحيح الأخطاء، دون التركيز على العوامل الخارجة عن السيطرة كأداء التحكيم، مضيفًا أن “اللاعبين أصبحوا أكثر تحررًا بعد ضمان المونديال، ويعلمون أن ما تحقق يعيد الكرة المغربية إلى الواجهة العالمية”.

وفي ما يخص الحالة الصحية للمجموعة، أكد أن عبد الحميد آيت بودلال عاد للتداريب دون ألم، لكن مشاركته أمام مصر ستظل رهينة بجاهزيته الكاملة. كما عبر عن صعوبة تحديد لائحة المباراة، في ظل توفره على مجموعة متقاربة من حيث الجودة.

القتال حتى النهاية

في الجهة المقابلة، أكد أسامة نبيه، مدرب منتخب مصر، أن التأهل إلى كأس العالم منح لاعبيه راحة نفسية كبيرة، لكنه شدد على أن “المعركة لم تنتهِ بعد”، واصفًا المباراة بأنها “نهائي عربي مصغر”.

وأوضح نبيه أن “المغرب منتخب قوي ومنظم، يقدم مستويات رائعة في كل الفئات السنية، ونحن عازمون على القتال حتى النهاية لإسعاد الجماهير المصرية”.

أرقام بارزة قبل القمة

المغرب يخوض رابع نصف نهائي في تاريخه في البطولة، بعد 1987، 1997، و2005، ويتطلع لبلوغ النهائي للمرة الثانية بعد تتويجه سنة 1997.

المغرب سجل ثلاثة انتصارات في هذه النسخة، ويأمل في تحقيق فوزه الرابع، وهو رقم غير مسبوق له في نسخة واحدة.

لم يسبق للمنتخب المغربي أن خسر أي مباراة إقصائية في البطولة في الوقت الأصلي أو الإضافي، إذ جاءت جميع هزائمه بركلات الترجيح.

مصر بدورها تخوض نصف النهائي الثامن في تاريخها، والثاني على أرضها بعد نسخة 1991، وتأمل في الوصول إلى النهائي السادس لها.

منذ 1991، بلغت المنتخبات المضيفة نصف النهائي 11 مرة، ونجحت 6 منها في بلوغ النهائي، آخرها زامبيا في 2017.