story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

أزمة القيادة والهوية تُثقل كاهل البرازيل قبل مونديال 2026

ص ص

بينما علق البرازيليون آمالهم على قدوم كارلو أنشيلوتي لقيادة منتخبهم الوطني وإعادة الروح إلى “راقصي السامبا”، ظل الانتظار سيّد الموقف، في ظل فراغ فني يطول، وأداء باهت يثير القلق أكثر مما يُبشّر بنهضة قريبة.

وبات انتقال أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، إلى تدريب المنتخب البرازيلي مهددًا بالفشل، بعدما كشفت صحيفة ماركا الإسبانية، صباح، الأربعاء 30 أبريل 2025، أن المدرب الإيطالي أبلغ الاتحاد البرازيلي رسميًا رفضه تولي المهمة في المرحلة المقبلة.

فراغ فني بلا أفق

منذ نهاية كأس العالم في قطر، لم تُعين البرازيل مدربًا دائمًا، واكتفت بإسناد المهمة مؤقتًا لرامون مينيزيس، مدرب المنتخب الأولمبي، الذي خاض بعض المباريات، أبرزها أمام المنتخب الوطني المغربي والسنغال، دون أن ينجح في ترك أي بصمة واضحة أو تحقيق نتائج مقنعة، خسارة أمام منتخبنا الوطني (2-1) وأخرى أثقل أمام السنغال (4-2) أعادتا إلى الواجهة السؤال الكبير: ما الذي يحدث لمنتخب البرازيل؟ وكيف فقدت إحدى أعظم مدارس الكرة العالمية بوصلتها؟

وبعد رامون، تولى دوريفال جونيور المسؤولية، لكن مسيرته لم تُقنع بدورها، إذ أقيل في مارس الماضي عقب الخسارة القاسية أمام الأرجنتين (4-1) في تصفيات كأس العالم 2026، ليغادر منصبه بسجل يضم 7 انتصارات و7 تعادلات وهزيمتين في 16 مباراة، دون أن تضمن البرازيل حتى الآن تأهلها إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

هذه النتائج ليست سوى امتداد لمسار انحداري بدأ منذ سنوات، رغم وفرة المواهب، فمنذ تتويجها بكأس العالم عام 2002، لم تبلغ البرازيل نهائي البطولة مرة أخرى، واكتفت في النسخة الأخيرة بالخروج من ربع النهائي أمام كرواتيا بركلات الترجيح، لتتواصل العقدة الأوروبية، وتُضاف إلى سجل خيبات متكررة.

وفي خضم هذا الغموض، كان أنشيلوتي يُنظر إليه كضوء في آخر النفق: مدرب كبير، يمتلك خبرة واسعة في التعامل مع النجوم، وقادر على إعادة الانضباط لفريق يعاني من التراخي الذهني وضياع الهوية، كما أن شعبيته في البرازيل تضاعفت، وأصبح مطلبًا جماهيريًا ملحًا.

لكن هذا الطموح اصطدم بواقع معقد منذ عام 2023، إذ ظل أنشيلوتي متمسكًا بريال مدريد، مفضّلًا تمديد عقده مع “الميرينغي”، أو على الأقل انتظار نهاية الموسم لتقييم مستقبله، ما ترك الاتحاد البرازيلي في وضع انتظاري، دون قرار حاسم، قبل أقل من عام على تصفيات كأس العالم وكوبا أمريكا.

الحديث عن أنشيلوتي، على أهميته، لا يجب أن يحجب جوهر الأزمة، فالبرازيل لم تفقد فقط مدربًا أو نتائج، بل تاهت عنها هويتها التكتيكية والفنية، ولم تعد “السامبا” ترمز إلى الكرة الجميلة والمراوغة الممتعة، اللعب الجماعي يعاني، الدفاع هش، والنجوم مشتتون.

ويجمع المحللون البرازيليون على أن الحل لا يكمن فقط في اسم المدرب، بل في مشروع كروي شامل يعيد البناء من الأساس، يولي أهمية للفئات السنية، ويستعيد الروح البرازيلية بأسلوب عصري قادر على منافسة أوروبا.

وفي ظل الغموض بشأن موقف أنشيلوتي، عاد اسم أبيل فيريرا، مدرب بالميراس، إلى الواجهة، كخيار بديل، خاصة بعد قيادته النادي للتتويج بكأس ليبرتادوريس مرتين، وإظهاره قدرات عالية في إدارة المباريات وتحفيز اللاعبين ضمن منظومة واقعية.

ورغم كونه برتغاليًا، يُعتبر فيريرا “محليًا” في نظر البعض، بحكم معرفته الجيدة بالدوري البرازيلي، وتواصله المستمر مع اللاعبين، واندماجه في الأجواء المحلية.

غير أن فيريرا نفسه أكد في أكثر من مناسبة تمسّكه بمشروعه مع بالميراس، وعدم رغبته في قيادة “السيليساو” حاليًا، ليعود المنتخب البرازيلي إلى المربّع الأول: غياب البدائل، التعلّق بمدرب لم يحسم موقفه، وافتقاد مشروع كروي واضح.

ومع تواصل تطورات ملف المدرب الذي سيقود المنتخب البرازيلي في المرحلة المقبلة، أصبح المدرب الحالي للهلال السعودي المرشح الأول، قبل فيريرا، لتولي المهمة، خاصة أن كل المؤشرات تدل على اقترابه من مغادرة النادي السعودي، ما يفتح الباب أمام توليه القيادة الفنية للبرازيل، في وقت حرج يسبق انطلاق تصفيات كأس العالم 2026.

إحصائيات المنتخب البرازيلي حتى 2025

معدل الفوز 40% (الأعلى 60% في الديار)
40%
أهداف/مباراة 1.3 (المعدل العالمي 1.2)
+8% عن المتوسط
متوسط الاستحواذ 60% (الأعلى 63% خارج الديار)
60%
نظافة الشباك 30% (40% في المباريات المحلية)
30%
ركلات جزاء 4/10 (80% دقة)
80% دقة