“أرقام كاريكاتورية”.. انتقادات لتصريحات أخنوش بخصوص عملية إعادة الإعمار

أثارت التصريحات الأخيرة التي وردت على لسان رئيس الحكومة عزيز أخنوش والتي ظهر فيها بارتياح وهو يقول إن المغاربة فرحون وإن كل من يقول عكس هذا لا يبحث سوى عن “البوز”، (أثارت) موجة من الانتقاد والسخرية والاستنكار، خاصة أن الواقع يُظهر وجود تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، أبرزها ارتفاع الأسعار ومشاكل القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة، فضلا عن الفوارق المجالية.
في هذا السياق، كان إدريس الأزمي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد استغرب من أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في آخر حوار له، أكد أن المغرب يسير بسرعة واحدة وأن الجميع “فرحان” وبخير في جميع مجالات الحياة، سواء فيما يتعلق بالأسعار في الأسواق أو بالأداء الحكومي، وذلك بعدما تحدث الملك قبل وقت قصير عن “مغرب السرعتين” ودعا إلى معالجة الفوارق التنموية بين المناطق.
وفي حديثه عن منطقة الحوز، قال محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، إن “التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، التي أشاد فيها بما تحقق في المنطقة وبسعادة الناس هناك، كانت متوقعة، وأن هذا الأمر ليس بغريب عن أخنوش، الذي سبق له أن أشاد بعد مرور سنة واحدة على الزلزال بإنجاز 1000 مسكن، التحقت بها ألف أسرة من أصل 59 ألف أسرة لا تزال في الخيام”.
كما أشار إلى أن الرقم الأخير الذي قدمته وكالة تنمية الأطلس الكبير، والذي يفيد بأن عدد الخيام انخفض من 129 ألفًا إلى 47 خيمة متبقية حاليًا، هو رقم “كاريكاتوري وكاذب” بامتياز، مشيرا إلى أن المتضررين في المنطقة “يتساءلون عمّا إذا كان المقصود به 47 خيمة في كل شعبة أو دوار، أم على مستوى المنطقة كلها”.
وأشار محمد الديش إلى أن الاحتجاجات الأخيرة لمتضرري الزلزال أمام البرلمان جاءت لتثبت تدهور الأوضاع وعدم صحة المعطيات التي تقدمها الحكومة، حيث تحملوا عناء التنقل من مناطق بعيدة مثل تارودانت وشيشاوة والحوز لإيصال صوتهم، في الوقت الذي عجز فيه آخرون من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من المشاركة في الاحتجاجات بسبب صعوبة التنقل.
وأضاف أن الشهادات التي تم الاستماع إليها خلال الندوة المنظمة بالتوازي مع الوقفة الاحتجاجية “أكدت بوضوح أن العديد من المتضررين ما زالوا يعيشون تحت الخيام البلاستيكية والمصنوعة من القصدير، وأن الأرقام التي تقدمها الحكومة لا تمت بصلة إلى الواقع”.
وقال الديش إنه “ليس عيبًا أن تكون وتيرة الإعمار بطيئة جدًا وألا تسير الأشغال كما ينبغي، لكن العيب هو أن تخرج الحكومة في كل مرة لتتكلم برضا عن النفس، فالفشل وارد، لكن الاستمرار في الدفاع عنه يمثل قمة الاستهتار بالمواطنين وبذكائهم”.
وأكد أن المواطنين، سواء الموجودين في المنطقة أو البعيدين عنها، يرون معاناة الساكنة، واستمرار الناس في العيش تحت الخيام بعد مرور سنتين، وكل هذا موثق بالصور والفيديوهات والشهادات، ولهذا، شدد على ضرورة أن تعترف الحكومة بمسؤوليتها وتصحيح مواقفها المخجلة.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار الديش إلى أن هناك العديد من الحالات التي تم إقصاؤها من لوائح المسجلين كمتضررين، بما في ذلك الأرامل وذوي الإعاقة، حيث أكد على ضرورة مراجعة هذه اللوائح لضمان العدالة في توزيع المساعدات والإعمار.
كما أشار إلى أن “الحكومة فشلت أيضًا في احترام التوجيهات الملكية التي صدرت بعد الزلزال، والتي دعت لأن تكون إعادة الإعمار متتناغمة مع النمط المعماري التقليدي للمناطق المتضررة، وأن تحترم الممارسات الاجتماعية والطقوس المحلية التي تميز المنطقة”، مؤكدا أنه “من الممكن استخدام المواد المحلية لبناء مساكن مقاومة للزلازل، دون التفريط في الخصوصية المعمارية للمناطق المتضررة”.