أخطأتَ يا السلامي !
تصريح جمال السلامي في الندوة الصحفية أمس، حول أحقية زميله طارق السكيتيوي للإشراف على المنتخب الوطني الأول بعد كأس إفريقيا للأمم، لا يمكن تأويل سبب نزوله ، إلا بمحاولة إبن جمعية الحليب تشتيت تركيز خصمه عن مباراة نهائي كأس العرب، واستخدام لعبة التصريحات التي يلجأ إليها المدربون عادة قبل المواجهات الحاسمة.
لكن يجدر بنا أن نتساءل.. كيف لجمال السلامي المغربي وهو يطلق العنان للسانه للحديث عن بديل لمدرب المنتخب الأول، ونحن في هذه الفترة الكروية الحساسة التي تتصاعد فيها انتظارات المغاربة من الفريق الوطني في “الكان”، وتفترض نسبة عالية من الدعم والمساندة من الجميع للمدرب وليد الرگراگي وللعناصر الوطنية، وليس التلميح إلى فشله وطرح بديل له !!
ما قاله جمال السلامي ليس فقط خطأً مهنيا باعتبار الإبتعاد عن موضوع الندوة والحديث عن منافسة أخرى ليس بينه وبينها إلا الخير والإحسان، وأيضا كلامه عن استحقاق السكيتيوي لمنصب مدرب المنتخب الأول بعد كأس إفريقيا، هي زلة أخلاقية أيضا وقلة احترام لزميل آخر لازال يخوض رهانا شائكا من أجل كسر عقدتنا مع “الكان” ويعلم الله حجم الضغوطات التي يشعر بها خلال هذه الأيام.
السلامي لمجرد أنه يحمل الجنسية المغربية مثله مثل الأربعين مليون نسمة ، نصب نفسه “من ديتو لراسو” وصيا على المستقبل التقني للمنتخب الوطني، وصار يعين له من يشاء ووقتما يشاء مدربا جديدا ، ونسي أن لكرة القدم المغربية جامعة ومؤسسات ومسؤولين ، هم الذين يفترض أن يقرروا في ذلك.
منذ نهاية مباراة الأردن والسعودية في نصف نهائي كأس العرب ، كان على جمال السلامي أن يتحول إلى مواطن أردني وهو يقود منتخب “النشامى”، فالمغاربة يتفهمون أن المسؤولية الإحترافية في كرة القدم لا تخضع لاعتبارات الوطنية والإنتماء ، ولو كان السلامي حصر حديثه عن مباراة النهائي وعن خصمه، كان سيبدو الأمر عاديا جدا.. ولكن لأنك قفزت إلى ساحة المنتخب المغربي الأول في فترة حساسة، فلا يمكن التردد بمواجهتك بالعبارة الصريحة.. أخطأت يا جمال !