أحذيتهم تطفوا فوق مياه المتوسط.. موجة هجرة قوية للقاصرين المغاربة تستنفر سلطات الشمال
استنفرت موجة هجرة قوية أخذت المئات من القاصرين والشباب المغاربة سلطات مدن الشمال، منهم والي الجهة الذي حل بمدينة الفنيدق صباح اليوم الإثنين 26 غشت 2024، للوقوف عند تفاصيل ما يحدث في المدينة.
وقال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان في حديثه لـ”صوت المغرب”، إن الأيام الماضية عرفت موجة هجرة للشباب المغاربة نحو سبتة المحتلة سباحة، مؤكدا على أن أكبر جزء منهم قاصرون.
وأوضح بنعيسى، أن هذه الموجة من الهجرة، يمثل أبناء منطقة الشمال أكبر جزء منها، فيما يقدر عدد الشباب القادمين من مناطق مغربية أخرى للمشاركة فيها بالثلث، حاولوا مجتمعين على مدى الأيام الماضية الوصول إلى سبتة المحتلة سباحة.
مصائر المشاركين في “رحلة الهروب الجماعي” نحو سبتة المحتلة كانت مختلفة، منهم من استطاع الوصول والدخول، جلهم تم إيقافهم من طرف الحرس المدني الإسباني، والذي أعاد الراشدين منهم للسلطات المغربية، ونقل قاصريهم إلى مراكز الاستقبال.
جزء آخر من المشاركين في هذه الموجة توقفت رحلته في منطقة الفنيدق، إما تم توقيفه على يد السلطات المغربية، أو عاد لشاطئ المدينة طواعية لعدم تمكنه من الوصول لسبتة المحتلة سباحة نظرا لطول المسافة وما تستلزمه من جهد بدني.
ويفسر بنعيسى هذه الموجة القوية من هجر القاصرين والشباب المغاربة لسبتة المحتلة بالظروف الجوية في المنطقة، حيث أنه بات من المعروف أن الضباب الكثيف يحجب الرؤية على رادارات المراقبين من الجانبين، كما أنه خلال هذه الظروف الجوية، لا تستعمل السلطات المغربية ولا سلطات الثغر المحتل الدراجات المائية للمراقبة، وذلك خوفا من دهس أي مهاجر يحاول السباحة في ظروف تنعدم فيها إمكانية الرؤية بوضوح.
هذا الوضع الاستثنائي في المنطقة، خلف حالة استنفار أمني فيها، حيث حل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة صباح اليوم بالفنيدق للوقوف على تطورات الوضع، رفقة مسؤولين ترابيين.
يشار إلى أن محاولات الشباب والقاصرين للسباحة نحو سبتة المحتلة لم تتوقف على الرغم من الحملة الأمنية الواسعة التي نفذتها السلطات المغربية نهاية الأسبوع الماضي، وشملت أزيد من 700 شخص، بشبهة محاولة الإعداد للهجرة.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام، أن الموقوفين في هذه العملية جلهم مغاربة، لكن عددا منهم يحملون جنسات أجنبية، منها جنسيات الجزائر وتونس وسوريا واليمن وبنغلادش، قدموا من مدن مختلفة في المغرب للشمال استعدادا لمحاولة الهجرة.
إلى جانب التوقيفات في هذه الحملة الواسعة، تشير ذات المصادر إلى أن مجموعة من 34 مغربيا مثلت أمام النيابة العامة مؤخرا بتهم تتعلق بالهجرة غير الشرعية، فيما تم وضع 16 جزائريا في السجن الاحتياطي لاستجوابهم حول ملابسات محاولة الهجرة.
وفي منطقة الهجرة هذه، تم انتشال جثة شاب غرق في البحر، وعثر على جثته بالقرب من سواحل الميناء، وتم نقله إلى مشرحة المستشفى للتعرف عليه وإجراء الفحوصات اللازمة، فيما لم تعلن السلطات في المنطقة، عن حصيلة واضحة للتوقيفات أو الضحايا جراء هذه الموجة.
وفي ما يتعلق بإنقاذ الأشخاص في البحر، يشار إلى أنه تم إنقاذ أكثر من 500 مهاجر من قبل البحرية الملكية المغربية والدرك الملكي، حيث تم نقلهم إلى اليابسة بسلام في الأيام الأخيرة، أما السلطات في الثغر المحتل، فقد أوقفت أزيد من مائة شخص، قالت إنها أعادتهم للسلطات المغربية.
التحرك المغربي الواسع في المنطقة، يأتي بعدما نقلته وسائل إعلام من مشاهد صادمة، الخميس الماضي، لمحاولة دخول الثغر المحتل قبيل الفجر، تظهر أطفالا، أرهقتهم السباحة لمسافة طويلة، من الشواطئ المغربية نحو الثغر المحتل، وقد ارتموا أرضا، مباشرة بعد وصولهم لسبتة المحتلة، فاقدين للقوة لمواصلة المشي، بعدما حاول الحرس المدني الإسباني اقتيادهم لمراكز الاحتجاز.