أبرز إصابات لاعبي كرة القدم وأسباب حدوثها
عندما يخرج بلاغ طبي لأحد أندية كرة القدم، يخبر فيه وسائل الإعلام والجمهور والمهتمين بخصوص غياب أحد لاعبيه نتيجة إصابته بـ “نزلة برد حادة” مثلا، يمكن لأي كان أن يعرف أعراض المرض الذي أصيب به اللاعب، ويتوقع مدة غيابه، بحكم أن كل الناس يصابون بنزلات البرد ويعرفون تأثيرها وأعراضها.
لكن عندما يتحدث بلاغ عن غياب أحد اللاعبين نتيجة إصابات عضلية أو في مفاصل العظام، غالبا ما يلتبس ذلك على المتلقي العادي، ولا يعرف تفاصيل الإصابة ولا أعراضها ولا تأثيرها على الجاهزية البدنية للممارسين.
المجلة الطبية الإسبانية المتخصصة “ميخور كون سالود”، نشرت تقريرا حول أبرز إصابات لاعبي كرة القدم، وكيفية حدوثها، وطرق علاجها، والمدة غياب المصابين بها عن الملاعب.
التواء الكاحل
يعتبر التواء الكاحل أحد أكثر الإصابات شيوعا في كرة القدم، ويحدث ذلك عندما تتمزق الأربطة التي توفر الاستقرار للقدم، مما يؤدي في النهاية إلى التسبب في التهاب النسيج وتقييد الحركة. وفي معظم الحالات يحدث التواء الكاحل بسبب التقلبات غير الطبيعية أو الانحناءات أو تغير الاتجاه.
ولا يتطلب التعافي من هذه الإصابة عملية جراحية، وإنما الراحة واستخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، والضمادات أو العلاج الطبيعي. ويتراوح وقت الشفاء من الإصابة بين بضعة أسابيع إلى 5 أشهر.
تمزق العضلات المَأبضية
يحدث تمزق عضلات المأبض نتيجة إصابة الألياف العضلية، وغالبا ما يرتبط ذلك بالضربات أو التمدد المفرط. ولا تتطلب هذه الحالة تدخلا جراحيا، ومع ذلك فهي تقيد الحركة، ويمكن أن يكون التعافي منها بطيئا ويستمر ما بين شهرين و4 أشهر.
وبالنسبة للعلاج، فهو يتمثل بالأساس في الراحة، واستخدام الكمادات الساخنة، ومسكنات الألم، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، والضمادات المرنة.
التهاب وتر الرضفة
يعد التهاب الوتر الرضفي أحد أسوأ الإصابات التي تعرض لها كريستيانو رونالدو في حياته المهنية. وتكمن وظيفة الوتر الرضفي في دعم العضلات لتمديد الركبة، وعند تلقي الحمل الزائد يتأثر النسيج الذي يربط الرضفة بالظنبوب.
وترتبط هذه الإصابة بالسقوط بعد فقدان التوازن في الهواء عند القفز، وبالتالي سيكون الألم والالتهاب من الأعراض الواضحة. وعادة ما يتم التعامل مع هذه الإصابة بالراحة والثلج والعلاج الطبيعي والمسكنات وتطبيق الرباط الرضفي.
تشنج العضلات
تعتبر التشنجات العضلية من بين الإصابات الأكثر شيوعا في كرة القدم، لأن اللعب لفترة طويلة في المباريات التي تتخللها فترات راحة قصيرة يزيد من الإصابة بها
ويمكننا وصف التشنج بأنه التقلص المستمر في ألياف العضلات. ومع أن هذه التشنجات لا تسبب الألم أثناء الراحة فإنها تمنع اللاعب من العودة إلى الملعب.
وبشكل عام، ترتبط هذه الإصابة بالجهد العضلي الكبير والضربات القوية ونقص المغنيسيوم أو البوتاسيوم. ومن أجل التعافي، يتم اللجوء إلى الراحة والتدليك والكمادات الدافئة.
التواء الركبة
في هذه الحالة، يتأثر واحد أو أكثر من أربطة المفصل المسؤولة عن توفير التوازن والحفاظ على نطاق ثابت من الحركة. وعند الإشارة إلى التواء الركبة، فإننا نركز على الرباط الجانبي الخارجي والرباط الجانبي الداخلي للركبة.
وتحدث هذه الإصابة بسبب الوضعية الخاطئة التي تسبب التواء الركبة. ويتطلب التعافي من هذه الإصابة اعتماد طريقة “رايس”: الراحة، وتطبيق كمادات الجليد، واستخدام رباط الضغط، وإبقاء الساق مرتفعة في وضع مستقيم، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام مسكنات الألم والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
الفتق الرياضي
لا يمكن أن يغيب الفتق الرياضي عن قائمة الإصابات الأكثر شيوعا في كرة القدم. وقد أكد لاعبون مثل راؤول غونزاليس وسيرخيو بوسكيتس وسيرخيو راموس وتشابي ألونسو أن هذا الإزعاج البدني حدّ من أدائهم، مما أجبرهم حتى على الخضوع لعملية جراحية.
وينتج الفتق عن إصابات في العضلات والمفاصل حول منطقة الفخذ، مما يؤدي إلى الشعور بالألم في جزء من عظم الورك يسمى العانة.
ويعزى ذلك بالنسبة للاعبي كرة القدم إلى الحمل الزائد على الأوتار والحركات التي يتم إجراؤها بشكل متكرر باستخدام تقنية خاطئة. ويتم علاجها بالراحة أو الجراحة.
تمزق الرباط الصليبي الأمامي
تفترض هذه الإصابة إجازة تتراوح ما بين 8 و10 أشهر. وإن الرباط الصليبي الأمامي للركبة مسؤول عن تثبيت الظنبوب؛ بحيث يحافظ على موضعه دون تجاوز عظم الفخذ. وبهذه الطريقة، يمكن أن يؤدي التواء الركبة المفاجئ إلى تمزق الرباط المذكور كليا أو جزئيا.
وفي مثل هذه الحالات، يتمثل الحل الوحيد في الجراحة التي تعتمد على إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي للركبة، وبعد ذلك مباشرة، تبدأ عملية التعافي وإعادة التأهيل.
ودون شك، تستمر الإصابات في مرافقة لاعبي كرة القدم على جميع المستويات والفئات، وتتزايد مع زيادة الاستعداد البدني للبطولات المختلفة. ويمكن للتدابير الوقائية والتوزيع المتوازن لدقائق اللعب على مدار المواسم أن تُحدث اختلافات مهمة.
ويعتمد الحد من مخاطر الإصابة في كرة القدم على تعديل عام لجدول اللعب، وهو ما لا يتماشى مع نسق الدوريات والبطولات. وبالتالي، يكاد يكون من المستحيل وضع جدول للراحة لتجنب مثل هذه الإصابات.