story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دين |

آيت الطالب: الوازع الديني قوة دافعة لصحة الفرد والمجتمع

ص ص

أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق خالد آيت الطالب، أن الوازع الديني يشكل ركيزة أساسية لتعزيز الصحة وتحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن الإسلام وضع منهجًا متكاملًا للحفاظ على صحة الإنسان جسديًا ونفسيًا.

جاء ذلك خلال لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى بالرباط، الأحد 09 فبراير 025، حيث شدد الوزير السابق على أهمية إدماج البعد الديني في السياسات الصحية باعتباره محفزًا للسلوكيات الصحية الإيجابية وضامنًا لتحقيق العدالة الصحية.

الصحة من مقاصد الشريعة

في مستهل كلمته، أبرز آيت الطالب أن الصحة ليست مجرد حالة فردية، بل مسؤولية جماعية تتطلب جهودًا منسقة بين مختلف الفاعلين، مضيفًا أن الإسلام جعل حفظ النفس أحد المقاصد الشرعية الخمسة، إلى جانب حفظ الدين، العقل، المال، والعرض.

وأوضح أن الإسلام حث على الوقاية الصحية من خلال الطهارة، الاعتدال في الأكل، والابتعاد عن المحرمات مثل المخدرات والخمور، مشيرًا إلى أن الحديث النبوي “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء”، يعكس بوضوح تشجيع الإسلام على البحث عن العلاج واتخاذ التدابير الوقائية.

الوقاية أولاً

أكد وزير الصحة السابق أن الوقاية الصحية تلعب دورًا جوهريًا في الحد من انتشار الأمراض المزمنة والمعدية، مستعرضًا أرقامًا علمية تشير إلى أن الكشف المبكر عن السرطان يقلل معدلات الوفيات بنسبة 30%، في حين أن الإقلاع عن التدخين يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف خلال عامين فقط.

كما أشار إلى أن اتباع نمط حياة صحي، يشمل ممارسة النشاط البدني، والتغذية المتوازنة، والابتعاد عن العادات الضارة، يمكن أن يحد بشكل كبير من انتشار الأمراض غير السارية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

الايمان والصحة النفسية

في حديثه عن الصحة النفسية، شدد آيت الطالب على أهمية الإيمان في تحقيق الطمأنينة وتقليل معدلات القلق والاكتئاب، مستشهدًا بقوله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

وأوضح أن الصلاة، الذكر، والتأمل تسهم في تعزيز الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني السليم يمكن أن يكون أداة قوية لتعزيز التوازن النفسي والعاطفي، مما ينعكس إيجابيًا على حياة الأفراد وإنتاجيتهم في المجتمع.

التكافل الاجتماعي

وفي سياق العدالة الصحية، أشاد آيت الطالب بالمشروع الملكي للحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس، معتبرًا أنه يعكس المبادئ الإسلامية الداعية إلى التكافل وضمان العلاج والرعاية الطبية للفئات الهشة.

وأشار إلى أن تعميم التغطية الصحية الأساسية يمكن أن يقلل من نفقات الأسر على العلاج بنسبة تتراوح بين 20% و40%، مما يسهم في تحسين المؤشرات الصحية وتقليل معدلات الوفيات.

كما شدد على أن الاستثمار في الصحة ليس فقط مسؤولية اجتماعية، بل ضرورة اقتصادية، إذ أظهرت الدراسات أن كل دولار يُنفق على تعزيز الصحة العامة يمكن أن يوفر أضعافه من النفقات العلاجية مستقبلاً.

رؤية إسلامية والحفاظ على البيئة

لم يغفل الوزير السابق الحديث عن دور البيئة في تحقيق الصحة والتنمية، مشيرًا إلى أن التلوث يعد من أكبر المخاطر الصحية المعاصرة، إذ يتسبب في وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا نتيجة أمراض الجهاز التنفسي والقلب.

وأكد أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على البيئة وعدم الإفساد في الأرض، مستشهدًا بقوله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”، داعيًا إلى تعزيز الجهود البيئية وتقليل التلوث لحماية صحة الأفراد وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وفي ختام مداخلته، شدد خالد آيت الطالب على أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الصحة كعنصر محوري في استقرار المجتمعات وتقدمها.