story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“إف-35” عبر طنجة.. ميرسك: ننقلها نيابة عن الموردين وليس الجيش الإسرائيلي

ص ص

في أعقاب الجدل الذي أثارته تقارير بشأن نقل عملاق الشحن العالمي “ميرسك” لقطع غيار طائرات الشبح F-35 عبر طنجة إلى إسرائيل، بادرت الشركة الدانماركية بإصدار توضيح رسمي بشأن الأمر.

وأفادت “ميرسك”، في توضيح لوسائل الإعلام، بأن فرعها في الولايات المتحدة الأمريكية ينقل بانتظام قطع الغيار بين عدة دول بما في ذلك إسرائيل، حيث تُصنع أجنحة طائرة F-35، موضحة أن هذه الشحنات “تُجرى نيابة عن الموردين، وليس عن وزارة الدفاع الإسرائيلية”.

في هذا الصدد، يقول سيون أسيدون، أحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن ما تدعيه “ميرسك” من كون شحناتها “لا تدخل ضمن اتفاقية النقل بين الجيش الأمريكي وجيش الاحتلال الإسرائيلي، من الناحية الشكلية، صحيح”.

وأوضح أسيدون أن العقد هذه المرة يتعلق بعملية توريد بين المعمل الرئيسي لشركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية، التي تصنع طائرة F-35، وفرعها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع ذلك، يرى المتحدث أن الحقيقة تكمن في العنوان المسجل على سند الشحن الخاص بشحنات سابقة “ميرسك”، وُجّهت إلى:

ISRAËL MOD F35 ISRAEL SITE BASE 28 ADI CAMP NEVATIM AFB 8955000

ويحيل هذا العنوان بشكل مباشر إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي، والمعروفة بكونها القاعدة المركزية لطائرات F-35 هناك.

وأشار أسيدون إلى أن مكتب فرع شركة “لوكهيد مارتن” يقع داخل هذه القاعدة، لافتاً إلى أنه ليس مجرد مكتب لوجستي، بل هو المشغّل الرسمي لمركز صيانة طائرات F-35 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، كما صرّح بذلك المدير التنفيذي للفرع.

وتساءل سيون أسيدون، الحقوقي والناشط البارز في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها: “إذن إلى أين تذهب هذه القطع إذا لم يكن لجيش الاحتلال؟ هل إلى الجحيم؟”

واعتبر أن الادعاء بأن الشحنة لا تخص الجيش الإسرائيلي يفتقر إلى “المصداقية الواقعية”، إذ أن الوجهة النهائية وهدف الشحنة يربطانها مباشرة بالبنية العسكرية الإسرائيلية.

ويرى أنه حتى إن لم تكن وزارة الدفاع الإسرائيلية هي المتعاقد المباشر، فالوصول إلى نفس الوجهة يضع شركة “ميرسك” في شراكة غير مباشرة في آلة الحرب الإسرائيلية.

من جانبها، أكدت صحيفة “ديكلاسيفايد” (Declassified UK)، أن وثائق الشحن التي اطلعت عليها تشير إلى أن بعض معدات F-35 -المحملة على السفينتين “Maersk Detroit” و”Nexoe Maersk” سيتم تفريغها في ميناء حيفا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شركة “ميرسك” “أنها لا تملك معلومات عن المكان النهائي للبضائع بعد مغادرتها السفينة، وبالتالي هي لا ترسل شحنات بشكل مباشر إلى الجيش الإسرائيلي”.

مسار الرحلة:

  • المعدات شُحنت على متن السفينة “Maersk Detroit” من ميناء هيوستن في 5 أبريل.
  • تعبر “Maersk Detroit” المحيط الأطلسي وتصل إلى ميناء طنجة المتوسط بعد أسبوعين،يوم 20 أبريل 2025، ليتم نقل الشحنة إلى السفينة “Nexoe Maersk”.
  • تبحر “Nexoe Maersk” إلى ميناء حيفا الإسرائيلي في رحلة تستغرق 9 أيام.
  • من هناك، تتولى شركة أخرى نقل الشحنة براً إلى قاعدة نيفاتيم.

لوكهيد مارتن: ندعم سلاح الجو الإسرائيلي

عندما تقول شركة “ميرسك” إن شحنات F-35 “تُرسل نيابة عن الموردين وليس وزارة الدفاع الإسرائيلية”، فهي تقصد أن الشحنة مرسلة من شركات خاصة مثل “لوكهيد مارتن” إلى شركاء أو فروع لها بالدول المشاركة في برنامج F-35 الأمريكي بما فيها إسرائيل.

ويوفر فرع شركة “لوكهيد مارتن” في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، خدمات صيانة شاملة لصالح هذا الأخير.

وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أعلنت، في يونيو 2019، أن شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية للصناعات الدفاعية قد تم اختيارها لتشغيل مركز تدريب وصيانة لطائرات الشبح F-35 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

ويتلقى سلاح الجو الإسرائيلي خدمات ودعماً فورياً من طاقم محلي تابع لشركة “لوكهيد مارتن” في صيانة طائرات F-35، وفقاً لما نقلته صحيفة “التايمز أوف إسرائيل”، عن المدير التنفيذي المحلي للشركة الأمريكية، جوشوا شاني.

وتداولت وسائل إعلام تصريحات لرئيس قسم الاتصالات في شركة “ميرسك” لمنطقة أوروبا والهند والشرق الأوسط وإفريقيا، ماركو ميهايتش، قال فيها إن “الشركة ليست متورطة في شحن أي مكونات لمقاتلات F-35 إلى الجيش الإسرائيلي عبر ميناء طنجة”.

وأضاف ميهايتش أن سفينتي “Maersk Detroit” و”Nexoe Maersk” تنقلان حالياً بالفعل مكونات مرتبطة بطائرات F-35، إلا أن هذه الشحنات “موجهة إلى دول مشاركة في برنامج F-35″.

وأشار إلى أن “ميرسك”، التي لديها تواجد تشغيلي في ميناء طنجة المتوسط، تُعد واحدة من عدة شركات لوجستية تشارك في الشبكة العالمية المعقدة لبرنامج F-35، والتي تشمل عدة دول من بينها إسرائيل. وأضاف: “في الحالات التي يتم فيها شحن أجزاء إلى إسرائيل، فإن ذلك يتم نيابة عن الموردين، وليس الجيش الإسرائيلي”.

بي دي إس: امنعوا رسو “سفن الإبادة”

وكشفت وثائق حديثة، وفقاً لتحقيق صحافي، عن “استخدام ميناء طنجة المتوسط كمحطة رئيسية في عملية شحن مكونات مقاتلات ‘F-35’ الأميركية نحو إسرائيل”، والتي تُستخدم في شن غارات دموية على القطاع المحاصر.

التحقيق الذي أجرته صحيفة “ديكلاسيفايد” (Declassified UK) البريطانية ومؤسسة الأخبار الاستقصائية الأيرلندية “ذا ديتش” (The Ditch)، قال إن شركة الشحن العالمية “ميرسك” تنقل أجزاء من مقاتلات “F-35” من مصنع تابع للقوات الجوية الأمريكية في ولاية تكساس نحو ميناء حيفا، ثم إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية.

في هذا الصدد، طالبت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس” (BDS)، السلطات المغربية برفض رسو ما سمّتها “سفن الإبادة” في الموانئ المغربية، احتراماً لإرادة الشعب المغربي وتحملاً لمسؤوليتها التاريخية.

وقالت حركة بي دي إس – المغرب، إنه في الوقت الذي يعد فرض الحظر العسكري على جيش الاحتلال “واجباً انياً وملحاً” على كل الدول والحكومات والأطراف، “يستمر ميناء طنجة المتوسط في استقبال سفن مريسك المتورطة في نقل العتاد العسكري إلى جيش الاحتلال، منذ نونبر الماضي”، وخصوصاً بعد “اتخاذ الشركة ميناء طنجة المتوسط مركزاً رئيسياً لعملياتها في البحر الأبيض المتوسط”.

وأضافت الحركة أنه يتوقع هذه المرة أن يسهل الميناء “وصول شحنة جديدة تحمل أجزاء طائرات 35-F المقاتلة إلى قاعدة نيفاتيم الصهيونية”، مشيرة إلى أن هذه القاعدة تعد مركزاً لقيادة القوات الإسرائيلية الجوية “التي تمطر غزة يومياً بغارات الإبادة الجماعية”.

وبحسب التحقيق الصحافي، فإنه من المتوقع أن تصل سفينة “Maersk Detroit”، في 20 أبريل 2025، إلى مدينة طنجة، بعدما انطلقت من ميناء هيوستن، يوم السبت 5 أبريل 2025، محملة بأجزاء طائرات 35-F.

ويتوقع ذات المصدر أن “يتم تفريغ الشحنة وإعادة تحميلها على سفينة ثانية، في طنجة،” وهي “Nexoe Maersk”، التي ستتوجه إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، وفقاً للتحقيق.