ماء العينين: الجميع اقتنع أن العدالة والتنمية هو حالة وطنية أنتجها السياق الوطني
أوضحت عضو الأمانة العامة لحزب الهعدالة والتنمية آمنة ماء العينين، أن الجميع اقتنع أن العدالة والتنمية هو حالة وطنية أنتجها السياق الوطني ويمثل فئة واسعة من المغاربة التي تمارس التدين الإسلامي المغربي المعروف تاريخيا.
وقالت ماء العينين في ندوة علمية نظمها حزب المصباح، اليوم السبت 02 نونبر 2024 بالرباط، حول تقييم حصيلته بمناسبة مرور أزيد من ثلاثين سنة من العمل السياسي المستمر والمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية التي أعقبت دستور 1996، (قالت) “إن من نجاحات حزب العدالة والتنمية، هو أنه في النهاية الجميع اقتنع أن العدالة والتنمية هو حالة وطنية أنتجها السياق الوطني ويمثل فئة واسعة من المغاربة التي تمارس التدين الإسلامي المغربي المعروف تاريخيا”.
وأضافت المتحدثة أن من أبرز نجاحات الحزب، من أجل الدفاع عن حق وجوده في الخريطة السياسية كانت على مستووين، المستوى الأول هو حفاظه على تواجده في الساحة السياسية بعد أحداث 11 شتنبر 2001 في أمريكا والأحداث الإرهابية ل 16 ماي 2003 التي عرفها المغرب، مبرزة أن “هذه المرحلة دبرها الحزب بنجاح إلى حد كبير”.
والنجاح الثاني كان مع نشأة حزب الأصالة والمعاصرة، “الذي جاء بهدف أساسي وهو مواجهة الإسلاميين، ولذلك الحزب لم يخرج منها فقط قويا ولكن أيضا أسهم في خروج النموذج الديمقراطي المغربي الذي عرفه المغرب حينها، لأن مشروع البام كان يستهدف المشروع الديمقراطي المغربي ككل وليس فقط حزب العدالة والتنمية”.
ومن جانب آخر أوردت الفاعلة السياسية أن السياق والحظ كانا رافعا، ولعبا دورهما في تواجد الحزب سياسيا منذ نشأته الأولى، لأن السياق الذي كان يعرفه المحيط الإقيليمي برمته كان يتميز بوجود تيارات إسلامية ولجت عالم السياسة، “غير أن التميز الذي تميزت به تجربة العدالة والتنمية في المغرب هو أنه حاول أن يُفصّل هذه الخصوصية لفاعل سياسي إسلامي حسب الخصوصية المغربية”.
وتابعت قائلة: “ولهذا لا زمنا داك النقاش هل نحن فصيل سياسي من فصائل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أم لا، وهل الحزب أتى بنموذج هوية جديدة يريد أن يفرضها على المغاربة أم أنه يمكن أن ينطلق من نموذج التدين المغربي”، مبرزة أن المشاكل الخارجية “ساعدتنا على احتضان أطياف واسعة من المجتمع المغربي وجزء من اليسار آمن بنا وبمدى قدرتنا في الدفاع عن الخيار الديمقراطي بالبلاد”.
وفي قراءة لظروف نشأة الحزب والسياق الذي جاء فيه، قالت ماء العينين، “إن حزب العدالة والتنمية نشأ استجابة لحجات، وإلا لما كان له أن يقرر تأسيس حزب خرج من رحم حركة إسلامية إسمها حركة التوحيد والإصلاح”، مضيفة أن الأحزاب التي نشأت على غرار حزب العدالة والتنمية في فترة كان فيها المد الإيديولوجي مؤثرا، “كل هذه الأحزاب كانت لها امتدادات قبلية إما أنها كانت منظمة في شكل هيئات ومؤسسات أو كانت لها امتدات وتشتغل لكنها لم تكن منظمة على غرار أحزاب الحركة الوطنية”.
ويتميز حزب العدالة والتنمية بخصوصية أنه ولد من رحم حركة واحدة منظمة ومؤسسة، والتي كانت هي بدورها نتاجا لمجموعة من الروافد الدعوية، وفي لحظة التمايز التي اختارها قادة حركة التوحيد والإصلاح حينها بين الدعوي والسياسي، انخرط الحزب في الفعل السياسي من خلال المشاركة السياسية وتدبير الشأن العام، غير أن الحركة بقيت حركة دعوية تمارس دورها في التأطير الديني والدعوي.
وأوضحت آمنة ماء العينين، أنه في لحظات تقاطع معينية “بدأ يظهر الفرق بين فريق اختار الاشتغال في العمل السياسي واحتك بالمؤسسات وبدأ يكتسب الطابع البرغماتي، وظل فصيل آخر يشتغل في عمله الدعوي قد لا يتفهم دائما أو لا يقبل دائما تلك التبريرات التي يمكن أمن نقدمها بنفس سياسي براغماتي المفروض عليه من مواقع المسؤولية في نسق سياسي صعب وغير عادي”.
وشددت على أنه كانت هناك لحظات صعبة في علاقة الحزب بالحركة التي ظهر فيها هذا الاشكال “والتي تجلت بشكل كبير في الانتخابات الأخير ليوم 8 ستنبر 2021 ومدى تأثير تحفظ الحركة على السلوك السياسي للحزب، على نتائج هذا الأخير في الانتخابات”.
وأشارت المتحدثة إلى أن “المرجعية الإسلامية أعطت قوة للحزب لأن لحظة نشأته كانت تقطبات سياسية وإيديولوجية كثيرة وكان المد اليساري حاضرا بشكل كبير وكذلك إيديولوجيا الفصيل الإسلامي أو مايسمى بالإسلام السياسي كانت حاضرة”.
وفي هذا الجانب، أوضحت عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن من بين الإكراهات التي أثرت على تواجد الحزب على الساحة السياسية، هو “التداخل بين الحزب ذو مرجعية إسلامية ونظام يكتسي مشروعيته الأساسية من المشروعية الدينية والتي هي مؤسسة إمارة المؤمنينين”.
وأكدت أن هذا العامل “كان عامل قوة في لحظات وكان عامل إشكالي في لحظات أخرى لأن أمير المؤمنين له مشروعية دينية لا يريد أن يتحلى بها طرف آخر وفي نفس الوقت لا يريد أن يدخل في مواجهة مباشرة، بحكم شرعيته لتجريف فصيل يحمل نفس المرجعية”.
وأردفت ماء العينين بالقول إن، “هذا الأمر تاريخيا كانت فيه مكتسبات كما كانت فيه إشكالات، وأتصور في عموم الحصيلة كان الأمر إيجابيا والذي ظهر من خلال تميز تجربة الإسلام السياسي في المغرب، لكن في النهاية حجمت بمنطق الانتخابات”.
وفي الشأن الداخلي للحزب كشف المصدر ذاته، “أن الاختلاف داخل الحزب كنا دائما نراه دليل على قوته وحيويته، لكن مع مرور الوقت بدأ يظهر في بعض اللحظات أن هذه الإختلافات أصبحت تؤشر على إشكال يوجد داخل الحزب بخصوص مدى استطاعته أن يشكل رؤى منسجمة حول قضايا أساسية لابد وأن تكون ناظمة لقياداته لتستمر به، وجزء مما عشناه سنة 2021 كان سببه هذا الأمر”.