story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

الشافعي: تكنولوجيا التأمينات فرصة لجعل التأمين أكثر ولوجية لأصحاب الدخل المنخفض

ص ص

سلط رئيس هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، عبد الرحيم الشافعي، الضوء على أهمية اعتماد الحلول القائمة على التكنولوجيا في مجال التأمينات بإفريقيا لتسهيل ولوجية التأمين لسكان العالم القروي والفئات ذات الدخل المنخفض، مؤكدا أن الدينامية الديمغرافية التي تشهدها القارة، إلى جانب التحضر المتسارع، يفتحان آفاقًا جديدة للتنمية في العديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك قطاع التأمين الذي لا يزال معدل انتشاره منخفضا جدا.

وأوضح الشافعي خلال كلمة له في افتتاح أشغال ملتقى “بيملاب” أفريقيا حول تكنولوجيا التأمين 2024، اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024 بالرباط، (أوضح) أنه أمام التغيرات التي تشهدها القارة الإفريقية بالإضافة إلى عملية التحول الرقمي، فإن قطاع التأمين لا يملك خيارًا آخر سوى التكيف مع الحلول المبتكرة لجعل التأمين أكثر سهولة وشمولية، خاصة بالنسبة لسكان العالم القروي، وكذا فئة ذوي الدخل المنخفض.

وشدد المتحدث على ضرورة أن يقوم القطاع بـ”إعادة اختراع نفسه”، من خلال التحول نحو تقديم حلول تكنولوجية تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الجديدة التي يفرضها العصر الرقمي، مبرزا في هذا السياق الإمكانية التي يتيحها مجال الذكاء الاصطناعي في أتمتة بعض العمليات، وترشيد العمليات الداخلية، وتحسين إدارة المخاطر، وتقديم خدمات مخصصة تلبي الاحتياجات المحددة للزبائن.

وتابع أن الظرفية الحالية تستوجب تحديث هذا القطاع لتمكينه من أداء دوره الاجتماعي والاقتصادي بشكل كامل، خصوصا أن معدل انتشار التأمين في إفريقيا لا يزال منخفضًا، بحيث لم يتجاوز 2.4 بالمائة في سنة 2022، وهو ما يجعل قطاع التأمين في الوقت ذاته قطاعا واعدا.

وأمام كل هذه المعطيات، أردف الشافعي أن “تكنولوجيا التأمين” (InsurTech) تلعب دورًا حاسمًا من خلال إدخال حلول تقنية مبتكرة تعمل على تحسين الخدمات وتوسيع نطاق وصول التأمين لتلبية احتياجات حسب الطلب، مضيفا أن هذا التقاطع بين التكنولوجيا وصناعة التأمين يعتبر ضروريا للاستجابة لمتطلبات سوق يشهد تحولات كبيرة بفعل عادات استهلاك جديدة.

تكنولوجيا التأمين (InsurTech) مصطلح يصف مجموعة من التقنيات والأدوات التي تُستخدم لتحسين وتحديث صناعة التأمين. وتشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، البلوك تشين، إنترنت الأشياء، والتكنولوجيا السحابية لتحقيق تحول رقمي شامل في هذا القطاع.

في المقابل، سجل المتحدث انعدام الثقة، كأحد العوائق الرئيسية أمام انتشار التأمين بالقارة الإفريقية، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة مواكبة رقمنة القطاع بتوعية مالية حقيقية من خلال تعزيز ثقة السكان في شركات التأمين.

ومن ضمن توصياته أيضا، أبرز الشافعي أنه على شركات التأمين العمل على تقديم منتجات تتماشى مع الاحتياجات الجديدة للمستهلكين وتحسين تجربة العملاء، وهو ما يفرض ضرورة اعتماد تكنولوجيا التأمين لتقديم حلول تقنية مبتكرة تمكن من تلبية توقعات المستهلكين بشكل أفضل، مع تعزيز كفاءة وشفافية الخدمات المقدمة من قبل شركات التأمين.

وضمن جهودها لاعتماد منظومة “تكنولوجيا التأمين” (Insurtech) ذكر رئيس هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي بإحداث هيئته لخلية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير تكنولوجيا التأمينات في يناير من العام  الماضي، بهدف تمكين الجهات الفاعلة في القطاع، وكذلك أصحاب المشاريع التأمينية التقنية، من استكشاف أفكار ومقاربات جديدة، مما يسهم في تحقيق شمول تأميني أفضل ويستجيب على نحو أمثل لاحتياجات وعادات المستهلكين الجديدة.

وتابع أن مهمة هذه الخلية تكمن في مرافقة شركات التكنولوجيا التأمينية في مختلف مراحل تطورها، وتقديم الدعم اللازم سواء في مسارات الحصول على التراخيص أو الامتثال للمتطلبات التنظيمية. مبرزا عمل هيئته على دعم تطوير عروض مبتكرة وتحسين قنوات التوزيع بهدف تعزيز الابتكار وتسهيل الوصول إلى التأمين وسد الفجوات، خصوصًا لصالح السكان ذوي الدخل المحدود.

وتنظم كل من هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي (ACAPS) ووكالة التنمية المختصة FSD Africa اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024 بالرباط، النسخة الثانية من ملتقى بيملاب إفريقيا حول تكنولوجيا التأمين ” BimaLab Africa Insurtech”، حول موضوع ” تعزيز النمو الشامل: حلول رائدة في تكنولوجيا التأمين للمنظومة المالية في إفريقيا”.

ويجمع هذا الحدث مختلف الفاعلين الرئيسيين في قطاع التأمين، خصوصا الهيئات التنظيمية وشركات التأمين، وكذا المستثمرين وشركاء المنظومة التأمينية، علاوة على الشركات الناشطة في مجال تكنولوجيا التأمينات.

ويهدف الملتقى إلى دراسة كيفية استغلال التكنولوجيا المبتكرة من أجل تعزيز نمو الاقتصاد الشمولي وتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات مالية ميسرة في القارة الإفريقية.