ابن كيران يصف دعم ماكرون لإسرائيل بالظلم الصارخ والإهانة غير اللائقة للشعب الفلسطيني المظلوم
انتقد عبدالإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في رسالة مفتوحة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إدانة هذا الأخير للمقاومة الفلسطينية ودعم بالمقابل الاحتلال الإسرائيلي، واصفا موقف الرئيس الفرنسي بكونه “يمثل ظلمًا صارخًا وإهانة غير لائقة للشعب الفلسطيني المظلوم منذ عام 1948 على الأقل”.
وقال رئيس الحكومة السابق في ذات الرسالة التي جاءت ردا على إدانة الرئيس الفرنسي للمقاومة الفلسطينية ودعمها لدولة الاحتلال، في الخطاب الذي ألقاه أمس الثلاثاء أمام البرلمان بمجلسيه، (قال) إن وصف هذه الفظائع بأنها “حق الدفاع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد…” “يمثل ظلمًا صارخًا وإهانة غير لائقة للشعب الفلسطيني المظلوم منذ عام 1948 على الأقل، وذكرى مئات الآلاف من المدنيين من النساء والأطفال الذين تم إبادتهم أو تشويههم على يد الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، وتشجيعًا على منح رخصة للقتل لجيش احتلال لا يتردد في الاستمرار في هذا التطهير العرقي والمجازر غير المسبوقة”.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه من الواضح أن ما تقوم به إسرائيل ككيان استعماري يحتل بشكل غير قانوني أرض فلسطين لا علاقة له بحق الدفاع عن النفس، وأن الجرائم التي ارتكبتها منذ عقود، والإبادة الجماعية المتزايدة التي تشنها على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والخطة الحالية “للقادة العسكريين” في شمال غزة منذ أسابيع، ليس لها مثيل في تاريخ الوحشيات.
وذكّر ابن كيران الرئيس الفرنسي بانتقاد الأخير للبربرية التي تنشرها إسرائيل ضد الفلسطينيين، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه في فلسطين ولبنان، في الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس 24 أكتوبر في المؤتمر الذي عقد في باريس من أجل لبنان، حيث قال “يتحدثون كثيراً عن حرب الحضارات (…) لكني لست متأكداً أن الدفاع عن الحضارة يمكن أن يتم بنشر البربرية بذات اليد.”
وسجل المتحدث ذاته، أن حركة حماس، مثلها مثل حركة التحرير الوطني في المغرب، والقوات الفرنسية الحرة في فرنسا، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر، والعديد من حركات التحرير حول العالم… هي وستظل حركة مقاومة تمارس حقها المشروع، الذي يعترف به القانون الدولي، لجميع الشعوب في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال والإبادة.
وتابع بالقول: “إن حركة حماس وجميع فروع المقاومة الفلسطينية لا تقوم سوى بمواجهة الاستعمار والاحتلال والتطهير العرقي والإحلال السكاني والإبادة الجماعية”، وهذه الأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل لم تبدأ فقط في السابع من أكتوبر 2023، بل تعود وتستمر بلا انقطاع منذ أكثر من 76 عامًا.
وخاطب المسؤول الحزبي المسؤول الفرنسي، “بأن المغرب والمغاربة، وكما أكد صاحب الجلالة الملك في مناسبات عديدة، يضعون دائمًا القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية”، معبرا عن دهشته “الكبيرة إزاء محتوى خطابكم بشأن الحرب القاتلة التي تشنها إسرائيل على غزة، وخاصة تصريحكم بأن “السابع من أكتوبر 2023 كان هجوما بربريًا همجياً بشكل خاص نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها. لإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد…”.
ولفت ابن كيران في رسالته إلى أن فرنسا، “بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أسس حق المقاومة ضد الإضطهاد”. مضيفا أن فرنسا، “أرض المقاومة ضد النازية، وشعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، وخاصة من لبنان، لها مسؤولية تاريخية في مواجهة أي تحريف للتاريخ والمسؤوليات، إزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بشكل منهجي ضد المدنيين من النساء والأطفال، وتجاه تدمير البنية التحتية الحيوية بشكل متعمد وبدون أي ضمير”.
كما وقف رئيس الحكومة السابق كذلك، عند الحصار الذي يفرضه ااحتلال على قطاع غزة ومنع دخول الغذاء والماء والأدوية التي يتم استخدامها كأدوات حرب وإبادة. مسجلا حضر “الكنيست” للأنشطة الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ولأجل ذلك دعا ابن كيران إلى التحرك العاجل لإغاثة الشعب الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي وخاصة القوى الكبرى مثل فرنسا، “بتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لخطر الإبادة أو التهجير، واتخاذ إجراءات واضحة لإدانة إسرائيل والضغط عليها من أجل وقف أعمالها القاتلة والفصل العنصري في غزة، وفي كامل فلسطين، ولبنان”.
“كما أنه من الملح جداً أن يقوم المجتمع الدولي بتصحيح الخطأ والظلم التاريخي الذي ارتكب عام 1948، والذي قام على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية معروفة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، وهو “دولة” استعمارية تسببت في جميع الكوارث والمآسي المتواصلة منذ ذلك الحين في فلسطين، وفي المنطقة والعالم”، يقول عبد الإله ابن كيران.
وطالب بإنشاء دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، “وهو حق مشروع وغير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، وبدونه لن تكون هناك أي إمكانية لتحقيق السلام، وستبقى المقاومة حقاً مشروعاً”.
وفي السياق، عبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية للرئيس الفرنسي “عن سعادتنا الكبيرة بمضمون خطابكم فيما يتعلق بروابط الصداقة التاريخية والاحترام المتبادل التي تربط المغرب بفرنسا، وآفاق المستقبل الواعدة التي تفتحها هذه الزيارة، بتوقيع الشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية”.
كما أثنى، بشكل خاص، على الموقف الواضح والصريح لفرنسا بخصوص قضية الصحراء المغربية “الذي عبرتم عنه في رسالتكم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 30 يوليوز الماضي، والذي أكدتموه مجدداً في خطابكم أمام غرفتي البرلمان المغربي اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر”.
وفي غضون ذلك، جدد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، يوم أمس، إدانته لمعركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية -حماس- يوم 07 أكتوبر 2023، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في حق الفلسطينين، وانتهاك حقوقهم من طرف دولة ااحتلال لعقود من الزمن.
وبالمقابل دعم ماكرون، في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي البرلمان اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، دولة الاحتلال في جرائمها التي تقترفها في حق المدنيين الفلسطينيين منذ أزيد من عام مخلفة أكثر من 144 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة الكثيرين خاصة النساء والأطفال والمسنين.
وقال إيمانويل ماكرون، “في السابع من أكتوبر 2023، وقع هجوم وحشي فظيع نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها”، مضيفا أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد هذا التهديد”.
وأوضح المتحدث أن فرنسا فقدت في عملية طوفان الأقصى، “48 من أبنائها، ولا يزال اثنان من مواطنينا محتجزين كرهائن في غزة”.
وتابع المسؤول الفرنسي أنه لا يمكن بأي حال تبرير الحصيلة الإنسانية الكارثية في غزة والمعاناة التي يعاني منها السكان المدنيون هناك، مطالبا بوقف إطلاق النار في غزة.