اتفاقيات السكك الحديدية.. استثمارات ضخمة بين المغرب وفرنسا لكسب رهان 2030
ترأس الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الإثنين 28 أكتوبر 2024 بقصر الضيافة بالرباط، حفل توقيع 22 اتفاقية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، تهم مجالات، السكك الحديدية والطاقات المتجددة والطيران والوقاية المدنية والموانئ والماء والتعليم والثقافة والبيئة والاستثمار والتعليم العالي وغيرها.
وحظيت اتفاقيات مجال السكك الحديدية باهتمام بالغ، حيث عرف هذا المجال توقيع أربع اتفاقيات ، تهم التزود بقاطرات فائقة السرعة وعناصرها الداعمة والتعاون المالي وعقود التعاون في هذا المجال.
وفي هذا السياق قال عبد الخالق التهامي، الباحث في الاقتصاد والأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، إن المغرب أعطى أولوية لهذا المجال لأنه مقبل على تظاهرات عالمية تستدعي مد شبكات البنية التحتية وتسهيل التنقل بين المدن التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030.
وأشار الباحث في الاقتصاد، إلى أن المغرب يعمل على مشاريع كبرى، التي من بينها مشروع القطار فائق السرعة الذي سيربط القنيطرة بمراكش، ومشروع القطار الذي سيربط مراكش بأكادير، مبرزا أن “المغرب أبدى اهتماما داخليا بهذه المشاريع وأعطى أولوية لقطاع النقل واللوجستيك، وفرنسا التقطت هذه الاشارة”.
وعلاقة بالموضوع أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، أمس الإثنين 28 أكتوبر 2024 بالرباط، على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي للمملكة على مدى ثلاثة أيام،(أكد) أن المغرب انخرط، بعد التجربة الناجحة للقطار فائق السرعة، في مخطط جد مهم لتطوير شبكة السكك الحديدية برسم الفترة 2024-2030، وذلك بالتعاون مع شركات فرنسية.
وأوضح الخليع، في تصريح للصحافة، أن التجربة المغربية للقطار فائق السرعة “حققت نتائج جد مرضية”، مشيرا إلى أن المشاريع المزمع إنجازها تأتي “قبيل تنظيم كأس العالم 2030”.
و بخصوص اختيار المغرب لفرنسا من بين العديد من الدول الآسيوية والأوروبية التي كانت تريد الاشتغال إلى جانب المغرب على هذه المشاريع، قال الباحث في الاقتصاد عبد الخالق التهامي إن “فرنسا بلد متمكن وله خبرة على المستوى التقني والتكنولوجي فيما يتعلق بالقطارات فائقة السرعة، وأثبتت تقدمها على العديد من الدول الأوروبية”.
وأبرز الخبير الاقتصادي بأن التعامل مع فرنسا سيكون سهلا لأنها تعرف المغرب، كما أنها أبدت تشبثا كبيرا حتى يكون لها نصيب من هذه المشاريع والأوراش الكبرى، مؤكدا على أن “هذا الاهتمام سيكون ثمينا للمغرب في عملية رابح رابح، حيث ستستفيد فرنسا من هذه الصفقات كما سيكون المغرب رابحا بدوره”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “فرنسا بعد فوزها بهذه الصفقات ستكون مطالبة بالبحث والمساعدة في التمويل”، مشيرا “إلى إمكانية مدها بقروض من طرف الأبناك المغربية، لتحقيق هذه الأهداف لأن شركاتها أيضا ستستفيد وسيكون هناك بنود في هذا الاتجاه”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال في خطاب ألقاه بالمغرب أمام مجلسي البرلمان في جلسة مشتركة اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 بقاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، ” إنني أفكر في المشاريع الرائعة التي منحتم فيها فرنسا شرف ثقتكم، مثل تطوير قطار الـTGV المغربي الذي نواصل العمل عليه معًا، وهذا يُعتبر فخرًا كبيرًا لنا”.
وبالعودة إلى تفاصيل هذه الاتفاقيات، فتتعلق الاتفاقية الأولى، ببروتوكول اتفاق للتزويد بقاطرات للقطار فائق السرعة والعناصر الداعمة لها.
وتهم هذه الاتفاقية، التي وقعها المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع لخليع، والمدير العام لـ (ألستوم)، هنري بوبار – لافارج، عقد اقتناء قاطرات للقطار فائق السرعة (12 ناجزة و6 اختيارية).
أما الاتفاقية الثانية ، فهي إعلان نوايا بشأن التعاون المالي في قطاع السكك الحديدية، وقعته وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية محمد ربيع لخليع، ووزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي، أنطوان أرمون.
وتتعلق الاتفاقية الثالثة ، بعقد مساعدة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة SYSTRA/EGIS.
ويهم هذا العقد، الذي وقعه المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية محمد ربيع لخليع، والمدير العام ل EGIS، لوران جيرمان، تقديم خدمات المساعدة على تنفيذ أشغال مشاريع البنيات التحتية للخط فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، الموقع مع مجموعة EGIS RAIL/SYSTRA/NOVEC .
أما الاتفاقية الرابعة ، فهي عقد للتزويد بمعدات بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة VOSSLOH COGIFER.
وينص هذا العقد، الذي وقعه المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية محمد ربيع لخليع، ورئيس VOSSLOH، بيرتراند غريسبيرت، على التزويد بمعدات السكك الحديدية الخاصة بالخط فائق السرعة في إطار إنجاز الخط السككي بين القنيطرة ومراكش، الموقع مع شركة VOSSLOH COGIFER SA.
*عبيد الهراس