story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

هل تسهم التدابير الحكومية في تعزيز إنتاج الموسم الفلاحي الجديد ؟

ص ص

أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، نهاية الأسبوع الماضي انطلاقة الموسم الفلاحي 2024/2025، معلنا عن عدد من التدابير الموجهة للفلاحين بهدف تعزيز الإنتاج الوطني لهذه السنة.

ومن أبرز هذه التدابير تعبئة ما يناهز 1,26 مليون قنطار من البذور المعتمدة للحبوب الخريفية “بأسعار بيع تحفيزية ومدعمة بانخفاض 3 إلى 5 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي 2023/2024″، مع توسيع دعم البذور ليشمل أنواعا جديدة من الحبوب والأعلاف والقطاني الغذائية، وكذا تزويد السوق بما يناهز 650 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية و200 ألف طن من الأسمدة الآزوتية.

وتعليقا على هذه التدابير، أوضح الخبير الفلاحي رياض اوحتيتا أن توالي سنوات الجفاف، رفع وعي المغرب بضرورة اللجوء إلى تقنيات بديلة، مثل تقنية البذر المباشر التي تحافظ على التربة، بالإضافة إلى كونها تقنية غير مكلفة، وهو ما دفع الوزارة إلى إطلاق البرنامج الوطني للبذر المباشر.

وأضاف الخبير أن “البحث العلمي أنقذ شركة “سوناكوس” المتخصصة في إنتاج المدخلات الزراعية، من خلال توفير أصناف جديدة من الحبوب قادرة على مقاومة التغيرات المناخية وذات دورة إنتاجية قصيرة”، وهو ما سيمكن من التعامل مع التغيرات المناخية الأخيرة، وبالتالي تعزيز الإنتاج الوطني.

في المقابل أكد المتحدث على ضرورة توجيه المزارعين نحو أنواع الزراعة المناسبة لكل منطقة، سواء كان ذلك في زراعة القمح أو الشعير، أو غيرها من المحاصيل، بهدف تكييف هذه الزراعات مع الحاجيات الوطنية ووفق خصائص التربة في كل منطق واحتياجاتها المحلية، وأيضاً بناءً على كمية الأمطار التي هطلت فيها، وذلك من خلال التكوينات وحملات التوعية.

وأبرز أوحتيتا أن التساقطات المطرية جنبت البلاد دخول المرحلة الثالثة من الجفاف وهي جفاف التربة، التي تعد المرحلة الأخطر، خاصة في المناطق الشرقية والجنوب الشرقي، التي شهدت تساقطات مطرية مبكرة وهامة، مضيفا أنه لا يمكن القول إن الموسم الزراعي جيد تماماً، ولكن يمكن اعتباره بداية جيدة، حيث أتت هذه التساقطات في الوقت المناسب، مما سيشجع المزارعين على البدء في عملية البذر

أما على مستوى الإجراءات الخاصة بإنتاج اللحوم، فقد سجل الخبير قصورا في هذا الجانب، موضحا أن المغرب يعتمد على استراتيجية قصيرة المدى من خلال إجراءات لرفع الرسوم الجمركية وتشجيع استيراد اللحوم بهدف تحقيق الأمن الغذائي، وهو ما يعد بعيدا كل البعد عن الهدف الأساسي وهو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وللوصول إلى هذا الاكتفاء، يقترح الخبير إجراءات أخرى، أهمها تشجيع المربين على مشاريع تربية الأبقار الحلوب، “التي لا تزال مشاريع غير موجودة في المغرب”، مبرزا أن هذا النوع من المشاريع سيمكن من تحقيق استقلالية في الإنتاج دون الحاجة إلى الاعتماد على استيراد العجول، وذلك من خلال استيراد الأبقار الحلوب والقيام بعملية التزاوج محلياً.

وتابع في عرضه لعدد من المقترحات في هذا الجانب، منها التركيز على دعم الأعلاف البديلة، وهي أمر لم يحظ بالأهمية الكافية حتى الآن ضمن برنامج المغرب الأخضر، مبرزا أن هذا النوع من الأعلاف يعد أقل تكلفة مالياً، ويتمتع بقيمة غذائية أعلى من الأعلاف التقليدية. مضيفا في نفس الوقت أن مربي الماشية لن يجربوا أي شيء جديد ما لم يكن هناك دعم من الوزارة.

وعدد الخبير عدة أنواع من الأعلاف البديلة مثل الشعير المستنبت، نبات الأزولا، ونبات البونيكام، مشيرا إلى أن اعتماد هذه الأعلاف سيساعد في خفض تكاليف الإنتاج، مما سينعكس إيجاباً على الأسعار في الأسواق المحلية، كما سيسهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية.