story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

تأخر الإعمار وقساوة الظروف المناخية يعمّقان معاناة المتضررين من الفيضانات

ص ص

فيضانات الجنوب الشرقي: تأخر الإعمار ومطالب بالتسريع في دعم المنكوبين

تتعاقب الأيام على فيضانات الجنوب الشرقي للمملكة، كما تعاقبت الشهور على زلزال الثامن من شتنبر الذي ضرب مناطق الأطلس الكبير قبل أزيد من سنة، وتظل آمال الأسر المنكوبة تتطلع كل يوم لإجراءات حكومية فعلية تخفف عنهم وطأة المعاناة التي يعيشونها، جراء الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي عرفتها هذه المناطق، فضلا عن قساوة الظروف الطبيعية خاصة مع دخول فصل الخريف بشتائه الباردة وبرده القارس، ولم يتمكن القسط الأكبر من المتضررين حتى الآن من الاستفادة من إعادة بناء مساكنهم، التي خربتها الظروف الطبيعية وأهملتها السياسات الحكومية.

الجو بارد هنا صيفا فكيف به شتاء هكذا استهل الفاعل الجمعوي بإقليم طاطا أمبارك ولد الشراف حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، مضيفا “نحن خائفون من التساقطات المطرية خصوصا كالتي مرت بنا في الآونة الأخيرة فمنازل أغلب الأسر ما زالت مدمرة”.

وفي السياق أشار الفاعل الجمعوي إلى انهيار مجموعة من المنازل جراء السيول واختفاء الواحات وتلف المحاصيل، مشيرا إلى أن ” أغلب الأسر التي فقدت منازلها ما زالت تمكث في منازل جيرانها، الذين ظلت منازلهم قائمة أو قاموا باستأجار منازل أخرى.”

وطالب المتحدث ذاته بضرورة تسريع تنزيل البرنامج الذي أطلقته الحكومة تنفيذا للتعليمات الملكية، لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة، والذي تبلغ ميزانيته الإجمالية حوالي 2.5 مليار درهم، وفق بلاغ لرئاسة الحكومة.

ودعا الفاعل الجمعوي مسؤولي المنطقة والسلطات المحلية، والحكومة إلى التحلي بالمسؤولية ومساعدة المنكوبين في محنتهم إلى حين تخطي هذه الأوضاع، مطالبا بضرورة استفادة كل المنكوبين من المساعدات ووضع جدول زمني محدد لبداية العملية.

وفي غضون ذلك، كانت لجنة “نداء طاطا” قد وضعت شكاية يوم الإثنين 21 أكتوبر 2024، بمحكمة النقض بالرباط ضد الدولة المغربية في شخص رئيس الحكومة. وذلك من أجل إعلان طاطا إقليما منكوبا تعرض لكارثة طبيعية حتى يتم إنصاف كل الضحايا.

وطالبت الشكاية التي اطلعت عليها صحيفة “صوت المغرب”، “بتسجيل أن الفيضانات التي ضربت إقليم طاطا في الفترة ما بين 21 – 22 سبتمبر 2024 تعتبر كارثة طبيعية وأن طاطا تعد منطقة منكوبة والحكم على المدعى عليه رئيس الحكومة بإصدار قرار باعتبار منطقة طاطا عانت من كارثة طبيعية وأنها منطقة منكوبة، حتى يتسنى للمتضررين الاستفادة من خدمات نظام التغطية ضد عواقب الوقائع الكارثية مع النفاذ المعجل وتحميل الصائر لمن يجب قانونا”.

وفي السياق كانت الجنة ذاتها والفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب قد دعيا إلى تفعيل آليات التقصي البرلماني لتحديد أسباب الفيضانات التي عرفها إقليم طاطا وباقي أقاليم الجنوب الشرقي للمملكة في الأيام القليلة الماضية، وذلك بهدف ضمان عدم تكرار هذه الماساة، بتقوية السياسات الاستباقية لمواجهة الكوارث.

وقال الطرفان، في بلاغ صدر عقب اجتماعهما بمجلس النواب، إنه تم التوافق على تحريك آليات التقصي والاستطلاع البرلماني بما يسمح بفهم ما جرى وعدم تكراره من خلال تقوية السياسات الاستباقية والتدابير المقاومة للكوارث.

وستلتقي لجنة “نداء طاطا” في ملتقى “أمشاوار”، اليوم وغدا (26 و27 أكتوبر 2024)، بواحة توك الريح، بمشاركة الضحايا وجميع الفاعلين المدنيين والسياسيين والاجتماعيين.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار الدينامية التي تقودها لجنة “نداء طاطا”، حسب بلاغ للجنة، وهي مبادرة “تسعى إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإقليم والنهوض بأوضاعه عبر مقاربات شاملة تتجاوز الحلول الترقيعية”.

وأفاد بلاغ لجنة “نداء طاطا” أن الهدف من ملتقى “أمشاوار” هو جمع الضحايا والخبراء والفاعلين المحليين في فضاء مفتوح للحوار من أجل إيجاد حلول عملية ومستدامة لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تعزيز دور المجتمع المدني في اتخاذ القرار.

*عبيد الهراس