story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

ارتباط المغاربة وفلسطين.. أطفال يشقون طريقهم المعرفي لـ”فتح الأقصى”

ص ص

فور وصول الزائر للمكتبة الوطنية بالرباط، يسافر في رحلة قصيرة عبر الزمان والمكان إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة، ليتجول بين أزقتها الضيقة وممراتها العتيقة متنقلاً بين أبواب المغاربة جنوباً والعامود شمالاً وباب الأسباط شرقاً والخليل غرباً الذي يقوده عبر طريق مباشر نحو المسجد الأقصى منصتاً للحوار الذي يجري بين المعلمة المسلمة وكنيسة القيامة وهو يتأمل مجسماً للقدس بأسوارها العريقة.

المجسم يتقدم عدة أروقة أقامها المنظومون لمهرجان الرباط؛ “المغاربة وفلسطين ارتباط أصيل ومتجدد” في الساحة الخارجية للمكتبة الوطنية في العاصمة، والذي استهل فعالياته اليوم، الجمعة 25 أكتوبر 2024، بأنشطة ثقافية تستهدف الجيل الناشئ والآباء لتعريفهم بالقضية الفلسطينية وتجديد الارتباط الأصيل في قلوبهم ووعيهم الجمعي تجسيداً لشعار الفعالية.

بين أوراش المهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية لإعادة الإعمار في فلسطين بالتنسيق مع بيت مال القدس الشريف، يحتشد مؤطرون وأطفال وأولياء أمور في نشاط ثقافي يتسم بطابع المنافسة من أجل توزيع جوازات سفر رمزية على المشاركين استعداداً لخوض رحلة معرفية وسط ذاكرة وأحياء وأبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، تختلف عن رحلة المجسم بكونها تأخذ الطفل إلى المدينة المقدسة عبر التعلم والتحدي بهدف الوصول إلى مفتاح العودة لينال لقب “فاتح الأقصى”.

يفسر الأستاذ عبد المالك أبو النصر العلوي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، الماهية من هذه الأوراش، التي أوجزها في تعريف الطفل بالقضية الفلسطنية، لترسيخ السردية الحقيقية في ذهنه بأن “فلسطين هي الوطن على تلك الأرض من النهر إلى البحر، بينما تظل إسرائيل مجرد كيان لا أساس له هناك”، مشيراً إلى أن الطفل عندما يتشرب هذه الرواية منذ نعومة أظفاره وينشأ معها، لن تستطيع الروايات الصهيونية والمعلومات الخاطئة بشأن ما يجري في فلسطين تضليله.

ويشرح أبو النصر العلوي طبيعة الأوراش التي تبدأ من الخط الزمني لفلسطين، والملونة مروراً بالخط العربي والأشغال اليدوية، ثم الألعاب المبتكرة والمرتبطة بالقدس انتهاء إلى ورش “رسائل من الرباط إلى أرض الرباط” قبل الحصول على مفتاح “فاتح الأقصى” بعد اجتيازه جميع المراحل التثقيفية بختم جواز سفره في كل محطة ورش واختباره في المعلومات المقدسية.

ويوضح الأستاذ التربوي أن الطريقة المثلى لتثقيف الطفل في مرحلته العمرية هي اللعب، ولهذا ارتأى القائمون على الفعالية، ابتكار هذا التحدي من أجل أن يوازن الطفل بين متعة اللعب والتعلم، وأن يأخذ معه رسائل مثلما تغني معارف حول القضية تحفزه ليطرح تساؤلات سواء داخل الفعالية أو في محيطه بين الأسرة والمدرسة ويتلقى الجواب عليها، حتى لا يبقى عرضى للتلقي التلقائي من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي نهاية الأوراش التي يخوض خلالها الطفل معاركه المعرفية نحو المسجد الأقصى، يقف حسن مخلوفي متوشحاً الكوفية الفلسطينية ومعه مجموعة من المفاتيح كُتِبَ عليها “العودة”، ويوضح بدوره لصحيفة “صوت المغرب” الانطباع الذي يظل مع الأطفال بفضل هذا التحدي، لافتاً إلى أن هذه الأوراش التي ينضاف إليها ورش الحكواتي الذي يحكي للأطفال قصص المسجد الأقصى ومدن فلسطين، من شأنه تعزيز الهم لدى الجيل الناشئ بأهمية المساهمة في تحرير المسجد الأقصى.

وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب” عبرت الطفلة ابتهال (6 سنوات) عن سعادتها باجتياز قسط كبير من التحديات وهي تشق طريقها، نحوف مفتاح العودة، وقالت: “اجتزت تقريباً جميع التحديات وظل أمامي أربعة فقط”، وأضافت: “التحديات التي اجتزتها هي فن الخط والهواية، وفلسطين بأصابعنا وبصمة وطن، وأولى القبلتين، وحكايات وكنوز من الأقصى”، معبرة عن رغبتها في الوصول إلى محطة “فاتح الأقصى”.

وأوضحت أنها تعرفت على القضية الفلسطينية أكثر من خلال هذه الفعالية، وأنها أدركت أنه “يجب أن تظل دائماً متمسكة بوطن فلسطين، ولن تنساه أبداً”، مشيرة إلى أن تنظر إلى “فاتح الأقصى” بمثابة نهاية التحدي وتحرير هذه الوطن.

ومن جهتها، نقلت ميكايلي وهي طالبة أمريكية بالرباط مشاعرها، عبر صحيفة “صوت المغرب”، بشأن “مهرجان الرباط حول الارتباط المغربي الفلسطيني” قائلة إنها فعالية مهمة لتعزيز التبادل الثقافي والتضامن بين الشعوب، مشيرة إلى أنه مناسبة لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، كما أنه فرصة للتعبير عن استيائنا من حرب الإبادة الجماعية بحق أهل غزة.

وتتواصل فعاليات مهرجان الرباط إلى غاية، السبت 26 أكتوبر 2024، بمشاركة شخصيات من المغرب وفلسطين، مع فعاليات تعرف بالقضية الفلسطينية ومواقف المغرب تجاهها، فضلاً عن جهود الإعمار الذي تشرف عليه كل من الجمعية المغربية لإعمار فلسطين ووكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس في مجلس التعاون الإسلامي، والتي يرأسها الملك محمد السادس.