مجلس الأمن يناقش الوضع بالصحراء خلف أبواب مغلقة
يفتح أعضاء مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين 16 أكتوبر الجاري، ملف الصحراء في اجتماع مغلق سينكب على تدارس تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي تطغى عليه نبرة القلق من تبعات التوترات الميدانية وانسداد جسور الحوار بين المغرب والجزائر.
وتحدث غوتيريش، في تقريره الحالي عن الوضع في الصحراء، عن استمرار “التوترات وأعمال عدائية منخفضة الشدة بين المغرب والبوليساريو” مشيرا إلى أن “أغلب أحداث إطلاق النار ظلت متركزة بالشمال قرب المحبس”.
وعبر الأمين العام الأممي عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في الصحراء، معتبرا أن “تفاوض جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل للملف بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.
وقال إن “استمرار الأعمال العدائية وعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكل نكسة كبيرة أمام التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال أمده”.
وأشار غوتيريش إلى أن ”التوغلات اليومية في القطاع العازل المتاخم للجدار الرملي والأعمال العدائية بين الأطراف في هذه المنطقة تنتهك وضعها كمنطقة منزوعة السلاح وتزيد من تهديد استقرار المنطقة”.
ويغطي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء التطورات الحاصلة في الصحراء من 3 أكتوبر 2022 إلى 3 أكتوبر 2023 والوضع الميداني ووضع المفاوضات حول الصحراء، وتطبيق آخر قرار لمجلس الأمن بتمديد بعثة مينورسو والتحديات التي تواجه عمل البعثة وطرق رفعها.
من جانب آخر، أيدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرار حول الصحراء اعتمدته يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2023، المفاوضات المتواصلة بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل التوصل لحل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان.
ورحبت اللجنة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار بالالتزام بمواصلة إبداء الإرادة السياسية والعمل في مناخ موات للحوار من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات المكثفة بحسن ونية ودون شروط مسبقة.
واحتدمت مرة أخرى النقاشات بين المغرب والجزائر والحلفاء الإقليميين لكل دولة داخل اللجنة الرابعة التي تتحول إلى مسرح للحرب الكلامية بين المحسوبين على البوليساريو وأنصار الوحدة الترابية للمملكة.
وقال الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إن خيار الاستفتاء على تقرير المصير “مات وأقُبر”، مشيرا إلى غيابه عن 36 قرارا اعتمدته الأمم المتحدة حول الصحراء.
حديث هلال جاء ردا على إثارة السفير الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، لهذا الخيار داخل اللجنة، منتقدا رفض المغرب أي حديث حوله.
وساندت الغابون وجزر القمر والكونغو الديمقراطية وأنتيغوا وباربودا (دولة ببحر الكاريبي)، في مداخلات خلال جلسة الأربعاء، الحل السياسي للملف والمقترح المغربي للحكم الذاتي للصحراء.