مناهضو التطبيع يتظاهرون أمام مقرات “القناة الثانية” احتجاجاً على مشاركة إسرائيلية بمسلسل مغربي
يستعد مناهضو التطبيع للتظاهر أمام مقرات القناة الثانية في الرباط والدار البيضاء، احتجاجاً على بث مسلسل تلفزيوني تشارك فيه إسرائيلية تتوعد بمحو قطاع غزة، وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023، والذي راح ضحيته أزيد من 51 ألف شخص بين مفقود وشهيد.
وقالت السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن “النظام المخزني مازال مصراً على مواصلة تطوير علاقاته بالكيان الصهيوني التي تحولت إلى حماية صهيونية أو استعمار جديد”، مشيرة إلى أن أهم العلامات الأخيرة الدالة على هذا التوجه كان المسلسل التليفزيوني الناس لملاح “الذي تبثه القناة الثانية وشاركت فيه الصهيونية إيفا کدوش التي لا تتورع في الدعاية لفائدة جيش الاحتلال ولحرب الإبادة على غزة”، معلنة عزمها تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام مقر القناة الثانية بكل من الرباط والدار البيضاء، “يتم الإعلان عن تاريخها لاحقاً”.
إضافة إلى “ملتمس في مجال التشريع يقضي بمنح الجنسية المغربية لجميع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة”، والذي عدته الجبهة “مناقضاً لقانون الجنسية المغربية بشكل تام”.
الإسرائيلية إيفا كدوش التي نشرت صحيفة “صوت المغرب” تقريراً بتاريخ، الجمعة 4 أكتوبر 2024، يتحرى من تكون ويرصد تدويناتها المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية لما يزيد عن السنة، أثارت مشاركتها في المسلسل غضب المغاربة الذين عبروا عن استيائهم من هذه الخطوة التطبيعية، معتبرين إياها استفزازاً لمشاعرهم خاصة في ظل ما تعيشه المنطقة هذه الفترة من عدوان إسرائيلي متصاعد بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
في هذا الصدد، كتب محمد باقيري، على حائطه في منصة فايسبوك، إن “الغاية هو الترويج لأطروحة التعايش والتسامح وارتباط اليهود المغاربة المتواجدين بالكيان الصهيوني بوطنهم، ليتبين “أن ولاء هذه الصهيونية هو لكيان الإجرام الصهيوني”، مشيراً إلى أنها “تدعو لإبادة غزة وتنتشي بقتل الشعب الفلسطيني حاملة لواء التعايش”، منبهاً إلى أن “خطط التغلغل مستمرة”.
وقالت حسناء بلقزيز إن مشاركة الإسرائيلية في هذا المسلسل لا يُفهم منه إلا معنيين “كل من ساهم في هذا العمل يقول بلسان حاله أنه راض عن الابادة في غزة، وكل من ساهم في هذا العمل وأخرجه للعيان يقول بفرح: المغرب هو وجهة المجرمين ودعاة الإبادة”، مشيرة إلى أن هذا يعني، حسب تدوينتها “انتظارنا نكسة أخرى في الغرب الإسلامي بعد نكسة الشرق الإسلامي”.
وأضافت بلقزيز: “لا يضحك علينا أحد ويقول هذه دعوى ضد اليهود، فاليهود الشرفاء لا يقبلون بالإجرام الذي يمارس بحقأهلنا في غزة وفلسطين ولبنان، داعية إلى مقاكعة الممثلين في المسلسل والقتاة التي تبثه.
أما سعيد بوزردة فكتب قائلاً: “بينما الفنان المغربي عاطل عن العمل إلا من النوع المحترف لأدوار هشتك بشتك، وأدوار التعروبيت، طلع علينا الاإتاج المغربي غلى القناة الثانية بنوع ثالت هو الفنان الصهيوني”، معتبراً أن ذلك إما راجع إلى “انقراض الفنان المغربي ليستعين المنتج بفنانة صهيونية إسرائيلية أو أن الإنتاج السينمائي المغربي يلعب لعبته الخبيثة في صهينة المجتمع المغربي بالتدريج”.
وعد بوزردة اعتماد ممثلة صهيونية لا تخفي عداءها للشعب الفلسطيني وتناسد جرائم الاحتلال، وتصرح بقولها “ستمحى غزة اليوم” هو في حد ذاته دعم لجرائم الإبادة الصهيونية من بوابة القناة الثانية دوزيم”، لافتاً إلى أن عرض هذه الأخيرة للوجه الإسرائيلي إيفا كدوش، باسم مسعودة في منتوج يسمى “الناس لملاح”؛ “لا يوحي سوى بأن من بين الناس لملاح مجرمي الحرب ضد الشعب الفلسطيني بل إنها مسعودة تلك الإسرائيلية الصهيونية، هو استنزاف لمال الشعب المغربي المساند لغزة من أجل صهينته”.
المسلسل الذي بثت أولى حلقاته، الخميس 26 شتنبر 2024، يسلط الضوء على عودة مغاربة يهود إلى أحياء “الملّاح” التي تشتهر بها عدة مدن مغربية، بعد سنوات من الهجرة خارج الوطن، وفي هذا السياق تنتظر مسعودة قدوم ابنتها “جِنين” التي لا تنوي التفريط في منزل والدتها “الذي أثار أطماع أحد السماسرة، لتعمل جاهدة على إعادة ترميمه بعد العودة”، حسب الموقع الرسمي للقناة الثانية.
حاولت صحيفة “صوت المغرب”، في وقت سابق، التواصل مع مخرجة المسلسل جميلة بنعيسى البرجي والسيناريست أحمد بوعروة لكن أرقامهما مغلقة، حتى تاريخ نشر هذا التقرير، وذلك بهدف الاستفسار عن الإضافة التي تقدمها ممثلة إسرائيلية بمواقف متطرفة لمسلسل مغربي، ولماذا لم يتم الاستعانة بممثلة مغربية لتجسيد دور مسعودة اليهودية كما جسدت الفنانة سارة فارس دور “جِنين” ابنة مسعودة
ولا يبدو من نشاط إيفا كدوش على مواقع التواصل الاجتماعي أنها شهيرة بكونها ممثلة، إذ تركز منشوراتها على الطبخ والتعريف بمأكولات شعبية تنسبها إلى إسرائيل، إضافة إلى منشورات أخرى متطرفة تتمنى من خلالها الموت والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع الذي مازال يعيش لما يزيد عن السنة تحت وطأة جرائم حرب إبادة جماعية.
ومن المنشورات المتطرفة، نشرها في 23 نونبر 2023 صورة صاروخ إسرائيلي -متوجه إلى قطاع غزة- كُتِب عليه بخط اليد “أتمنى أن تقصفكم هذه الصواريخ بشكل مباشر”، وتزامن توقيت نشر هذا المنشور مع إقدام عدد من المستوطنين على حجز مكان لرسائلهم المتطرفة على الصواريخ التي يرسلها جيش الاحتلال لتدمر منازل المدنيين وتقتل الأطفال والنساء في غزة.
وكتبت إيفا كدوش مع الصورة ذاتها، على حسابها الشخصي: “أرسل لهم: مرحباً ولا إلى اللقاء”.
لم تبدأ رسائل كدوش إلى الفلسطينيين في هذا التاريخ، حيث سبق لها أن نشرت في السابع من أكتوبر 2023، عبارة تدعو من خلالها إلى إبادة أزيد من 2.124.000 إنسان في غزة، وكتبت قائلة: “غزة ستُمحى اليوم”. كما نشرت عدة منشورات أخرى تدعم من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدعو له بالنصر من تخوم لبنان إلى صحراء مصر.