story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

“لوموند”: تكلفة مسرح الرباط والبيضاء تعادل ثلاثة أضعاف ميزانية وزارة الثقافة لـ 2024 وتساؤلات حول إغلاقهما

ص ص

رغم اكتمال بناءه وتجهيزه، منذ ثلاث سنوات خلت، لايزال مسرح الرباط الكبير بالرباط مغلقا أمام الجمهور وهو الذي كلف ما يقارب 200 مليون يورو، وفق ما نشرته لوموند.

وسجلت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في تقرير بهذا الخصوص أن المبنى الذي شيد على ضفاف نهر أبي رقراق على مساحة تصل إلى 25 ألف متر مربع، قد صار ينافس مسجد وصومعة حسان المجاورة له، وأضحى أحد أهم معالم العاصمة الرباط، كما تم طبعه على أوراق نقدية ” ليعبر عن رمز لـ “ورة التنمية الإجتماعية والثقافية” للمملكة، بحسب بنك المغرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعمال التشييد والتجهيز للمسرح الأكبر في إفريقيا، والذي يتسع لـ1800 متفرج انتهت منذ سنة 2021 لكن المبنى لايزال مغلقا لحد الآن، بعدما خابت كل التكهنات بافتتاحه في مناسبات عديدة من طرف الملك محمد السادس، حيث كانت التوقعات أن يفتتح بعد نهاية 2021 وانتهاء جائحة كورونا، ثم صار الحديث عن افتتاح في 2022، ليتكرر الأمر في الربع الأخير من 2023 وفي كل مرة كانت التنبؤات غير صحيحة.

ولايزال مصير المسرح معلقا، حيث حاولت الصحيفة الاتصال بمسؤولين منتخبين بالعاصمة لكنهم رفضو الحديث عن الموضوع ، وقالت إحدى المصادر إنه لا أحد يعرف إن كان سيفتتح المسرح في 2024 أم لا، بينما قال أحد المسؤولين إن هذا الملف يخص الملك محمد السادس، بعدما كان هو من اختار بشكل شخصي تصميم المهندسة المعمارية العراقية الأصل زها حديد للمسرح، والذي شكل آخر أعمالها قبل وفاتها.

وقالت الصحيفة إن تأجيل افتتاح هذا المسرح صار يثير تساؤلات خلف الكواليس، خاصة وأن مسرحا كبيرا آخر في الدار البيضاء، صممه أيضا المهندس المعماري الشهير، الفرنسي كريستيان دي بورتزامبارك، تطلب 130 مليون يورو وهو في نفس الوضع: انتهى لكنه لا يزال مغلقا. وتبلغ تكلفة هذه المباني مجتمعة ثلاثة أضعاف مبلغ ميزانية عام 2024 المخصصة لوزارة الثقافة.

ويثير افتتاحه المؤجل باستمرار تساؤلات خلف الكواليس، خاصة وأن مسرحا كبيرا آخر في الدار البيضاء، صممه أيضا المهندس المعماري الشهير، الفرنسي كريستيان دي بورتزامبارك، تطلب 130 مليون يورو وهو في نفس الوضع: انتهى لكنه لا يزال مغلقا. وتبلغ تكلفة هذه المباني مجتمعة ثلاثة أضعاف مبلغ ميزانية عام 2024 المخصصة لوزارة الثقافة.

‘نحن هنا أمام فيلين أبيضين لم يطلبهما أي مسؤول منتخب’، يقول أحد أعضاء مجلس المدينة حزيناً، معتقداً أنه كان من الأفضل الاستثمار في غرف متاحة بالفعل أو فتح غرف أصغر. وهذا، في رأي جميع المنتخبين والمهنيين، هو جوهر المشكلة. ما الذي يجب فعله بهذه الهياكل العملاقة الجديدة عندما تكون الهياكل الحالية ‘غير مستغلة بالقدر الكافي’؟

كما هو الحال مع المناقشات التي أحاطت بإطلاق القطار فائق السرعة المغربي الذي يربط مدينة القنيطرة بطنجة، هناك رؤيتان تتعارضان: تحسين الموجود، حيث أن مسارح محمد الخامس في الرباط ومسارح محمد السادس في الدار البيضاء لا تقدم سوى أسبوع متوسط ​​من البرامج كل شهر. أو محاولة ‘التنافس مع العواصم الكبرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط’، كما يهدف المسرح الكبير بالرباط إلى القيام به؟

أزمة التشغيل في القطاع

وتثير الصحيفة أزمة التشغيل في المجال الثقافي في المغرب، على هامش الحديث عن المسرحين المغلقين، وتقول إن الخبرة في مجال الفنون المسرحية ليست متاحة بشكل كبير في المغرب، وتنقل تصريحا لكاتب مسرحي مغربي يقول فيه إنه “حتى مشغلي السينما يجدون صعوبة في العثور على عارضي الأفلام”.

لسوء الحظ، في الدار البيضاء، لم يبدأ تعيين الموظفين بعد، حسبما صرح مصدر بلدي، أما في الرباط، فلم تبدأ عملية اختيار مدير فني ومدير عام إلا في شهر مارس.

وفي هذه الأثناء، يستمر تسليط الضوء على مسرح الرباط الكبير المغلق. وبالإضافة إلى ظهوره مؤخرا على ورقة نقدية جديدة، فقد اقترحت اللجنة المغربية المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2030 استضافة قرعة المسابقة. لكن هذه لن تتم قبل عام 2027 أو 2028، حسبما يشير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ربما يكون مبنى العاصمة وشبيهه في الدار البيضاء قد تم افتتاحهما بحلول ذلك الوقت.