story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
صحة |

بعد تارودانت وشيشاوة وتنغير.. “بوحمرون” يفتك بإقليم شفشاون

ص ص

وجد مرض الحصبة “بوحمرون” في إقليم شفشاون مرتعا خصبا له، منتشرا كالنار في الهشيم، حيث طالت عدوى المرض عددا كبيرا من الأطفال، ما تسبب في معاناة للساكنة وخلف مخاوف من تدهور الوضع الصحي بالمنطقة.

وتعرف عدد من الجماعات القروية التابعة للإقليم “كتمروت، أونان، وبني منصور”، وضعا صحيا مقلقا جراء تفشي هذا المرض “شديد العدوى”، في ظل “غياب الاستجابة السريعة من طرف الجهات المسؤولة وضعف المرافق الصحية وندرة مصل التطعيم في هذه المناطق النائية”، حسبما أفادت به مصادر محلية لصحيفة “صوت المغرب”.

وفي هذا السياق قال الفاعل الحقوقي عبد المجيد أحراز “إن المرض انتشر بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة”، موضحا أن “جماعة بني مصور تعرف ظهور بؤرة وبائية، أثرت بشكل كبير على الوضع الصحي خاصة في صفوف الأطفال.

وأبرز الفاعل الحقوقي أن تأثير انتشار هذا المرض المعدي في صفوف تلاميذ المدارس “أدى إلى وفاة طفلة بجماعة تاموروت بالمركز الصحي باب برد قبل شهر”.

وعزا أحراز انتشار المرض بهذا الشكل إلى “ضعف الخدمات الصحية ونقص حملات التطعيم التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد هذا الوباء، فضلا عن غياب الأطر الطبية بالمستوصفات رغم تعيينهم”.

وأشار المتحدث ذاته إلى افتقار الجماعات القروية بالإقليم إلى بنيات تحتية صحية متطورة كفيلة بتقديم الرعاية العاجلة للمصابين، مبرزا محدودية إمكانيات المراكز الصحية الصغيرة المتواجدة في المنطقة وبعد المستشفى الإقليمي الذي يوجد بمدينة شفشاون والذي يعاني بدوره من ضغط توافد مرضى الإقليم بشكل كبير.

وفي ظل هذه الظروف، شدد الفاعل الحقوقي عبد المجيد أحراز على ضرورة التدخل السريع للجهات المعنية، من خلال إرسال فرق طبية ميدانية، وتوفير التطعيمات الضرورية، لضمان السيطرة على المرض قبل أن يتسبب في المزيد من الأضرار.

وعانت مناطق ترودانت وشيشاوة وتنغير في وقت سابق من هذه السنة، من تفشي المرض الذي أودى بحياة أزيد من 20 شخصا بمنطقتي شيشاوة وتنغير، حسبما أفادت به مصادر حقيقية من هناك لصحيفة صوت المغرب.

وفي هذا الصدد قال رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمنطقة شيشاوة محمد أنفلوس. في تصريح سابق لصحيفة “صوت المغرب”، “إن تفشي وباء الحصبة أو ما يسميه المغاربة “بوحمرون” هو نتيجة لـ “تقصير على الصعيد الوطني” محملاً المسؤولية للحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية خاصة بعد غياب حملات الصحة المدرسية والتلقيح منذ سنوات، إضافة إلى وزارة التجهيز والماء باعتبار العزلة التي يعيشها سكان هذه المناطق بسبب بنية تحتية غير مساعدة للوصول إلى المراكز الصحية جراء طبيعة الطرق والمسالك الوعرة بالإقليم التابع لجهة مراكش آسفي.

كما يعتبر أن ربط انتشار هذا المرض بفترة تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) ليس مبرراً، “لأن عملية التلقيح توقفت منذ سنوات مع اختفاء برامج الصحة المدرسية والحملات التي كانت تستهدف المدارس وأحياناً الدواوير، كما كانت اللقاحات متوفرة حتى بالمراكز الصحية، التي لم يعد الناس يجدون فيها اليوم لقاحاً أو طاقماً كافياً يهتم بعملية التلقيح”.

ومنزجهتها، كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت في وقت سابق، عن ارتفاع حالات الحصبة في المملكة وذلك “في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم”.

وقال بلاغ للوزارة إن التحريات الوبائية الميدانية خلصت إلى انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، مما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية.

وكانت الأمم المتحدة، قد حذرت يوم الاثنين 15 يوليوز 2024، من أن معدلات تطعيم الأطفال تشهد ركودا في جميع أنحاء العالم ولم تسترجع بعد مستوياتها المسجلة قبل جائحة كوفيد-19.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك، إنه بالمقارنة مع مستوى عام 2019، قبل الجائحة، فإن 2,7 مليون طفل إضافي لم يتم تطعيمهم بعد، أو لم يحصلوا على كامل اللقاحات اللازمة، في عام 2023.

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الهواء ويمكن الوقاية منه بأخذ جرعتين من اللقاح، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تجنب ما يزيد عن 50 مليون حالة وفاة منذ عام 2000.

*عبيد الهراس