story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

“سياسة الويكلو”.. قرارات تؤثر على مستوى البطولة الاحترافية وتحد من تنافسيتها

ص ص

كرة القدم هي لعبة موجهة للجمهور، ولا يمكن أن نتخيل أجواء الملاعب الحماسية بدون تشجيعاتهم وصيحاتهم. ومع ذلك، أصبح الدوري المغربي يشهد في الفترة الأخيرة تحولًا غير مسبوق، حيث أصبحت مدرجات الملاعب فارغة في معظم المباريات، لدرجة أن قرارات المنع باتت مألوفة لدى الجميع، ولم نعد ننتظر أحداث شغب أو عقوبة تأديبية كي يصدر هذا القرار، فالمباربات بأبواب مغلقة أو ما يمسى “بالويكلو” أصبحت مرتبطة أكثر ب”الدواعي الأمنية”.

هذا الوضع أثار استياء فصائل الالتراس المساندة للأندية، ودفعتها لشجب “سياسة المباريات بأبواب مغلقة” فمثلا فصيل الوينرز المساند لنادي الوداد البيضاوي ندد في أحد بلاغاته بهذا الأمر، وقال “إذا كان الجمهور ممنوعا من الحضور فلماذا لا تقام المباريات في ملاعب التداريب؟”.

ومن جانبها أعرب الفصيلين المساندين لكل من الدفاع الحسني الجديدي وأولمبيك آسفي عن غضبهما برفع لافتات معبرة عن ذلك، جراء غلق أبواب ملعب العبدي بالجديدة أمامهما في المباراة التي جمعت الفريقين نهاية الأسبوع المنصرم.

نفس الموقف عبر عنه مدرب نادي الوداد البيضاوي الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، معتبرا أن الأمر غير مقبول وأضاف “كيف يمكن لبلد سينظم كأس أمم إفريقيا والمونديال وملاعبه فارغة”.

وفي هذا السياق أشار الصحافي ورئيس تحرير صحيفة المنتخب الرياضية بدر الدين الإدريسي في حديثه لصحيفة “صوت المغرب” إلى أن غياب الجمهور ليس خيارًا منطقيًا أو موضوعيًا، بحيث أن الأندية التي تعتمد على مداخيل المباريات ستتأثر بسبب “الويكلو”، إضافة إلى أن الأندية المستضيفة لم تستفد من ميزة اللعب على أرضها.

وأضاف بالمقابل، أن “الأندية التي لم تغلق ملاعبها تستفيد من ميزة اللعب على أرضها، مما يساهم في عدم تكافؤ الفرص بين الفرق”، داعيًا “لإيجاد حلول أفضل تُراعي الوضع الاستثنائي الحالي وتمنح الأندية فرصا متساوية للمنافسة”.

وزاد قائلا ” إن غياب الجمهور لا يؤثر فقط على المداخيل المادية، بل يمتد تأثيره إلى الأداء الرياضي للأندية، حيث يُساهم دعم الجمهور بشكل كبير في رفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.

وأكد أن المباريات التي تُجرى دون حضور جماهيري تفتقر للحماسة والمنافسة الحقيقية، ما يجعل اللاعبين غير قادرين على تقديم مستوياتهم المعتادة بسبب غياب هذا الضغط الإيجابي الذي يولده الجمهور.

ومن جانبه قال الدكتور منصف اليازغي الباحث المتخصص في السياسة الرياضية في تصريح خص به صحيفة “صوت المغرب “، إن السنة الحالية تُعد استثنائية بالنسبة لكرة القدم المغربية، نظرًا للتحضيرات المكثفة لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2025، وهو ما يتطلب تحديث وبناء العديد من الملاعب، الأمر الذي أدى إلى إغلاق عدد كبير منها”. 

وأضاف “إن عملية تنظيم بطولة تضم 8 مباريات في كل جولة، في ظل هذه الظروف الصعبة، يُعتبر نجاحًا يُحسب للجامعة من حيث البرمجة والتنسيق.”

ومضى يقول “مشروع تحديث الملاعب هو مشروع دولة بأكمله، وليس مجرد مبادرة رياضية، وأن النجاح في تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025 يُعتبر الهدف الأساسي حاليًا. كما أشار إلى أن الأسباب الأمنية المتعلقة بمنع الجمهور تبقى في نطاق السلطات الأمنية”، مؤكداً أن غياب الجمهور يجعل المباريات مملة ويؤثر على مستوى وأداء اللاعبين.

التجربة الأوروبية

تجربة الأندية الأوروبية في غياب الجمهور خلال جائحة كورونا تقدم دروسًا مهمة حول تأثير هذا الغياب على الأداء الرياضي والنفسي للاعبين. فقد أظهرت الأبحاث أن غياب الجماهير أضعف الحماسة والإثارة خلال المباريات، مما انعكس سلبًا على الأداء العام للأندية.

وغلى جانب ذلك، عانت الفرق من انخفاض في مستويات التركيز والتحفيز، حيث أشارت العديد من التصريحات من المدربين واللاعبين إلى أن الدعم الجماهيري كان عاملاً محوريًا في تقديم مستويات أعلى.

وفي سياق المنافسات الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا، لوحظ أن الفرق التي تلعب في ملاعبها مع جمهورها كانت تتمتع بميزة تنافسية، بينما الأندية التي خاضت مباريات دون جماهير واجهت صعوبات أكبر في تحقيق النتائج المرجوة.

هذه التجربة توضح أن الحضور الجماهيري ليس مجرد إضافة جمالية، بل هو عنصر حيوي يؤثر على ديناميات اللعب ويعزز من روح المنافسة.