ضربات جوية وإطلاق نار..غوتيريش قلق من الوضع بالصحراء
عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “قلق عميق” إزاء التطورات في الصحراء كاشفا عن تسجيل ما لا يقل عن 550 حادث إطلاق نار تقف وراءه جبهة البوليساريو وتقارير عن 19 ضربة جوية من المحتمل أن القوات المسلحة المكلية نفذتها شرق الجدار الرملي.
وأشار غوتيريش، في مسودة تقريره بشأن الصحراء المقدم لمجلس الأمن في سياق بت هذا الأخير في ولاية بعثة مينورسو التي تنتهي في 31 أكتوبر الجاري، إلى أن “الوضع المتدهور أصبح مترسخا، ويجب التراجع عن هذا الأمر بشكل عاجل، بما في ذلك تجنب أي تصعيد إضافي”.
وقال إن الوضع بالصحراء يتسم باستمرار “التوترات وأعمال عدائية منخفضة الشدة بين المغرب والبوليساريو”، مشيرا إلى “أغلب أحداث إطلاق النار ظلت متركزة بالشمال قرب المحبس”.
عمليات بالمحبس
وحسب مسودة تقرير الأمين العام، فقد “أبلغت القوات المسلحة الملكية بعثة المينورسو ب550 حادث إطلاق نار من مسافة ضد وحداتها أو قريبا من الجدار الرملي، قرابة 69 في المائة تركزت في المحبس، كما أبلغتها برصد تحليق طائرات مراقبة صغيرة بدون طيار فوق وحداتها في 18 مناسبة”.
تركّز العمليات في المحبس أكدته البوليساريو أيضا في مراسلاتها مع البعثة، متحدثة بالمقابل عن تنفيذ “758 عملية إطلاق نار 68 في المائة منها تركزت في المحبس”.
التقرير قال إن البعثة استمرت بالتوصل بتقارير عن ضربات جوية تقودها طائرات مسيرة مغربية شرق الجدار الرملي.
وتحدث عن تلقي البعثة “19 تقريرا حول ضربات جوية من المحتمل أن طائرات مسيرة تابعة للقوات المسلحة الملكية نفذتها شرق الجدار بين 1 سبتمبر 2022 و1 فبراير 2023″، وهي الضربات المفترضة التي ستتوقف “بين 1 فبراير 2023 و31 غشت من العام نفسه”.
قتلى في صفوف بوليساريو
وأحصى التقرير سقوط قرابة 13 قتيلا في صفوف البوليساريو في تواريخ متفرقة تمتد من نونبر 2022 إلى 1 سبتمبر 2023، في ضربات جوية من المحتمل أن المغرب نفذها شرق الجدار.
وبينما تتهم البوليساريو في مراسلاتها مع مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة المغرب ب”استهداف مدنيين بمختلف الأسلحة بما فيها المسيرات”، نبه الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، إلى توظيف البوليساريو لتكتيك جديد في عملياتها.
تكتيك يقوم على “استعمال سيارات غير محددة المعالم وتوظيف مقاتلين بزي مدني، لخداع وحدات القوات المسلحة الملكية وتشويه صورتها في حال وقوع إصابات”.
مدرّج ببئر أنزران
شيد المغرب “منطقة طيران جديدة” على مقربة من إحدى قواعد القوات المسلحة الملكية القريبة من بئر أنزران يبدو أنها فاجأت بعثة مينورسو التي اضطرت إلى توظيف صور الأقمار الاصطناعية لتقتفي مسار بنائها.
في 12 ديسمبر 2022، انتقلت دورية للمينورسو لبئر أنزران بعد تلقيها تقارير تدعي حشد القوات المسلحة الملكية لآليات وقوات قرب قاعدتها ببئر أنزران، “إلا أنها لم تجد أي أثر لتركيز القوات أو الآليات” فيما لاحظت وجود “مدرج طائرات طوله 3,2 كيلومترات”، إضافة إلى “بنايات على شاكلة مستودع طائرات ومساحة معبدة تشمل أبراج مراقبة وجدرانا خارجية”.
وحسب التقرير فقد تم “تأسيس المدرج بعد استئناف الأعمال العدائية في 2020” في إشارة إلى إعلان البوليساريو، في نونبر من العام نفسه، انسحابها من اتفاق إطلاق النار الموقع مع المغرب برعاية أممية عام 1991.
البناء الجديد دفع البعثة إلى مراسلة القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية بخصوصه، لتتلقى جوابا من محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد للمنطقة الجنوبية، أكد فيه أن تشييد “منطقة الطيران الجديدة” (airfield) بدأ في أبريل 2021 كجزء من “مشاريع التنمية” التي أطلقها الحكومة المغربية.
ليلة في الصحراء
التقرير يتوقف أيضا عند العراقيل التي تواجهها البعثة في مد فرقها بالإمدادات خاصة شرق الجدار الرملي، موردا قيام 20 عنصرا من البوليساريو بمنع موكب من البعثة كان متوجها من السمارة نحو امهيريز شرق الجدار الرملي لإمداد موقع البعثة هناك بالوقود في 22 مارس 2023.
عناصر البوليساريو منعوا مرور سيارات المينورسو ما اضطر أعضاء البعثة إلى قضاء الليلة في الصحراء قبل العودة لسمارة.
وبعد ما أسماه التقرير بانخراط رفيع المستوى في القضية، من طرف الممثل الخاص لغوتيريش ومبعوثه الشخصي وأعضاء بمجلس الأمن، وافقت البوليساريو على توفير ممر آمن للبعثة نحو مواقع البعثة شرق الجدار لتزويدها بالإمدادات التي تحتاجها.
ويغطي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء التطورات الحاصلة بالصحراء من 3 أكتوبر 2022 إلى 3 أكتوبر الحالي والوضع الميداني ووضع المفاوضات حول الصحراء، وتطبيق آخر قرار لمجلس الأمن بتمديد بعثة مينورسو والتحديات التي تواجه عمل البعثة وطرق رفعها.
ومن المنتظر أن يبتنى مجلس الأمن الدولي قراراً جديدا حول تمديد ولاية بعثة مينورسو في 30 من أكتوبر الجاري، أي يوما واحدا قبل نهاية ولايتها الحالية.