“وسيط المملكة” يجتمع للمرة الثانية مع طلبة الطب
بعدما عاش طلبة الطب أسبوعاً أسود، تعرضوا فيه لتدخل أمني عنيف من قبل السلطات التي فضت مظاهراتهم في الرباط بالقوة، وفرقت اعتصامات أخرى بمدن الدار البيضاء وطنجة ومراكش أمام كليات الطب والصيدلة، يجتمع ممثلو الطلبة اليوم، الأحد 29 شتنبر 2024، بوسيط المملكة من جديد على أمل إنهاء الأزمة التي يتوقع أن تعيش تصعيداً الأسبوع القادم جراء الأحداث الأخيرة.
ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي يواجه فيه عدد من طلبة الطب تهماً على خلفية احتجاجاتهم الأخيرة، بعدما لم يرق العرض الحكومي، عن طريق وسيط المملكة، نهاية الأسبوع الماضي لتطلعاتهم، خاصة مع “تجاهل الحكومة لأهم مطالبهم”؛ وهي جودة التكوين بالإبقاء على سنة سابعة، وعودة زملائهم المطرودين من الجامعة على خلفية الاحتجاجات، وتنظيم الامتحان في دورتين عادية واستدراكية.
في هذا الصدد، كان مروان بكار رئيس مجلس طلبة الطب والصيدلة في وجدة قد أوضح، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، سبب رفضهم العرض الحكومي الأخير باعتبار أن “مطالبهم واضحة جداً”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن أن يعودوا للمدرجات بعد 10 أشهر من الاحتجاج رفعوا خلالها ‘7 سنوات أو لا شيء’ في الوقت الذي تتمسك فيه الوزارة بست سنوات فقط”.
وأكد بكار أن الطلبة رفضوا مقترح 6 سنوات وسنة اختيارية “غير واضحة تفاصيلها”، مبيناً أنه “من أجل انفراج هذه الأزمة، لا بد من اعتماد تكوين كامل في 7 سنوات”، مشدداً على أن المقترح المذكور يُعد “مخاطرة بصحة المواطن”، إذ من الضروري حصول الطالب على تكوين مناسب ومتكامل دون إلغاء سنة واحدة.
ونبه عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة إلى أنه لا يمكن المساومة بالطلبة المطرودين، موضحاً أنه “يتوجب إنهاء توقيف ممثلي الطلبة قبل توقيع المحضر من أجل إيجاد حل فعلي، لأنه لا يمكن لممثل طلبة أن يوقع على على محضر اتفاق وهو مفصول من الدراسة”.
وعبر بكار عن رفض طلبة الطب مقترح إجراء الامتحان وفق شروط لا تناسبهم من قبيل إلغاء الدورة الاستدراكية، باعتبار أنه “لا يمكن المغامرة بمستقبل الطلبة حيث أن للامتحان بدورته العادية والاستدراكية أهميته بالنسبة إليهم”، مؤكداً على أن طلبة الطب “لن يسمحوا لغرور الوزير بالتحكم في مستقبلهم”، والذي من شأنه يضيف المتحدث “المس بمستقبل الصحة في المغرب”.
ومن جهة أخرى، أنهى طلبة شعبة الصيدلة احتجاجاتهم بالتوقيع، مساء الأحد 22 شتنبر 2024، على محضر الاتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بوساطة من مؤسسة وسيط المملكة التي نظمت اجتماعات الجمعة الماضي مع الطرفين بالعاصمة الرباط، لإنهاء الأزمة المستمرة بالنسبة إلى شعبة الطب.
ويأتي هذه التوقيع بعد تصويت طلبة شعبة الصيدلة على عرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي بنسبة تجاوزت 50 في المائة وطنياً، حيث وافق على المقترحات التي تقدم بها وسيط المملكة كل من طلبة كليات الطب والصيدلة بالرباط وطنجة وفاس، في الوقت الذي عبر فيه طلبة كليات الدار البيضاء ومراكش ووجدة عن رفضهم العرض الحكومي حسب نسب تصويت اطلعت عليها صحيفة “صوت المغرب”.
ومن بين مطالب شعبة الصيدلة التي استجاب لها ممثلو الوزارة الوصية وعمداء كليات الطب والصيدلة، وفق محضر التسوية الذي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، ما يتعلق بالتداريب الاستشفائية، والحق في التمثيل داخل أسوار الكلية، والحكامة في التكوين، والأعمال التطبيقية ومعظم المطالب التي تهم السلك الثالث بدراسات الصيدلة بما فيها هيكلة هذا الأخير والظروف التكوين به، فضلاً عن الشق النظري في التكوين والأطروحات والاتفاقيات.