خففوا ضغطكم على الدݣيݣ !
مرور المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل إلى دور ثمن نهاية كأس العالم المقامة حاليا بأوزبكستان، خلف آراء متباينة لدى الشارع الرياضي بخصوص الأداء العام لعناصر الإطار الوطني هشام الدݣيݣ في المباريات الثلاث للدور الأول، وترك الشك لدى البعض في قدرتهم على الذهاب إلى الأدوار المتقدمة، فيما رأى البعض الآخر أن منتخبنا في الفوتصال لازال في المنافسة وكل الإحتمالات لازالت قائمة.
لابد من الإشارة إلى أن بعض الإنتقادات الموجهة لهشام الدݣيݣ ولعناصره، يطبعها الكثير من الحدة والخلاصات المجحفة التي تنم عن عدم إحاطة بالتفاصيل الدقيقة لرياضة الفوتصال، ومنها أن المنتخب الوطني حقق ما حقق في السابق بسبب ضعف المنافسات الإفريقية والعربية، وأننا لازلنا دون مستوى منافسة المنتخبات العالمية العريقة في اللعبة !!
وإن كان حق الإنتقاد مكفول للجميع في الرياضة، فبكل صراحة لا يمكن أن نتفهم هذا التشكيك المبالغ فيه، في قوة منتخب الفوتصال، فقط بسبب ثلاث مباريات أولى للدور الأول عرف فيها صعوبات كبيرة على غير العادة في الوصول إلى مرمى الخصوم، وتلقى فيها أهدافا بسبب نظام دفاعي اتسم بكثير من الأخطاء.
الواقع أن المرور إلى دور ثمن نهاية كأس العالم في غياب ثلاث عناصر تعتبر من ركائز الفريق الوطني بسبب الإصابة، هو إنجاز في حد ذاته، ولعلم الذين ينتقدون الأداء و”غير داويين”، فالفوتصال يعتمد في شق كبير منه على اللعب الجماعي والإنسجام وطول مدة لعب مجموعة مع بعضها، ودخول عناصر جديدة داخل المجموعة يتطلب وقتا لصهرها داخل النسق التكتيكي العام واستيعاب ميكانيزمات اللعب التي يضعها الطاقم التقني.
الأهم قد تحقق، وهو العبور إلى دور الثمن بخلاصات مفيدة، إذ رغم تزايد مصاعب هشام الدݣيݣ بعد تسجيل إصابة أخرى للاعب آخر مهم في تركيبة الفريق الوطني بعد بلال البقالي ويوسف جواد، ويتعلق الأمر بعثمان الإدريسي، فإن باب التفاؤل يجب أن يبقى مفتوحا، وذلك بالإلتفاف جميعا حول المنتخب الوطني بالدعم والتشجيع، خصوصا في أدوار خروج المغلوب، بداية بدور الثمن أمام المنتخب الإيراني أحد أقوى المنتخبات العالمية والمرشح للمنافسة على اللقب.
منتخبنا الوطني للفوتصال، هو نتاج لمشروع طويل الأمد لازال يخطو خطواته الأولى في طريق الإنجازات العالمية بعد السيطرة المطلقة إفريقيا وعربيا، وذلك لن يتحقق بين عشية وضحاها، بل بتراكم المشاركات تلو الأخرى في كأس العالم، ولاضير إن أخفقنا في واحدة منها واستفدنا من أخطائنا فيها، وفي هذه الكأس الجارية بدولة أوزبكستان إن عادلنا إنجاز مونديال ليتوانيا 2021 وتأهلنا إلى دور الربع ف”تبارك الله”، وإن أقصينا في دور الثمن، فليس من الحكمة أن نهدم كل ما تحقق في هذه الرياضة وطنيا، فقط بسبب نتيجة يمكن تداركها في الدورات اللاحقة.
أما هذا الضغط الممارَس على الدݣيݣ ولاعبيه من أجل العودة باللقب، فهو ضرب من “التخربيق”، ونوع من المبالغة في الأحلام التي لا معنى لها.