بعد أحداث لبنان.. هل يمكن تفجير الهواتف عن بعد؟
أثارت انفجارات أجهزة الإرسال اللاسلكي والـ”واكي توكي” في لبنان التي خلفت مقتل العشرات وإصابة الآلاف مخاوف المستعملين من تحول هواتفهم الذكية إلى أسلحة قابلة “للتفجير” في أي لحظة.
وصار السؤال الأكبر الذي يطرحه عدد من مستخدمي الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال الحديثة هو: هل يمكن تفجير بطارية الهاتف عن بعد؟
“صوت المغرب” نقلت هذا السؤال إلى الطيب هزاز خبير في الأمن السيبراني ومحاربة الجريمة الإلكترونية الذي أكد أن هذا الأمر يبقى واردا جدا، مفسرا أن هذه العملية تتم من خلال إلغاء أنظمة استشعار تكون عادة مدمجة في الهاتف لمراقبة وضبط الحرارة، ومن ثمة رفع حرارة الهاتف.
وتراقب هذه الأنظمة درجة حرارة المعالج والبطارية، وفي حال ارتفاعها عن حد معين، تقوم باتخاذ عدد من إجراءات تسمح بتخفيض الحرارة إلى مستوى يمكن معه العمل على الهاتف بأمان، كتقليل أداء المعالج، أو إيقاف بعض التطبيقات أو الخدمات التي تستهلك طاقة كبيرة، وإرسال تحذيرات للمستخدم كما هو معمول بها في هواتف “آيفون”، وفي الحالات القصوى، قد يقوم النظام بإيقاف الهاتف مؤقتاً لتجنب خطر الاحتراق.
وأوضح هزاز أنه باختراق الهاتف وإلغاء هذا النظام من خلال عدد من البرمجيات الخبيثة، يمكن للمخترق أن يتلاعب بالهاتف بطريقة ترفع من درجة حرارته إلى ما فوق 60 درجة مئوية مما يؤدي إلى احتراق البطارية، وفي بعض الحالات إلى انفجارها.
وأبرز هزاز أن هذه التقنية في الاختراق لم تعد مقتصرة فقط على أجهزة الاستخبارات أو المنظمات الكبرى، بل بات بإمكان أي مخترق الحصول على هذا النوع من أنظمة الاختراق عبر شرائه من “الأنترنت المظلم”.
ولفت الخبير الانتباه إلى مشكل آخر آثارته الأحداث الأخيرة بلبنان، ويتعلق الأمر بالأضرار المحتملة التي قد تنتج عن اختراق السيارات الإلكترونية بطريقة مشابهة، وخاصة تلك التي تستعمل مادة “الليثيوم” في تركيبة بطارياتها، حيث تفضل العديد من الشركات المصنعة هذا النوع من البطاريات باعتبارها أقل تكلفة وأكثر كفاءة مقارنة بنظيراتها.
وأضاف المتحدث أن اختراق السيارات من خلال استعمال نفس البرمجيات الخبيثة يبقى أمرا واردا جدا، موضحا أن هذه السيارات قد توفر للمخترق إمكانية تحديد هوية الشخص ومكانه بدقة نظرا لارتباطها بشبكة الأنترنت، مشددا على أن الأضرار في هذه الحالة ستكون أكبر بكثير
وتابع الخبير أن هذه الحوادث فتحت أعين العالم على “مشكل أكبر بكثير” خصوصا في ظل التوجه العالمي نحو هذه السيارات، حيث تتوقع الوكالة الدولية للطاقة لعام 2023، أن يصل عدد السيارات الكهربائية التي تجوب طرقات العالم إلى حوالي 350 مليون سيارة بحلول عام 2030، خصوصا في ظل الحظر الذي من المنتظر أن يطبقة الاتحاد الأوروبي على بيع السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035.
وبلغة الأرقام، يبدزا أن الحرائق المرتبطة ببطاريات الليثيوم-أيون، التي تستخدم في معظم الهواتف حول العالم، ليس أمرا جديدا، فحسب معطيات “Underwriters Laboratories” المتخصص في توثيق للمنتجات لتحديد مدى سلامتها وامتثالها للمعايير العالمية للأمان، فقد بلغ عدد حالات الحوادث المرتبطة ببطاريات الليثيوم-أيون خلال السنة الماضي ما مجموعه ألفين و407 حالات عالميا، ما يشكل ارتفاعا قدره 255 بالمائة عن الرقم المسجل سنة 2018 (677 حالة).
وحسب ذات المعطيات، فقد طالت هذه الحوادث بطارية الليثيوم-أيون المستخدمة في عدد كبير من الأجهزة ووسائل النقل الكهربائية كالسيارات والدراجات والشاحنات، بالإضافة إلى أجهزة الهاتف، نصفها حالات أدت إلى حرائق، و 3 بالمائة حالات أدت إلى انفجار.