story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

حقوقي: إغلاق “باب سبتة” وغياب بديل اقتصادي من أسباب “هروب 15 شتنبر”

ص ص

لم تتوقف المطاردات البوليسية في تخوم مدينة سبتة المحتلة لليلة الثالثة على التوالي منذ مساء السبت الماضي، 14 شتنبر 2024، حيث تواصلت الاشتباكات البارحة بين قوات الأمن ومئات الشباب الذين يحاولون تجاوز المعبر الحدودي بين مدينة الفنيدق والمدينة المحتلة بعد دعوات مجهولة لهجرة جماعية على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأحداث التي انتقلت أمس، الإثنين 16 شتنبر 2024، إلى الغابات والأحياء المجاورة في الفنيدق، شارك فيها العشرات من أبناء هذه المناطق ومدن المضيق وتطوان والمناطق القريبة التي تعيش على وقع أزمة اقتصادية منذ إغلاق المعبر الحدودي باب سبتة سنة 2020.

وفي هذا الصدد، يقول محمد نبيل البازي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة المضيق، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إن من أهم أسباب هذه المحاولات المتواصلة لشباب عمالة المضيق-الفنيدق للهجرة بطرق غير شرعية، هو “غياب بدائل اقتصادية حقيقية بعد إغلاق معبر تراخال”، حيث عرفت المنطقة “اختناقاً اقتصادياً كبيراً كان له تأثير سلبي على ساكنتها”.

ويشير البازي إلى أنه في الوقت الذي من المفترض أن تقوم فيه سلطات العمالة والمجالس الجماعية بفتح أوراش حقيقية من خلال تشييد معامل ومصانع لتشغيل اليد العاملة، وإدماج الشباب في سوق الشغل “تعاملت مع الأحداث بمقاربة أمنية محضة”، مشدداً على ضرورة “تغليب المقاربة الاقتصادية والاجتماعية بدلاً من ذلك”.

ونبه المتحدث ذاته إلى أن معبر باب سبتة (تراخال) كان المنفذ الاقتصادي الوحيد في المنطقة، مؤكداً أن إغلاقه “انعكس سلباً على الأوضاع الاجتماعية لشبابها”، موضحاً في نفس الوقت، أن مشاريع دعم الشباب المحدودة لم تسهم في تقليص البطالة خاصة “وأن المستفيدين منها مقربون من دوائر السلطة وبعض التكتلات الحزبية”، حسب تعبيره.

وفي السياق، أبرز رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بنعيسى، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أبرز أن عوامل دفع مرتبطة بالوضع الاجتماعي الاقتصادي في المغرب، “من هشاشة وفقر على مستوى الأسر، وغياب فرص العمل بالنسبة لفئة الشباب وضعف الاحتضان من طرف المؤسسات التعليمية ومراكز الدعم الاجتماعي بالنسبة إلى القاصرين”، ساهمت هي الأخرى في هذا “النزوج” الجماعي الذي تعرفه مدن شمال المملكة.

وأاضف المتحدث ذاته، أن من العوامل التي دفعت الشباب إلى الانخراط في محاولات الهجرة الجماعية الأخيرة ما يتعلق كذلك بالجانب النفسي، حسب بنعيسى الذي يوضح أن “فقدان الأمل في المستقبل والدولة والمجتمع حاضرة بقوة في خطابات الشباب وتعبيراتهم سواء على شبكات التواصل الاجتماعي، أو حتى في اللقاءات الإعلامية المباشرة معهم”، خلال هذه الأحداث.

ونبه بنعيسى كذلك إلى تأثير “عوامل جذب” تتمثل في قصص نجاح قاصرين آخرين وصلوا سباحة أو بطرق أخرى إلى سبتة المحتلة أو إلى الجنوب الإسباني، فضلاً عن الوضعية القانونية للقاصر داخل إسبانيا بعد تمكنه من العبور إليها، والتي يحظى فيها عندما يصل بحماية وبمجموعة حقوق لا يتمتع بها داخل وطنه المغرب، إلى جانب ما تضمن له من تأمين لمستقبله هناك وغير ذلك.

وتعزز هذه العوامل، عوامل أخرى تتعلق بما سمّاه بنعيسى الباحث في قضايا الهجرة “السياق”، حيث أن هذا النوع من الهجرات غير النظامية “يتميز بتكلفته المادية التي تعادل 0 درهم”، بمعنى يوضح المتحدث ذاته أن الحالات التي تحاول الهجرة اليوم لن يكلفها العبور إلى الضفة الأخرى سوى “القدرة على السباحة أو عبور السياج والمغامرة بشكل جماعي”، عكس الأنماط الأخرى من الهجرة السرية التي يتوجه فيها المرشح للهجرة بمبلغ مادي إما عبر اللجوء لسماسرة يخاطرون به بين أمواج المتوسط أو حجز تذكرة طائرة إلى دولة أخرى ومن ثم العبور براً عبر مسار طويل.