story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

خبير يبرز تأثير الأمطار الأخيرة على الوضع الفلاحي بالجنوب الشرقي للمملكة

ص ص

رغم الخسائر المادية والبشرية التي أنتجتها الفيضانات الأخيرة التي عرفتها البلاد، لم يخف العديد من المواطنين فرحتهم بأمطار الغيث الأخيرة التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي التي عاشت على وقع فترة طويلة من شح وندرة المياه، أنهكت غطاءها النباتي الذي ينعش اقتصاد المنطقة.

في هذا السياق أوضح الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أنه من بين أهم مكاسب هذه التساقطات هو انتعاش الغطاء النباتي وهو ما سيتيح مساحات رعوية خاصة بعد توالي سنوات الجفاف لـ6 سنوات متتالية، حيث اعتاد الرُّحل خلال هذه الفترة التوجه إلى المناطق الشمالية، مضيفا أن هذه التساقطات ستمكن الرحل من الاستقرار بمناطقهم وبالتالي الحفاظ على الثروة الحيوانية المتواجدة في تلك المناطق كسلالة “الدمان” التي تشتهر بها المنطقة.

وأبرز أوحتيتا أيضا أن هذه التساقطات ستساهم في انتعاش الفرشة المائية والسدود، مسجلا في الوقت ذاته ضعف البنية التحتية في هذه المناطق، حيث لم تكن هذه الأخيرة قادرة على الاستفادة من أكبر نسبة من هذه التساقطات، فرغم هذه الأمطار الطوفانية لم تتجاوز نسبة ملئ السدود 27 بالمائة حسب آخر الأرقام.

في هذا السياق، دعا الخبير إلى إعادة النظر في السياسة المائية لهذه المناطق، وإدراجها ضمن الخطط المستقبلية لربط بين الأحواض المائية بعدد من مناطق المغرب.

في المقابل أكد أوحتيتا أن العديد من المحاصيل ستتأثر نتيجة للفيضانات التي نتجت عن الأمطار الأخيرة من بينها التفاح والتمور، مشيرا إلى أنه على عكس التفاح الذي سيمكن تعويض تراجعه بإنتاج مناطق أخرى فإن التمور ستكون المتضرر الأكبر لكون مدن كالراشيدية تعد القلب النابض في إنتاج التمور بالمغرب، وهو ما سيؤدي إلى تراجع على مستوى الإنتاج خلال هذا العام.

وبخصوص توقعاته لإنتاج الموسم الفلاحي الجديد، أوضح الخبير أن هذه التساقطات تعد مؤشرا إيجابيا، خاصة في مناطق الجنوب الشرقي التي وصلت إلى مراحل صعبة من جفاف التربة التي أدت إلى تقليص خصائص التربة وبالتالي إنتاجيتها، مؤكدا أن الوصول إلى مراحل متقدمة من هذا النوع من الجفاف قد يستوجب مئات السنوات قبل استراجاع التربة لخصائصها.

في الوقت ذاته، أردف الخبير أن المؤشرات الحقيقية لمستقبل الموسم القادم ستبرز خلال شهر أكتوبر المقبل الذي يعد البداية الرسمية للموسم الفلاحي الجديد بالمملكة، خصوصا في ظل عدم ظهور أي بوادر بعد في وسط وشمال البلاد رغم الانخفاض التدريجي والإيجابي لدرجات الحرارة بهذه المناطق، مضيفا أن المعطيات المتوفرة حاليا لا تكفي للحكم على بداية هذا الموسم.

ولفت أوحتيتا إلى أن المعطيات المهمة سيمكن استقراؤها فقط ابتداء من الشهر المقبل، سواء من حيث حجم التساقطات، بالإضافة أيضا إلى الاستراتيجية التي ستنتهجها وزارة الفلاحة خلال هذا الموسم خاصة على مستوى إيجاد حل لمشكل تقلص المساحات المزروعة لعدد من المحاصيل بسبب فقدان القطاع لجاذبيته نظرا للخسائر المادية التي يتكبدها الفلاحون.