بني ملال لليوم الخامس بلا ماء وحقوقيون: سوء تدبير الثروات المائية وراء تأزم الوضع
استنكرت جهات وهيئات حقوقية الوضع المائي الصعب الذي آلت إليه مدينة بني ملال في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الانقطاع الذي شهده الماء الصالح للشرب عن منازل الساكنة لخمسة أيام متتالية.
وفي السياق ذاته، عبر حسين حرشي، عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال، في حديثه لـ”صوت المغرب” اليوم الإثنين 2 غشت 2024 عن تدهور الوضع المائي بمدينة بني ملال وبعض المناطق المجاورة لها، ما جعل سكان المدينة يعانون من أجل الحصول على احتياجاتهم اليومية والأساسية من الماء الصالح للشرب.
وربط حرشي سوء الوضعية المائية في المنطقة بتراكم مجموعة من العوامل، أهمها سوء تدبير الثروات المائية التي تزخر بها المنطقة، والتي تشتهر بالغابات والحدائق الشاسعة التي تشكل حزاما أخضرا يجذب الزوار، كما أن السياسة المعتمدة في تدبير السدود الموجودة في المنطقة لعبت دورا في حدوث هذه الأزمة، كسد بين الويدان.
وطالب حرشي بإعادة النظر في السياسة المائية التي يتم انتهاجها في المنطقة، وحسن تدبير الثروات المائية التي تزخر بها المنطقة، كما حذر المتحدث نفسه من غياب التوزيع العادل للصهاريج التي قامت السلطات بتوزيعها على الأحياء السكنية، كونها لم تهم جميع الأحياء السكنية ولم توزع بنفس القدر. ما ينذر بخطر خروج المواطنين للتظاهر في أرجاء المدينة، ما قد يخلف انفلاتا أمنيا.
وأدى تواصل هذا الانقطاع، الذي دخل يومه الخامس على التوالي، إلى إثارة غضب ساكنة المدينة خاصة وأن الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء في تادلة كانت قد حددت موعد انقطاع الماء في عدد ساعات محدودة فقط، إلا أنه امتد لأكثر من ذلك.
ونقل المواطنون غضبهم من انقطاع الماء لأيام عن بني ملال إلى شبكات التواصل الاجتماعي، متحدثين في عدد من التدوينات عن الصعوبات التي يواجهونها في الاستجابة لأبسط احتياجاتهم من الماء، واضطرارهم للانتظار طويلا لجلب الماء من الآبار والثقوب المائية الموجودة في الأحياء. ولعل ما زاد من تعقيد الوضع، هو درجات الحرارة المفرطة التي تعيشها المنطقة، فضلا عن أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد.
واقتصرت جماعة بني ملال على التواصل مع الساكنة عبر صفحتها على منصة فيسبوك، حيث تحدثت عن مجهودات قالت إنها تتخذها للتخفيف من معاناة الساكنة، عبر وضع شاحنات صهريجية مخصصة لتوزيع المياه. كما أكدت الجماعة على استمرارها في متابعة الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان توفير المياه بانتظام لجميع السكان.
من جانبها، سبق للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة أن أعلنت عن عطب تقني قالت إنه مس محطة ضخ المياه التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، فرع الماء، ما أثر على عملية توزيع الماء في بعض أحياء المدينة، وذلك ابتداءا من 26 غشت 2024، كما ورد في الإعلان أن عملية توزيع الماء ستعود إلى وضعها الطبيعي تدريجيا فور الانتهاء من إصلاح العطب.