القضاء الفرنسي يعيد محاكمة “يمينيين متطرفين” بتهم الإرهاب

بعد إصدار أحكام مخففة بحقهم على خلفية التخطيط لأعمال عنف تستهدف المسلمين في أماكن رمزية بين عامي 2017 و2018، أمر قاضي مكافحة الإرهاب الفرنسي، الأربعاء الماضي، بإعادة محاكمة ستى عشر شخصاً ينتمون إلى تنظيم سري في فرنسا يدعى حركة القوات العملياتية (AFO)، بتهم ترقى إلى جرائم إرهابية.

ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم، الأربعاء 28 غشت، جملة من الجرائم الإرهابية التي كان يخطط لها المتهمون الستة عشر، وهم 13 رجلاً وثلاث نساء، بينها “تسميم الطعام الحلال، واقتحام أحد المساجد، وتفجير مطعم كسكس عن بعد”، إضافة إلى “قتل 200 إمام واستهداف مغني راب، والداعية طارق رمضان، وإلقاء قنابل يدوية على السيارات المملوكة للعرب”.

وتعود هذه المتابعات إلى الواجهة بعد طلبات من مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في ماي 2023، حيث قام قاضي التحقيق بتصحيح الوقائع، التي اعتبرت في البداية جنائية، مما نتج عنه أحكام مخففة بحق المتهمين الستة عشر.

ويربط الأمر الجديد منظمة AFO بـ “أيديولوجية يغذيها الخوف من الاستبدال الكبير، والرؤية التراجعية للمجتمع الفرنسي التي تتبنى نزعة البقاء المنحرفة”، كما يستند في اتهامهم بالتخطيط لجرائم إرهابية على وثيقة تخطط فيها إحداى خلفيات المنظمة اليمينية المتطرفة “لتفجير باب مسجد في كليشي لا جارين (أو دو سين)، وتموقع قناصين على مسافات بعيدة”، فضلاً عن الترتيب لإخفاء نساء المنظمة بلباس النقاب “لتسميم الأطعمة الحلال داخل المتاجر باستخدام سم الفئران”، وتم العثور خلال عمليات التفتيش على أسلحة نارية وآلاف طلقات الذخيرة، بما في ذلك عناصر تستخدم في تصنيع متفجرات من نوع TATP.

وذكرت صحيفة لو موند أن زعيم المنظمة المتطرفة ضابط متقاعد في جهاز الشرطة، كما أن العديد من المشتبه بهم داخلها لديهم ماض عسكري أو انجذاب نحو الجيش، مشيرة إلى أنه من بين مهنهم الحالية أو السابقة تاجر تحف، وسائق ليلي بسيارات الأجرة G7، ومستشار موارد بشرية، وصاحب مطعم، وحرفي ومحاسب، إضافة إلى عاطلين عن العمل أو مدرسين في مدرسة ثانوية.

يذمر أنه تمت إدانة العديد من الأشخاص المنتمين إلى الجهات اليمينية المتطرفة في السنوات الأخيرة، بينهم ستة أشخاص صدرت بحقهم أحكام بالسجن نهاية عام 2021، ومن المقرر أن تعقد في أكتوبر القادم محاكمة الاستئناف لعائلة بارجول، التي أُدين ثلاثة من أعضائها في فبراير 2023 بتهمة الإعداد لأعمال عنف ضد رئيس الدولة والمهاجرين، كما حُكم على أربعة منتمين إلى حركة النازيين الجدد بباريس في يونيو 2023 بأحكام تتراوح بين سنة وثمانية عشر عاماً.