طريقة اللعب يا وليد !
خلال كأس العالم بقطر، عندما كانت النتائج المذهلة للفريق الوطني تتوالى دورا بعد دور حتى وصل في إنجاز غير مسبوق إلى دور نصف النهائي، كان الجميع يشيد بطريقة لعب تشكيلة وليد الرݣراݣي التي أتقنت الرجوع إلى الخلف وإحكام إغلاق جميع المنافذ، والشراسة في استخلاص الكرة، واللعب على المرتدات، حتى أصبح أغلبنا يتحدث عن هوية كروية مغربية جديدة ابتكرها الناخب الوطني، وسيتم تعميمها على باقي المنتخبات الوطنية، وأيضا على الأندية فيما بعد.
لكن بعد العودة من قطر إلى واقعنا الإفريقي، تفطنا إلى أن طريقة لعب الفريق الوطني في المونديال، كان مجبرا عليها أمام منتخبات عالمية عريقة، تتوفر على نجوم “خاثرين” ومن التهور اللعب معهم بأسلوب مفتوح يترك المساحات ويذهب إلى الهجوم، وأننا في إفريقيا سنلعب أمام منتخبات أقل من المغرب قيمة كروية (إن جاز التعبير)، ستلعب بمثل طريقتنا في كأس العالم، وأصبحنا نحن من عليه صناعة اللعب والهجوم على الخصم والضغط المستمر على دفاعه، وهي المهمة التي لازال وليد الرݣراݣي يتخبط في عدم تحقيقها وسط انتقادات واسعة عقب كل المباريات الإفريقية والمردود الباهت أمام منتخبات مغمورة لا تجد صعوبة في إحراجنا فوق أرضنا.
مناسبة الألعاب الأولمبية الأخيرة بباريس، ومباريات المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة تحت قيادة طارق السكيتيوي، أعادت الحديث من جديد عن الهوية الكروية، بعد العروض الهجومية الممتعة التي أدتها العناصر الوطنية أمام منتخبات متفاوتة المستوى ومن قارات مختلفة، وعاد معها اقتناع الجمهور الرياضي المغربي أن ما شاهدناه من طريقة اللعب في قطر لا يمكن أبدا أن تكون هويتنا الكروية، وأن الجينات المغربية القديمة في كرة القدم دائما ما كانت تميل إلى الطابع الإحتفالي، وإبداء المهارات الفردية واللعب الفرجوي القصير، مثلما شاهدنا عليه منتخب طارق السكيتيوي في الألعاب الأولمبية.
وليد الرݣراݣي الذي يستعد لإعلان لائحة لاعبيه لمعسكر شهر شتنبر المقبل، وسط ترقب وتساؤلات الجمهور والمتتبعين ووسائل الإعلام، حول حضور بعض الأسماء وغياب أخرى، ومعايير الإختيار، والتغييرات المرتقبة في التشكيلة، أرى هذا النقاش ثانوي جدا أمام الإستعصاء الحقيقي الذي يعاني منه الفريق الوطني، الذي هو عدم التوصل لحد الآن إلى طريقة لعب هجومية واضحة وقارة، فقد لعب الفريق الوطني مباريات إفريقية كثيرة بعد مونديال قطر بأبرز لاعبيه الأساسيين وكانوا أكثر تنافسية مع أنديتهم ولم يكن هناك نقاش حول استدعائهم، لكنهم قدموا أداء سيئا وعجزوا عن صناعة اللعب أمام منتخبات مغمورة وأخرى ضعيفة.
هي فرصة أخرى أمام وليد الرݣراݣي في مباراتي شهر شتنبر، أرى أنه من الأفضل أن نتركه الآن يقوم بالإختيارات البشرية التي يراها مناسبة، وأن نترك الإنتقاد حول الأسماء التي ستشكل اللائحة إلى ما بعد المعسكر القادم وتقييم الأداء العام للمباراتين ومدى التطور في اكتساب طريقة لعب هجومية نراهن بها على لقب كأس إفريقيا 2025، وبعدها سيكون لكل انتقاد حجيته وأسبابه.