مجزرة “التابعين” تصدم العالم.. مظاهرات في دول من بينها المغرب ومطالب للضغط على إسرائيل لوقف شلال الدماء
لا زالت التفاعلات حول العالم متواصلة، تنديدا واستنكارا لمجزر “التابعين”، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بقصفه لمدرسة تأوي نازحين، لتكون سابع مجزرة إسرائيلية في غزة في ظرف عشرة أيام، وسط إدانة دولية باتت تتجاوز الشارع العربي، لتصل إلى أفواه المسؤولين السياسيين حول العالم.
المغاربة يخرجون ليلا
وتظاهر مئات المغاربة بمدن الدار البيضاء ومراكش ومكناس، مساء أمس السبت، للتنديد بالمجزرة الإسرائيلية في مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين والتي راح ضحيتها 100 شهيد وعشرات الإصابات.
المظاهرات دعت إليها هيئات مختلفة، ورفع فيها المحتجون بكل انتماءاتهم مطالب التدخل لوقف العدوان على غزة، ووقف التطبيع مع الاحتلال.
ولم يصدر المغرب الرسمي أي رد فعل للتنديد على منهاج باقي الدولي، أما على مستوى الهيئات، فقد أصدر حزب العدالة والتنمية، في وقت متأخر من مساء السبت 10 غشت 2024، بلاغا يندد فيه بالمزرة، ويجدد فيه مطلب وقف التطبيع.
إقرار إسرائيلي
وأقر الجيش الإسرائيلي بقصفه المدرسة، زاعما أن “عناصر حماس استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء والترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات الجيش وإسرائيل”.
وباستهداف مدرسة “التابعين” يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة على مدار الأيام الـ10 الماضية، لـ 7 مدارس ما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، وفق رصد مراسل الأناضول.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت قرابة 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وزير خارجية بريطانيا: أشعر بالخزي
وتتوالى تضريحاتالمسؤولين الغربيين المنددين بالمجزرة، وآخرها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، والذي قال مساء السبت، إنه “شعر بالفزع جراء الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين في قطاع غزة، وما نجم عنها من خسارة مأساوية للأرواح”.
وأضاف الوزير البريطاني، في منشور عبر حسابه على منصة إكس: “يجب على إسرائيل أن تمتثل للقانون الإنساني الدولي، كما يجب على حركة حماس أن تتوقف عن تعريض المدنيين للخطر” على حد قوله.
وتابع: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري (على غزة) لحماية المدنيين، وتحرير جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات” إلى القطاع.
حماس: الذين استشهدوا ليس بينهم مسلح واحد
واعتبرت حركة حماس، السبت، أن نشر إسرائيل قائمة تضم أسماء تزعم أنهم من عناصر المقاومة قتلتهم في استهداف مدرسة “التابعين” بغزة، التي تؤوي نازحين، “محاولة لتبرير جريمتها النكراء”.
وقالت الحركة في بيان: “من بين أكثر من 100 من المدنيين قتلهم الاحتلال بدم بارد في مجزرة مدرسة التابعين، أعلن جيش الاحتلال عن قائمة تضم 19 شهيدا زعم أنهم من نشطاء المقاومة، في محاولة لتبرير جريمته النكراء، في ظل الانتقادات الدولية الواسعة لها”.
وأضافت: “رواية جيش الاحتلال المجرم عن شهداء مجزرة التابعين في حي الدرج بأنهم عناصر من حماس والجهاد الإسلامي، مضللة وكاذبة”، وتابعت: “مزاعم جيش الاحتلال المذكورة ادعاءات كاذبة، ولا أساس لها من الصحة”.
ولفتت حماس، إلى أن “الذين استشهدوا في مجزرة اليوم (السبت)، ليس بينهم مسلح واحد، وكلهم مدنيون تم استهدافهم وهم يؤدون صلاة الفجر، حيث تضم القائمة المذكورة أطفالا، وموظفين مدنيين، وأساتذة جامعات، ورجال دين (أئمة)، وغالبيتهم لا علاقة لهم بأي عمل سياسي أو عسكري”.
وأوضحت أن “مجزرة حي الدرج من بين آلاف المجازر التي ارتكبها الاحتلال النازي المجرم في قطاع غزة، واستهدف بها المدنيين العزل قاصداً ومتعمداً”.