وزير الخارجية التونسي: لا بديل عن اتحاد المغرب العربي ونعمل على تجاوز الصعوبات
في أول تعليق رسمي تونسي على المبادرة الجزائرية لعقد لقاءات تشاورية مغاربية، تستثني المغرب، نفى وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أن يكون هذا التنسيق، خطوة نحو إنشاء بديل عن اتحاد المغرب العربي، وذلك بعدما كان قد واجه انتقادات داخلية.
وقال عمار، في حوار له أجراء الأربعاء 24 يوليوز 2024 مع صحيفة “الصباح” التونسية، إن اللقاءات الثنائية بين تونس وليبيا والجزائر هي اجتماعات ذات طابع تشاوري هدفها الارتقاء بالعلاقات وتفعيل التعاون المشترك وفق خطط عمل جديدة وذات بعد يعزز التنمية والشراكة الاستراتيجية.
كما تندرج هذه اللقاءات حسب عمار في إطار الحرص المشترك لقادة البلدات الثلاثة على تعزيز التشاور والتنسيق حيال التحديات الأمنية ومجابهة المخاطر التي تحدق ببلدانهم، وذلك جراء استفحال ظاهرة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود.
وبالاستناد إلى ما ورد في بيان اجتماع القمة الأول بتونس في 22 أبريل 2024، يقول عمار إن الآلية التشاورية الثلاثية تحرص على إقامة علاقات مع البلدان والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف عمار أن هذه الآلية التشاورية لا تشكل حسب قوله بديلا عن اتحاد المغرب العربي “والذي يظل خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا تعمل تونس وبقية الدول الأعضاء الشقيقة على تجسيده وتجاوز الصعوبات التي تعيق سير تفعيل أدائه”.
مبادرة جزائرية
وإلى حدود شهر مارس الماضي، كانت الجزائر ماضية في سعيها نحو بناء تنسيق مغاربي جديد، بديلا عن اتحاد المغرب العربي، بما يستثني المغرب، ويسعى لضم موريتانيا لصفوفه.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في ندوة صحافية له عقدها الأربعاء 26 مارس 2024، إن الرئيس عبد المجيد تبون “اقترح صيغة” لم يكشف عن تفاصيلها، وأضاف أنه عرضها على القادة المغاربيين في الجولات الأخيرة التي قادته نحو موريتانيا وتونس وليبيا.
وأضاف عطاف أنه كان هناك لقاء أول بين القادة المغاربيين على هامس مؤتمر الغاز الذي احتضنته الجزائر بداية شهر مارس الجاري، معلنا عن اجتماع آخر، قال إنه قد تمت برمجته في أجل قريب جدا، وسيكون على مستوى القادة.
خطوة جزائرية
ووضعت الجارة الشرقة الجزائر أول خطوة في سعيها نحو بناء تنسيق مغاربي جديد يستثني المغرب مع مطلع شهر مارس الجاري، عندما أعلن رؤساء دول الجزائر وتونس وليبيا، الأحد 03 مارس 2024، عن عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، للتباحث في مسائل التكامل الاقتصادي دون أن يشمل هذا التكتل المغاربي؛ لا المغرب ولاموريتانيا.
وجاء هذا الإعلان، على لسان الرئاسة الجزائرية، عقب مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، والتي قالت إن هذا التكتل المغاربي، يهدف أيضا إلى مناقشة “التحديات التي تواجهها الدول التي يشملها التكتل، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة”.
موريتانيا تمانع
في مقابل الحماس الجزائري نحو بناء تكتل مغاربي يستثني المغرب، نقلت وسائل إعلام موريتانية عن مصدر حكومي جزائري رفض موريتانيا المشاركة في آلية التنسيق المغاربية، مبرزة أنه “كان لافتا إبعاد موريتانيا التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة”.
وكان تبون قد مهد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، الشهر الماضي، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، كما عاد تبون للاتصال بالرئيس الموريتاني أمس الثلاثاء، لإطلاعه على نتائج اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر، وتونس، وليبيا، في الجزائر.
خطوة غير عقلانية
انتقد المؤرخ تونسي عبد اللطيف الحناشي ما وصفه بإقصاء وعزل المغرب وموريتانيا من لقاء التنسيق المغاربي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر، محذرا من نسف اتحاد المغرب العربي.
وقال الحناشي، في حديثه إلى “صوت المغرب”، إن تحالف ثلاثة دول مغاربية بشكل يستثني المغرب وموريتانيا هو نسف لاتحاد المغرب العربي، في خطوة يراها “غير مقبولة وغير عقلانية ولا تنتمي إلى تاريخ المنطقة المغاربية وراهنها”، وتمثل حسب قوله تراجعا على الأسس التي بني عليها الاتحاد المغاربي.
الخطوة الأخيرة، يقول الحناشي إن خطورتها تكمن في إمكانية إدخالها للمنطقة في واقع جديد، يقول إنها في غنى عنه، مؤكدا على أن الخلافات التي تعيشها الدول المغاربية، كان من الممكن حلها بالرجوع للاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاق مراكش سنة 1989، وهي اتفاقات يقول إنها “قادرة على المساعدة في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية للمنطقة”.