زلزال المغرب..توجس من سمسرة المساعدات
مع بداية الشروع في إحصاء المتضررين، جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير، يزداد حجم التوجس من دخول سماسرة الأزمات، على خط الاستفادة من المساعدات الموجهة لمستحقيها، ونيل نصيبهم من برامج إعادة الإعمار.
وعرفت الأيام التي تلت لحظة الزلزال، العديد من التبليغات والوشايات، المسجلة من طرف مواطنين، ضد أشخاص استولوا على مواد استهلاكية وسلع تموينية، كانت موجهة في إطار المبادرات التطوعية لضحايا الزلزال.
وفي نفس السياق، أصدرت النيابة العامة، خلال هذه المرحلة، عدة بلاغات، أعلنت فيها عن توقيف العديد من الأشخاص، يشتبه في استيلائهم على مساعدات إنسانية، كانت مخصصة لسكان المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال.
في غضون ذلك، اتخذت يوم أمس عمالة أزيلال قرار التوقيف المؤقت عن العمل، في حق عون سلطة برتبة “مقدم”، تابع لقيادة آيت تمليل دائرة فطواكة، وذلك بعد تداول تصريحات وأقوال له في مقطع فيديو، منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يبتز فيه بعض الأشخاص بدفع مقابل مادي، نظير استفادتهم من إعانات ومساعدات، تم توزيعها في إطار المبادرات التضامنية، لدعم المتضررين من الزلزال.
وأفاد مصدر مسؤول بعمالة أزيلال في تصريحات صحفية، أن تصرفات الشخص المعني بالأمر “تنطوي على تقصير مهني صريح”، يستدعي ترتيب المسؤوليات القانونية اللازمة، “على ضوء التحقيق القضائي الذي سيخصص للتحقق من صحة الوقائع الواردة في الشريط المذكور، وكشف مدى تورطه الفعلي في الأفعال المشار إليها”.
وأضاف المصدر نفسه، أن المشتبه به “سيعرض على أنظار المجلس التأديبي، لتحديد المسؤوليات الإدارية، وترتيب العقوبات التأديبية اللازمة في حقه”.
وفي ظل هذا الوضع المريب، يظل عامل التوجس قائما، مخافة دخول بعض الانتهازيين الذين يحسنون استغلال الفرص، لحشر أنوفهم داخل البرامج المخصصة لمساعدة المتضررين، والسطو على المساعدات الإنسانية، وتحويلها إلى وسيلة للابتزاز وتحصيل رشاوى.
