“حرمان” تلاميذ مغاربة من أولمبياد الرياضيات ببريطانيا يضع بنموسى أمام زوبعة انتقادات
لا يكاد جدل يخفت حتى يثار جدل آخر حول وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسبب هذه المرة “إقصاء تلاميذ مغاربة من المشاركة في أولمبياد الرياضيات” وهو الإقصاء الذي تقول مصادر إنه ” نتيجة لتماطل الوزارة في إعداد التأشيرات الخاصة بهم”.
وأمام هذا الجدل الذي أثارته هذه الواقعة، لم تصدر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أي توضيح بشأن هذه القضية، وتواصلت “صوت المغرب” اليوم الاثنين 22 يوليوز الجاري مع الجهة المسؤولة عن التواصل بالوزارة إياها والتي أفادت “عدم امتلاكها أي معطيات حول الموضوع”.
“تأسف” مشارك سابق
وتفاعل عمر الحسني أحد المشاركين المغاربة في دورة سابقة لأولمبياد الرياضيات سنة 2010، معبرا عن أسفه من عدم تمكن التلاميذ المغاربة من المشاركة في دورة هذه السنة.
وفي تدوينة له عبر موقع فايسبوك علق حول القضية قائلا “هذه سابقة تاريخية، لأول مرة يغيب المغرب عن هذه التظاهرة العالمية منذ أول مشاركاته سنة 1983. علما أن هذه الدورة سجلت مشاركة 106 دولة من مختلف انحاء العالم بما فيها دول حديثة العهد بهذا الميدان”.
وتابع: “بصفتي مشاركا سابقا في الفريق الوطني المغربي لسنة 2010، أعلن تضامني المطلق مع التلاميذ الذين تم حرمانهم من تمثيل المغرب بعد استعدادات و تضحيات دامت لسنوات، لا يعرفها إلا من عاش أو عايش هذه التجربة. هذه صدمة قوية و نكسة للتلاميذ يصعب تصورها”.
وعن تفاصيل القضية قال إنه بعد أن تم اختيار الفريق الوطني المغربي الذي سيمثل المغرب في الأولمبياد الدولية للرياضيات بإنجلترا، حينها دفع التلاميذ جوازات سفرهم غلى المسؤولين من أجل إعداد تأشيرة السفر.
و”دخل التلاميذ في آخر تربص إعدادي ببنجرير قبل ثلاث أسابيع من موعد السفر المفترض والذي كان مبرمجا يوم 14 يوليوز من الدار البيضاء إلى لندن، على أن تنطلق المنافسات يوم 15 يوليوز. لكن يوم 13 يوليوز يفاجئ التلاميذ أنه لم يتم إعداد تأشيرة سفرهم و يتم حرمانهم من المشاركة في النهاية” يضيف الحسني.
كفاءة مهدورة نتيجة “التهاون”
ومن جانبه علق أستاذ مادة الرياضيات بالسلك الثانوي التأهيلي إسحاق غانم في حديث لـ”صوت المغرب”، حول القضية، وهو الذي يعاين عن كثب مستويات التلاميذ، معتبرا أن “المدرسة المغربية تزخر بكفاءات واعدة في مجال العلوم”.
وواصل قوله “إن الأولمبياد الدولية في مجال الرياضيات كانت فرصة ثمينة أمام هؤلاء التلاميذ من أجل إبراز قدراتهم وكفاءتهم العالية بعد أشهر من الاستعداد لذلك”.
ولكن “أملهم خاب عند اقتراب بلوغهم هذه الغاية” يضيف غانم إسحاق، وقال في هذا الصدد إن “هؤلاء التلاميذ الستة وإلى جانبهم المغرب كاملا حرم من المشاركة في هذه التظاهرة الدولية بسبب تهاون المسؤولين الإداريين الذين لم يولوا أي أهمية للجانب اللوجيستيكي الذي قاد في النهاية إلى هذا الإقصاء القاسي” على حد تعبيره.
تفاصيل القصة
ووصل هذا الملف إلى قبة البرلمان بعد أن وجه المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خالد السطي، سؤالا كتابيا في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وأوضح المستشار البرلماني خالد السطي، أن هذه السنة عرفت اختيار الفريق الوطني المغربي الذي سيمثل المغرب في الأولمبياد الدولية للرياضيات بإنجلترا، حيث قدم التلاميذ المعنيين ومرافقيهم جوازات سفرهم إلى المسؤولين من أجل إعداد تأشيرة السفر.
وأورد السطي أن التلاميذ المغاربة المختارين خضعوا لتربص إعدادي بمدينة بنجرير قبل ثلاث أسابيع من السفر الذي كان مبرمجا يوم 14 يوليوز من الدار البيضاء غلى لندن، أي يوم واحد قبل انطلاق المنافسات.
ولكن مجريات الأمور لم تسر وفق ما كان يأمل التلاميذ وأولياء أمورهم، السطي قال إن التلاميذ فوجئوا بحرمانهم من المشاركة في هذه التظاهرة العلمية الدولية “المرموقة” والتي شارك فيها حوالي 125 دولة، وذلك “لأسباب خارجة عن إرادتهم”.
بنموسى.. أمام المساءلة
وأشار السطي إلى أن المغرب كان قد احتل المرتبة 68 من بين 112 دولة مشاركة خلال دورة طوكيو 2023 محسنا ترتيبه بنقطتين مقارنة مع دورة النرويج برسم سنة 2022.
وتبعا لذلك، ساءل السطي الوزير بنموسى، عن الأسباب التي حالت دون مشاركة وفد المملكة المغربية في أولمبياد الرياضيات لسنة 2024، وعن الإجراءات والتدابير المزمع اتخاذها لتطوير الارتقاء بجودة التأطير والإعداد العلمي والقبلي لمثل هذه التظاهرات وفق رؤية استراتيجية واستشرافية.
عن التظاهرة الدولية
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد كشفت عن نتائج نهائيات الأولمبياد الوطنية في الرياضيات 2024، والتي احتضنتها فضاءات مدرسة التدبير الصناعي (بن جرير) يومي 29 و30 أبريل 2024.
وحسب بلاغ سابق للوزارة حول الموضوع، فقد شارك في هذه الدورة 17 مترشحة ومترشحا يمثلون مختلف جهات المملكة، وأسفرت عن فوز التلاميذ الستة الذين لم يتمكنوا في النهاية من الالتحاق بالمنافسات الدولية.
وتنظم الأولمبياد الدولية للرياضيات بشكل سنوي خلال شهر يوليوز من كل عام، وإلى حدود يوم أمس الأحد، كانت الولايات المتحدة الأمريكية في الرتبة الأولى متبوعة بالصين ثم كوريا الجنوبية والهند في الرتبة الرابعة، وكان الصينيون قد سيطروا على الصدارة خلال الدورات الخمس الماضية.