شكوك حول كفاءة بايدن الصحية رافقت آخر ظهور له
قبل يومين فقط، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن متمسكا بخوض الانتخابات الرئاسية المقبل، ومؤمنا حسب قوله بقدرته على هزيمة خصمه دونالد ترامب، غير أن المطالب بتنحيه عن سباق الرئاسة ليست جديدة، وتزادت حدتها مع اقتراب الموعد الانتخابي الأمريكي.
الدعوات لتراجع بايدن عن خوض الرئاسيات الأمريكية المقبلة، بسبب تلعثمه أو “هفواته”أو التشكيك في قدراته الصحية، كانت قد تجاوت أسوار حزبه لتصبح مطالب عامة في الشارع الأمريكي، تبناها حتى الممثلون من مشاهير هوليود مثل جورج كلوني.
“الأمريكيون يريدون رئيسا وليس ديكتاتورا”
إلى حدود الجمعة الماضي، كان بايدن يرفض التكهنات بانسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية وقال إنه سيهزم “تهديد الأمة” دونالد ترامب. وعلى وقع هتافات “لا تنسحب”، قال بايدن: “كان هناك كثير من التكهنات في الآونة الأخيرة. ماذا سيفعل جو بايدن؟ هل سيبقى في السباق؟ هل سينسحب؟ إليكم إجابتي: أنا مرشح وسوف نفوز. لن أغير ذلك”.
وندد بايدن بـ”مشروع 2025″، وهو برنامج واسع للحكم يحمل بصمة اليمين المتطرف، ويسعى الرئيس السابق ترامب إلى النأي بنفسه عنه، رغم أن حلفاء مقربين منه هم من صاغوه. وقال بايدن: “الأمريكيون يريدون رئيسا وليس ديكتاتورا”، في إشارة منه إلى تصريح ترامب بأنه سيكون ديكتاتورا “ليوم واحد”.
دعوات لإفساح المجال أمام مرشحين آخرين
في المقابل، نشر أكثر من 20 عضوا ديمقراطيا سابقا في الكونغرس الجمعة رسالة تدعو بايدن إلى عقد مؤتمر مفتوح وإعطاء شخصيات أخرى فرصة لتقديم ترشيحاتهم.
وكتب هؤلاء في الرسالة المفتوحة “بايدن سيخدم الأمة التي يحبها بشكل أفضل من خلال إطلاق يد المندوبين الذين يفترض أن يسموه لولاية ثانية. إذا قرر فعل ذلك، فهذا يعني عقد مؤتمر مفتوح في غشت. نحن نطلب منه اتخاذ هذا القرار”.
وأضافوا: “لا نريد القول إننا نفضل مرشحا آخر بدلا منه (لكننا) واثقون من أن مرشحا ديمقراطيا كفئا أو أكثر سيتقدمون”.
شكوك حول كفاءة بايدن العقلية والصحية
وشدد بايدن خلال مؤتمر صحافي الخميس على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ارتقبه العالم، على أنه سيفوز، متجاهلا المخاوف بشأن عمره وصحته بعد الأداء المريع له في المناظرة الرئاسية الأولى أمام ترامب قبل أسبوعين. لكن سلسلة زلات بينها الإشارة إلى نائبته كامالا هاريس على أنها “نائبة الرئيس ترامب”، أبقت كفاءة بايدن العقلية والصحية لولاية ثانية موضع شكوك.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إنه التقى بايدن في وقت متأخر الخميس، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس الذين يطالبون الرئيس بالانسحاب إلى 20. وأوضح جيفريز إنه وبايدن “عبّرا عن حكمة واسعة النطاق ووجهات نظر صادقة واستنتاجات بشأن المسار للتقدم إلى الأمام”. لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
بايدن يخلط بين هاريس وترامب، وزيلينسكي وبوتين!
وبدا أن مؤتمر بايدن الصحافي الخميس الماضي قد منحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه ودرأ عنه ضربة قاضية تنهي مسيرته الانتخابية، لكن كانت فيه لحظات كارثية، مثل حين خلط بين هاريس وترامب، إضافة إلى عثرة سابقة في قمة الناتو عبر تقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه فلاديمير بوتين.
وأثرت المخاوف بشأن بايدن أيضا على المانحين الديمقراطيين، لا سيما بعد دعوة نجم هوليوود والداعم البارز للحزب الديمقراطي جورج كلوني الرئيس بايدن إلى عدم المضي في حملته.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة أن عددا من المانحين الرئيسيين الآخرين أبلغوا حملة بايدن أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات التي تم التعهد بها ستظل معلقة إن استمر بايدن في ترشحه.