جدل حول تفاعل الوزراء مع أسئلة النواب.. المعارضة تطالب بالاعتذار والبام: تهريج ومغالطات
جددت فرق المعارضة استنكارها لتصريح رئيس الحكومة الذي أثار غضبها في جلسة المساءلة الشهرية الماضية، بقوله: “لا يهمنا ما تقولونه أنتم”، مستنكرين في الوقت نفسه عدم حضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في جلسة مجلس النواب الأسبوع المنصرم.
نهج متغول
وقال النائب البرلماني عن المعارضة الاتحادية عمر أعنان، خلال تعقيبه في الجلسة الشهرية اليوم الإثنين 15 يوليوز 2024، إن الحكومة “تناست أن كل نواب البرلمان ممثلون للأمة ويعبرون عن إرادتها”، محملاً إياها مسؤولية “التداعية الخطيرة للتضييق على المساحات المتاحة للرقابة البرلمانية الضرورية للحياة السياسية بالمغرب”.
واستنكر أعنان ما سماه “النهج المتغول”، الذي امتد حسب تعبيره “ليشمل حتى الجلسات العامة الأسبوعية، والتي كان آخرها استخفاف الحكومة بإحدى آليات المساءلة المؤسساتية، بعد طلب التحدث في موضوع عام وطارئ يتعلق بكليات الطب والصيدلة والقطاع الصحي عامة”، بعد تغيب وزير التعليم العالي عبد اللطيف الميرازي ما أدى إلى انسحاب فرق المعارضة من قاعة البرلمان.
واتهم فريق الاتحاد الاشتراكي في مجلس النواب الحكومة بدفع ما وصفها بـ”أبواق إعلامية تعمل تحت إمرتها، لتسويق حدث ديمقراطي حر على أنه تعطيل لمؤسسة دستورية” مشددا على أن من يعطل المؤسسات “هم الوزراء الذين يتغيبون عن الجلسات الأسبوعية العامة للإجابة عن أسئلة المواطنين، ومن يضيق صدره لحرية التعبير ويستعمل خراطيم المياه بحق أطر لا ننسى تضحياتهم خلال الجائحة الصحية”.
“وجب الاعتذار”
بدوره دعا رئيس فريق التقدم والاشتراكية رشيد حموني رئيس الحكومة إلى الاعتذار مبيناً أن تصريحه في الجلسة السابقة “يتنافى مع الدستور ومع الديمقراطية”، لافتاً إلى أن “دور المعارضة والبرلمان عموماً، يمتد أساساً إلى إيصال قضايا المواطنين وهمومهم”، متشبثاً في نفس الوقت بأهمية الرد على “محاولات تقزيم دور البرلمان أو جعله صورياً”.
وتساءل حموني ماذا يبقى للبرلمانيين عندما يرفض الوزراء دون مبرر مُقنع الحضور للجلسات للتفاعل مع قضايا طارئة تهم المجتمع، من قبيل أزمة كليات الطب والصيدلة “التي تركتها الحكومة تتفاقم على مدى سبعة أشهر؟”، مؤكداً أن المبادرات البرلمانية، سواء جاءت من المعارضة أو الأغلبية، “ليست ترفا زائدا، بل هي صوت الناس الذي يجب أن يمنحهم الثقة ويحميهم من الاضطرار للجوء إلى الشارع”.
“مغالطات وتهريج”
من جهته، دعا رئيس فريق الأصالة والمعاصرة أحمد تويزي، الوزراء إلى الاقتداء برئيس الحكومة عزيز أحنوش “في التفاعل مع المؤسسة البرلمانية”، حتى يتم إغلاق الباب أمام ما سمّاه “التهريج” والمغالطات داخل البرلمان ما تسبب في جلبة داخل القاعة احتجاجاً على التوصيف الذي استحضره النائب في فرق الأغلبية، قبل سحبه التعبير الذي أثار غضب الحاضرين.