بعد رفض العميد توشيحها.. طالبة الدار البيضاء: مقتنعة بارتداء الكوفية في حفل تخرجي
لا زال الجدل قائما حول رفض عميد كلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء، توشيح طالبة متفوقة في المدرسة العليا للتكنولوجيا، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية.
وانتشر فيديو الطالبة على نطاق واسع، داخل المغرب وخارجه، حيث شدت الطالبة الأنظار بثباتها لحظة رفض العميد توشيحها.
لم تكن الطالبة الظاهرة في الفيديو الذي تابعه الآلاف سوى خديجة أحتور، طالبة قادمة من مدينة تزنيت لإكمال دراساتها العليا في الدار البيضاء.
الطالبة التي اختارت التواري عن الأنظار، قالت مصادر مقربة منها لـ”صوت المغرب” اليوم الإثنين 15 يوليوز 2024، إنها ترى أن مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع وجاب العالم، يوثق للحظة تتويجها بعد سنوات من الجد والاجتهاد، على الرغم مما قام به العميد.
وعلى الرغم مما قام به العميد، فإن الطالبة عبرت عن قناعتها وتشبثها بارتداء الكوفية الفلسطينية في لحظة تتويجها من بين المتفوقين في المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، متمسكة بحريتها في اختيار هذا الرمز لارتدائه في لحظة التتويج.
استهجان من الأساتذة
قال مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، في بيان استنكاري له، إنه في الوقت الذي تشهد فيه الجامعات عبر العالم حراكا عارما مساندا لكفاح الشعب الفلسطيني مطالبا بوقف مجازر غزة في انسجام مع فضائها العلمي والأكاديمي الذي يسود فيه إعمال العقل الإنساني، شهدت رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني عشية السبت 13 يوليوز 2024 حدثا غربا أثناء حفل تسليم الجوائز للطلبة المتفوقين.
وأوضح الأساتذة أن عميد كلية العلوم ببنمسيك بصفته ضيف شرف تقدم لتسليم جائزة لطالبة متفوقة، فلما تبين له أنها تحمل الكوفية، رفض تسليم الجائزة وقال للطالبة “أنها تمارس السياسية”، فانتفضت القاعة ضد تصرف هذا التصرف، وانسحب العميد من الحفل.
ووصف الأساتذة ما قام به العميد بـ”التصرف غير المسؤول” داخل فضاء أكاديمي الذي يقولون إنه يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي، مشيرين إلى أن ما وقع خلف استياء عميقا لدى الأساتذة الباحثين وموظفي المؤسسة وآباء وأولياء الطلبة والطلبة أنفسهم، خاصة وأنه يأتي في ظرفية دقيقة وحساسة، يستشعر فيها المغاربة الألم والمرارة جراء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة الجماعية وأبشع وسائل التنكيل والتعذيب والتقتيل.
مطالب بفتح تحقيق
وأصدر مكتب الطلاب في المدرسة العليا للتكنولوجيا بيانا استنكاريا، الأحد، ينتقدون فيه بشدة ما وقع عشية يوم السبت 13 يوليوز بمؤسستهم، وقالوا “شهدنا موقفًا مؤسفًا وغير مقبول من عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، معتبراً ذلك طرحًا لقضية سياسية”.
وأكد الطلاب أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم، معتبرين أن فيه “إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية”.
ويقول الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية “هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري.
وطالب الطلبة جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية بالالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، إلى جانب مطالبتهم بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.
وعبر مكتب الطلبة، عن تضامنه مع الطالبة المتفوقة وحقها في التكريم والاعتراف بجهودها وإنجازاتها الأكاديمية، ملتزما بالدفاع عن حقوق الطلاب وحريتهم في التعبير والمشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والإنسانية.