حقوقيون: خيام ضحايا “زلزال 8 شتنبر” متهالكة وارتفاع درجات الحرارة ينذر بانتشار الأمراض بينهم
في الشهر العاشر بعد زلزال الثامن من شتنبر، لا زال حقوقيون يرصدون أوضاعا صعبة لضحايا هذه الكارثة الطبيعي التي ضربت مناطق واسعة من المغرب.
وفي السياق ذاته، قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 7 يوليوز 2024، إن الخيام التي تأوي عددا من ضحايا الزلزال في دواوير بدائرة أمزميز أصبحت متهالكة ومهترئة، محذرة من خطر انتشار الأمراض ووقوع حوادث في المناطق المتضررة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضحت الجمعية، بعد زيارة قامت بها للدواوير المتضررة من جماعة أمغراس بدائرة أمزميز، إن معاناة الساكنة مستمرة، وعملية البناء تسير بوثيرة ضعيفة، والتعويض غير كافي للبناء بالنسبة للأغلبية، وسط ظروف عيش وصفتها بالقاسية.
وحسب الجمعية، فمثلا دوار تافكاغت الذي عرف وفاة 86 فردا ضمنهم 40% من الأطفال، وحطمه الزلزال عن آخره بعدما كانت تقطنه 460 نسمة مكونة 123 أسرة، فإنه بعد الهدم الكلي وإزالة جزء من الركام، تم تعويض عدد مهم من الأسرة المتضرر بالتعويض الجزئي المقدر ب 80 الف درهم، وهو مبلغ تقول إنه يكفي فقط لإزالة ما تبقى من الركام والشروع في البناء، ولا يمكن الأسر من إنشاء منزل متواضع للايواء.
وتحدث الحقوقيون كذلك عن وضعية الأطفال في هذه المناطق التي زاروها في إطار قافلة تضامنية، وقالوا إن هذه الفئة عاشت ظروفا صعبة منذ الزلزال خلال هذا الموسم الدراسي، حيث تبعد المدرسة على أحد الدواوير بأربع كيلومترات، جون أن تتوفر للتلاميذ خدمة الإطعام المدرسي.
من الركام.. الرواية المضادة
هذا الواقع “المر” الذي تقول ساكنة المنطقة إنه لم يبرح في الحقيقة مكانه منذ الثامن من شتنبر، تقابله الجهات الرسمية برواية أخرى، إذ أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، من داخل البرلمان مؤخرا، التقدم في العمليات المرتبطة بإعمار هذه المناطق.
وتفاعلا مع أسئلة برلمانية بمجلس النواب يوم الاثنين 3 يونيو 2024، حول حصيلة تنزيل برنامج إعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز الأخير، أوردت فاطمة الزهراء المنصوري أن “الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات، على غرار مساهمتها في إحصاء الساكنة المتضررة إلى جانب المصالح المختصة من خلال لجان تقنية”.
إضافة إلى إعداد دفاتر تحملات بمواصفات تقنية ومعمارية تحترم سلامة المباني مع الحفاظ على الخصوصيات العمرانية لكل منطقة، وكذا من خلال إبرام عقود إطار مع مهنيي القطاع لمواكبة المستفيدين في عملية إعادة البناء مجانا، سواء من خلال تزويد الأسر المستفيدة بالوثائق التقنية اللازمة لطلب الترخيص أو من خلال الإشراف التقني على عملية البناء”.
كما أشارت الوزيرة إلى وضع مسطرة مبسطة لمنح تراخيص البناء عبر شبابيك تغطي 169 جماعة متضررة، مشددة على أن كل هذه الإجراءات مكنت من “المصادقة على حوالي 53 ألف طلب في هذا الصدد، وإصدار 51 ألف ترخيص.
فيما تمت إضافة أكثر من 18 ألف ورش بناء في شهر ماي المنصرم”، في حين إن عدد البنايات التي انتهت فيها الأشغال بلغ 34 بناية، مؤكدة في الوقت ذاته أن “التأخر الذي تشهده إعادة بناء المناطق المتضررة يرتبط أساسا بالنقص في الموارد البشرية”.