الفرنسيون يصوتون في الدورة الثانية من انتخابات تشريعية حاسمة
بدأت الجولة الثانية من عملية التصويت في الانتخابات العامة المبكرة في فرنسا، والتي تصدر خلال جولتها الأولى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، في نتائج قرأها محللون سياسيون على أنها “زلزالا يعصف بفرنسا”.
وانطلقت عملية التصويت عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وستنتهي عند الساعة السادسة، وتستمر حتى الساعة الثامنة في المدن الكبرى مثل باريس ومرسيليا.
ويتوجه 49.5 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية لتحديد النواب الـ501 الذين سيمثلونهم في البرلمان لمدة 5 سنوات، إلى جانب النواب الـ 76 الذين جرى انتخابهم في الجولة الأولى.
ويتنافس في الجولة الثانية 1094 مرشحا، ويتعين على الأحزاب أو التحالفات أن تصل إلى 289 نائبا للحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان المكون من 577 مقعدا.
وفي 9 يونيو الماضي، حل ماكرون البرلمان ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة، وذلك بعد فوز حزب التجمع الوطني بأكثر من 31 بالمئة من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهزيمة كتلة ماكرون الوسطية.
وحصل حزب التجمع الوطني على 29,5 بالمئة من الأصوات بمفرده في الجولة الأولى التي جرت في 30 يونيو، وهو معدل يرتفع إلى أكثر من 33 بالمئة عندما ينضم إلى حلفائه، وفقاً لنتائج الانتخابات الرسمية.
وحصل الحزب وحده على أكثر من 9.37 ملايين صوت، مما منحه 37 مقعدًا في البرلمان.
فيما حصل تحالف اليسار على 27.99 بالمئة (أكثر من 8.9 ملايين صوت)، ليحتل المركز الثاني بـ 32 مقعدا.
أما تحالف “معا من أجل الجمهورية” الوسطي المدعوم من ماكرون، فاحتل المركز الثالث بحصوله على ما يزيد قليلا عن 20 بالمئة (أكثر من 6.4 ملايين صوت)، ليحصل على مقعدين فقط.
العلاقات مع المغرب
وفي تصريح سابق له لـ”صوت المغرب” عقب الإعلان عن حل البرلمان الفرنسي وتنظيم انتخابات عاجلة، بعد الاكتساح المدوي لليمين المتطرف الفرنسي خلال الانتخابات البرلمانية الأوروبية، أكد المحلل السياسي والاقتصادي زكرياء كارتي، أنه في حالة صعود اليمين المتطرف بفرنسا فإن علاقة هذه الأخيرة مع المغرب “لن تتأثر كثيرا”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن اليمين المتطرف ليست له علاقات عدائية مع المغرب، مؤكدا أن مواقفه العدائية هي تجاه المهاجرين أساسا.
واستدل على ذلك بتصريحات سابقة لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبين التي انتقدت فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية العلاقات المتوترة التي كانت له مع المغرب، والتي قالت إنه “ينبغي التركيز مع الجانب المغربي كحليف مهم”.
وخلص المحلل السياسي والاقتصادي زكرياء كارتي إلى أن اليمين المتطرف لا يبدو عدائيا تجاه المغرب، لكنه بالمقابل من ذلك يكن عداء تاريخيا للجانب الجزائري منذ أيام حرب الجزائر.